عدما احتلت كلمة «ارحل» معظم اللافتات التي رفعها المتظاهرون في الثورات العربية، وقع عليها اختيار لجنة تحكيم الدورة السابعة لمهرجان أدبي يقام سنويا في مقاطعة النييفر، بوسط فرنسا، «كلمة
عام 2011».
فعاليات المهرجان، واسمه «مهرجان الكلمات»، الذي تستضيفه بلدة لاشاريتيه - سور - لوار انطلقت أول من أمس وتستمر لخمسة أيام. ودرجت العادة في كل ربيع أن يجمع المهرجان حوله جمهورا من أصدقاء القواميس، بالإضافة إلى عدد من أساتذة اللغة والكتاب والصحافيين وعلماء الاجتماع والمتخصصين في تقصي الإشارات الدالة. ومن بين قائمة طويلة من المفردات المستحدثة والمشتقة، أو تلك التي لفتت الأنظار أكثر من غيرها، اختار المحكّمون فعل الأمر «ارحل» بترجمته الفرنسية «ديغاج»، ليتصدّر القائمة باعتباره الكلمة البليغة الموجزة التي هزت كراسي الحكم في أكثر من دولة عربية، خلال الأشهر الماضية.
وكانت هذه الكلمة قد دخلت وعي الفرنسيين بعدما شاهدوها مخطوطة بلغتهم على عدد من اللافتات التي رفعها الثوار في تونس مع بدء حركات الاحتجاج الشعبية والسلمية على نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وجاء في بيان لجنة التحكيم أن هذه المفردة تختصر عدة معانٍ، منها «اذهب» و«دعنا نتحرّر منك» و«اغرب عن وجوهنا»، أو «افرنقع» حسبما جاء في كتب التراث العربي.
وكانت مفردة «ديون» قد فازت بلقب «كلمة العام» في الدورة السابقة بعدما تردّدت كثيرا في وسائل الإعلام وأحاديث المواطنين باعتبارها المشكلة التي تؤرق الناس في زمن الأزمة الاقتصادية. وعام 2009 فازت باللقب عبارة «مظلة ذهبية» التي تعني تنصيب شخص بالوساطة في وظيفة رفيعة لا يملك مؤهلاتها.
هذا، وتشرف على المهرجان جمعية محلية للحفاظ على اللغة وإثرائها بالمفردات واللهجات، حتى تلك التي تتسلل إليها من لغات أخرى. ويركز منظموه على الوزن الكبير للكلمات والمصطلحات المتكررة في صياغة الوجدان الجمعي لشعب من الشعوب. وعلى مدى أيام خمسة تعقد ندوات ومحاضرات وحلقات نقاش ومعارض لعشاق الكلمة ممن يتلذّذون بالمفردات والمعاني ويدافعون عن حق كل فرد في استنباط ما يروق له من تعابير تعكس حالته النفسية أو ثقافته أو ظرفه الاجتماعي.
((((اضيف احذروااااا يا حكام الشعوب دائما منتصرة ---ولو بعد حين ))