عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه لما نزلت : { من يعمل سوءا يجز به } [ النساء / 123 ] بلغت من المسلمين مبلغا شديدا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قاربوا وسددوا . ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة . حتى النكبة ينكبها ، أو الشوكة يشاكها " .
رواه البخاري و مسند الإمام أحمد و الترمذي و مسلم و اللفظ لمسلم
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
...الشرح
عندما نزلت هذه الآية خشي الصحابة رضوان الله عليهم من سخط الله عندما عملوا أن كل عمل سيئ سيكتب و يجازون عنه و لو قارناهم بزماننا اليوم فنرى من المسلمين من يسمع أحاديث فيها اللعن و الطرد من رحمة الله و لا يكترث لما يسمع مفتحةُ عينه نائمُ .
ثم أخبرهم الرسول صلى الله عليه و سلم أن في مقابل هذا سيكون كتابة الحسنات ليس فقط الذي يعملونه بل مجرد صبرهم على مشاكلهم سيكتب لهم فيها أجر و هذا من رحمة الله بنا .
نكبته تأتي باللغة / ونَكَبَتْهُ الحِجارَةَ نَكْباً : أي لَثَمَتْهُ وخَدَشَتْهُ.
و الشوكة هنا ليست المقصودة بالشوكة فقط بل القصد كل مشكلة مهما كانت صغيرة يأجر عليها العبد إذا صبر و احتسب
قال ابن الجوزي : في الحديث دلالة على أن القوي يحمل ما حمل ، والضعيف يرفق به إلا أنه كلما قويت المعرفة بالمبتلى هان عليه البلاء ، ومنهم من ينظر إلى أجر البلاء فيهون عليه البلاء ، وأعلى من ذلك درجة من يرى أن هذا تصرف المالك في ملكه فيسلم ولا يعترض ، وأرفع منه من شغلته المحبة عن طلب رفع البلاء ، وأنهى المراتب من يتلذذ به لأنه عن اختياره نشأ ، والله أعلم .
وصلى الله و سلم على نبينا محمد