أبكي دمعا ودما علي ما حدث لهذا
المكان, رمز العلم في مصر, فمن أحرقه يريد أن يوصل للعالم رسالة أن
العلم ليس له مكانة في مصر, بهذه الكلمات عبر د.هاني الناظر, عضو
المجمع العلمي عن عميق حزنه لحرق أعرق وأقدم الأماكن التاريخية في مصر وهو
المجمع العلمي.
<="" div="" border="0">
الذي اشعلت زجاجات المولوتوف مبناه كذلك وقلوب كل من يقدر قيمة العلم والحضارة في مصر.
المجمع أنشأه نابليون بونابرت عام1798 كما يقول د.هاني- حين كانت الدول
حولنا لا تعرف شيئا عن العلم وحافظ عليه شعب مصر وحكامه من أيام محمد علي.
ويشرح أنه يحتوي كنوزا علمية لا تحويها مكتبة الإسكندرية, كما أنه مسجل به
تاريخ مصر الحضاري والعلمي, كما احتضن خيرة علماء مصر ومفكريها من الخارج
والداخل مثل د.مصطفي السيد ويضيف أنه يحوي النسخة الأصلية لوصف مصر, وكل ما
قام به محمد علي والحملة الفرنسية.
ويؤكد أن عقل مصر وفكرها وعلمها في هذا المكان, ومن حرق هذا المجمع هو
الشيطان وإخوانه. ويري د.الناظر أن هذا حريق مقصود وليس عملا عشوائيا,
فهناك من يريد حرق عقل وفكر مصر, مؤكدا أن من ليس له حضارة ليس له مستقبل.
ويتساءل د.هاني: هل يوجد مصري يخاف الله ويحب هذا الوطن يفعل ذلك, من يريد
حرق هذا البلد؟ ويدعو أبناء مصر بالداخل واساتذة الجامعات ومراكز البحوث
لوقفة حداد علي حرق هذا المجمع.
ويقول د.الناظر منهارا لقد حرقوا تاريخ مصر العلمي والثقافي وذاكرتها فهل تعود؟
أما د.محمد الشرنوبي, أمين عام المجمع العلمي, فهو في حالة انهيار كامل
علي حرق وثائق وتاريخ مصر منذ عام1798, خاصة بعد أن احترق وصف مصر الأصلي
وأكثر من200000 كتاب يحويها المجمع.
أما د.محمد الجوادي, المؤرخ وعضو المجمع أيضا, فيقول إنه شخصيا لديه نحو90
كتابا يحويها المجمع ويضيف أن أهمية هذا المكان التاريخي الذي أسسه
نابليون جعلته يضع علي رئاسته أكبر علماء مصر ويضع نفسه نائبا له, بعدها
انتقل الي الإسكندرية فترة صعودها, ثم عاد للقاهرة واستقر بها عام.1880
ويشرح أن عدد اعضائه يبلغ150 عضوا من أكبر علماء مصر وباحثيها, ومقتنياته ثروة قومية مسجلة في جميع مكتبات العالم من خلال الانترنت.
ويضيف أن خسارته لا تقدر بثمن فبرغم العناية الشديدة بتأمينه لكن لم يدر
بخلد أحد أن يتم احراق هذا المجمع في صراع تكون القوات المسلحة والشرطة
طرفا فيه.
مؤكدا أنه نظرا لأن المجمع معروف لاعضائه, ولا يحمل لافتة ضخمة فقد ظن
الكثيرون أن ما يحترق هو مبني الطرق والكباري حتي اكتشفنا الفاجعة التي يري
د.جوادي أنها لا تخلو من قصد جنائي. ويحذر من استمرار العبث وعدم الوعي
لينال من مقتنيات مصر الأخري في مكتبة الإسكندرية وغيرها.
الاهرام