في رابع أيام أحداث العنف
المتفجرة أمام مقر مجلس الوزراء, وبميدان التحرير, وشارع قصر العيني,
دخلت الأزمة بين المتظاهرين والمعتصمين وقوات الجيش نفقا مظلما.
اثار الدمار فى المجمع العلمى الذى تعرض للحريق الاجرامى امس الاول تحولت الأحداث إلي ما يشبه معركة ثأرية, استخدمت فيها أنواع عديدة من
الأسلحة, وسادت فيها لغة التراشق بالحجارة, وأغلقت كل السبل أمام محاولات
التفاهم وجهود التهدئة.
ففي مبادرة للأزهر الشريف وعدد من النواب الجدد والنشطاء والمثقفين
للتهدئة ووقف العنف, توجه إلي ميدان التحرير أمس كل من الدكتور حسن الشافعي
ـ ممثلا لشيخ الأزهر ـ وعمرو حمزاوي, وباسل عادل, ومصطفي النجار, وأحمد
سعيد, ووائل غنيم, ومعتز عبدالفتاح, ومعز مسعود, وآخرين, لبناء جدار عازل
بين الجيش والمتظاهرين ووقف نزيف الدم.
وقد تجاوب مع هذه المبادرة بعض المعتصمين, بينما رفضها آخرون, متسائلين: أين كنتم عندما اعتدي بالضرب علينا وعلي بناتنا.
وطالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وبعض العلماء والمثقفين والمفكرين
بضرورة وقف جميع أشكال العنف والمواجهات الحالية حقنا لدماء المصريين من
جميع الأطراف.
وأكدوا في بيان مشترك ـ عقب اجتماع طاريء بمقر مشيخة الأزهر ـ ضرورة
الالتزام بسلمية التظاهرات والاعتصامات وحماية المؤسسات والمنشآت
والممتلكات العامة والخاصة, مع التعبير عن الحزن العميق لما حل بمبني
ومحتويات المجمع العلمي العريق الذي يضم تراثا ثقافيا مصريا فريدا ونادرا.
ورحب المجلس الاستشاري ـ في اجتماعه مساء أمس الأول برئاسة منصور حسن,
وحضور20 عضوا ـ ببيان المجلس العسكري, الذي أصدره أمس الأول, وما تضمنه حول
التحقيق الفوري في الأحداث, ووقف العنف فورا.
وانتقد رئيس المجلس, وعدد من أعضائه, الاستقالات التي تقدم بها تسعة من
أعضائه.وقد ارتفع عدد المستقيلين أمس إلي11 عضوا, بعد استقالة كل من
الدكتور مصطفي كامل السيد, والدكتورة نيفين مسعد.
وطالب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية بالوقف الفوري لنزيف الدم, وإظهار
الحقائق كاملة أمام الرأي العام. وناشد جميع الأطراف ضبط النفس, ووأد
الفتنة التي تطل برأسها.
ونفي المجلس العسكري ـ من خلال صفحته علي الإنترنت ـ ما تردد عن اختطاف
المعتصمين والمتظاهرين جنودا من القوات المسلحة, لمبادلتهم بمجموعة من
المعتقلين.
وحذر المجلس من الشائعات التي ترددت علي صفحات بعض المواقع, مشيرا إلي
أنها تستهدف إشعال الأوضاع في مصر. وأكد أن مصر شعبا وجيشا ستتصدي بكل قوة
للعملاء المعروفين لكل مصري صادق.
وكان شهود عيان قد أكدوا اختطاف المعتصمين والمتظاهرين ثلاثة جنود كانوا
ضمن قوات الجيش التي حاولت محاصرة المعتصمين وطردهم من الميدان.
وفي تطور آخر مهم, كشف صبري إبراهيم شلبي مؤسس الائتلاف الشعبي لحماية
وإنقاذ مصر أنه شاهد في قلب الأحداث نحو500 شخص من البلطجية والمسجلين
الخطرين وأطفال الشوارع يمارسون أعمال التخريب والحرق بعد تلقيهم تعليمات
من شخصيات مجهولة, يرجح أن تكون لها علاقة برموز الفساد المحبوسين في
طرة.وأشار إلي أن البلطجية وأطفال الشوارع عبارة عن مجموعات يتراوح عدد
الواحدة بين30 و50 فردا, كما أن أعمارهم تتراوح بين15 و25 سنة, ولكل مجموعة
قائد.
وأعلن الدكتور محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف أنه جري تسجيل23 إصابة جديدة
بين المعتصمين في اشتباكاتهم مع عناصر من القوات المسلحة أمس, وتم نقلهم
إلي مستشفيات قصر العيني, والهلال, والمنيرة.
وأكد شهود عيان أن المستشفيات الميدانية بميدان التحرير استقبلت نحو350 مصابا جديدا في اشتباكات أمس.
وفي المقابل, أصيب58 من أفراد المركزي في مصادمات بشارع الشيخ ريحان,
بينهم ثلاثة ضباط, و55 مجندا. كما عثر علي جثة مسجل خطر داخل مبني هيئة
الطرق والكباري, وتبين أنه مصاب بطلقة في رأسه, وبذلك يرتفع عدد الوفيات
منذ بداية الأحداث إلي11 حالة. ويتابع المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود
النائب العام التحقيقات التي تجريها النيابة مع138 متهما, أكدت التحريات
تورطهم في الأحداث. وأمر بسرعة تشكيل لجنة فنية لتفريغ ما احتوته كاميرات
المراقبة من مشاهد لمواقع الأحداث.
وألقي المتظاهرون القبض علي11 بلطجيا ـ بينهم شباب وفتيات ـ يحملون أسلحة بيضاء وسكاكين وكتبا مسروقة من المجمع العلمي المصري.
كما ألقت الشرطة القبض علي22 شابا يوزعون المولوتوف والأسلحة البيضاء علي المتظاهرين أمام مجلس الوزراء.
الاهرام