هناك بعض الخطوات المهمة التي يمكنك اتخاذها لضمان تماشي طفلك مع المتطلبات الجديدة المفروضة على قوة دماغه، علماً أن بعض الأمور السلبية يمكن أن تخفض ذكاء الطفل وقدراته الفكرية.
ورغم أن العديد من هذه الخطوات مرتبط بالغذاء والمواد المغذية، فإن ممارسات أخرى وتأثيرات بيئية لها أيضاً تأثير مهم في معدل الذكاء عند الطفل.
لحسن الحظ، لا يعتبر العلماء أن الوقت قد فات لتحسين ذكاء الطفل، حتى لو أصبح في سنوات المراهقة. فقد أظهرت الأبحاث العلمية أن البنية العصبية للدماغ مرنة وقابلة للتغيير حسب الغذاء وعوامل أخرى، مثل أجزاء الدماغ المستخدمة.
ويعتبر المراهقون في ذروة النشاط الفكري لأن أدمغتهم تكون قيد الاستعداد لتحديات سن البلوغ والتناسل. الخلاصة: يمكنك جعل طفلك أذكى مهما كان عمره. إليك التفاصيل...
1 بروتين عند الفطور
لا شك في أن الغذاء الغني بالبروتين يؤثر إيجاباً في الخلايا العصبية. وتبين أن الأطفال الذين حصلوا على غذاء غني بالبروتين في الأسابيع الأربعة الأولى من حياتهم امتلكوا معدل ذكاء أعلى عندما أصبحوا في المراهقة. فالغذاء الغني بالبروتين يزيد حجم النواة الذيلية Caudate Nucleus في الدماغ، وهذه ميزة مرتبطة بذكاء أعلى. يحصل النمو الرئيسي للنواة الذيلية خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الحياة.
لذا، فإن الفطور الغني بالبروتين يجعل الأطفال أكثر يقظة لأنه يخفض مستويات مادة السيروتونين الكيميائية في الدماغ.
إلا أننا نميل لسوء الحظ إلى إعطاء أطفالنا الكثير من الكربوهيدرات المعالجة خلال الفطور، على شكل حبوب معالجة في أغلب الأحيان، مما يحفز إنتاج السيروتونين ويجعل الطفل بالتالي نعساً. ينصح باختيار الحبوب الصحية، وإضافة المكسرات لتعزيز محتوى البروتين في الفطور.
لا تهملي أبداً وجبة الفطور مهما كان السبب. وإذا رفض طفلك تناول الفطور، حضري له الكوكتيل الغني بالبروتين مع اللبن.
2 لا للفلورايد؟
أظهرت الأبحاث أن الفلورايد هو مادة سامة للأعصاب تتراكم في نسيج الدماغ وتؤثر في نموّه. وثمة احتمال كبير أننا وأطفالنا نحصل على كميات كبيرة من الفلورايد. بالفعل، نبتلع الفلورايد ألف مرة أكثر من أي معدن آخر ثقيل وذلك عبر شرب الماء المحتوي على الفلورايد، وتناول الأطعمة واستعمال منتجات الأسنان التي أضيف إليها الفلورايد.
وتبين أن مستويات الفلورايد المرتفعة في ماء الشرب تخفض معدلات الذكاء عند الأطفال، لا بل إنها قد تفاقم الصعوبات في التعلم عند الأطفال الذين ولدوا أصلاً بمعدل ذكاء منخفض.
اختاري منتجات الأسنان الخالية من الفلورايد. وإذا كنت قلقة بشأن أسنان طفلك، اشتري له فرشاة الأسنان الكهربائية وعلميه تنظيف الأسنان جيداً بواسطة الخيط.
3 المزيد من الفاكهة والخضر
بات معلوماً أن الأطفال الذين يتناولون الغذاء الغني بالفاكهة والخضر يملكون معدلات ذكاء أعلى من الأطفال الذين يكتفون بتناول الأطعمة المعالجة والغنية بالسكر.
يستحسن تشجيع الأطفال باكراً على تناول الفاكهة والخضر نظراً لفوائدها الإيجابية العديدة. وتذكري أن الوقت لا يفوت أبداً لتبديل النظام الغذائي السيئ وإبداله بآخر صحي.
4 الدهون الجيدة
قد تكون أحماض أوميغا 3 الدهنية الأساسية، الموجودة في السمك الدهني، الأبرز والأشهر بين الدهون الجيدة. فزيوت السمك تحتوي على حمضيّ EPA وDHA، وهما نوعان من أحماض أوميغا 3 الدهنية. وبات معلوماً أن EPA وDHA لهما الكثير من الفوائد الإيجابية، مما يجعلهما متفوقين على بذور الكتان والمصادر النباتية الأخرى لأحماض أوميغا 3.
فزيوت بذور الكتان تحتوي على حمض ألفا-لينولنيك (LNA)، الذي يستخدمه الجسم لإنتاج EPA وDHA. غير أن مقدار LNA الذي يتم تحويله إلى EPA قد يكون ضئيلاً جداً.
وتشير الدراسات العلمية إلى أن مكملات زيت السمك تستطيع تسريع التعلم بشكل كبير، إضافة إلى تحسين نمو الدماغ.
كما تحمي زيوت السمك الدماغ النامي عند الطفل من التأثيرات السلبية للأطعمة التافهة. وثمة دليل جديد على أن مكملات زيوت السمك تحمي الدماغ من الالتهاب الناجم عن الغذاء المرتكز على الطعام التافه والوجبات السريعة، وقد تساعد على إعادة وظيفة الدماغ إلى مستواها الطبيعي.
أما النظام الغذائي الغني بالأطعمة المعالجة فيمنع الدماغ من توليد خلايا عصبية جديدة وذلك عبر قمع الهرمونات التي تحمي الخلايا العصبية وتحفز نموها، ويزيد أيضاً إنتاج الجزيئات الالتهابية ودهون التريغليسريد.
لكن عند استهلاك أحماض أوميغا 3، فإن هذه الأحماض تعرقل عملية التريغليسريد وتعيد النمو السليم للأعصاب.
لا تخشي إذاً تناول السمك، وتذكري دوماً أن الفوائد الموجودة في السمك تتخطى بكثير أية مخاطر قد تنجم عن معدلات الزئبق الموجودة في السمك. ويقول العلماء إن تناول حصتين من السمك الدهني في الأسبوع كفيل بحماية الطفل من اضطراب قلة الانتباه/النشاط المفرط.
إحرصي على تقديم السمك مرتين إلى ثلاث مرات إلى أفراد عائلتك، وأضيفي الكثير من بذور الكتان إلى الغذاء إذا كان أطفالك نباتيين.
لا تهملي أيضاً الدهون المشبعة، على رغم الاعتقاد السائد بأن هذه الدهون سيئة للأطفال وتسهم في اضطراب قلة الانتباه/النشاط المفرط.
فعلى العكس، تبين أن الأحماض الدهنية المشبعة، الموجودة خصوصاً في الدهون الحيوانية، أساسية لنمو الدماغ. لذا، يمكنك ان تقدّمي لأطفالك الحليب الكامل الدسم بدل الحليب القليل الدسم، والزبدة بدل المرغرين.
5 اللعب خارجاً
يمكث الأولاد لوقت طويل في المنزل هذه الأيام أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر، ولذلك يعاني معظمهم من نقص في الفيتامين D، الفيتامين الذي يأتي بصورة أساسية من أشعة الشمس. والمؤسف أن النقص في الفيتامين D عند الأطفال يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، إضافة إلى عظام غير صحية وكُساح الأطفال.
كما يعتبر الفيتامين D ضرورياً لصحة الجهاز العصبي ونموه، بما في ذلك الدماغ. لذا، إحرصي على أن يخرج أطفالك للعب خارج المنزل لمدة 15 إلى 20 دقيقة على الأقل كل يوم. وإذا كانت بشرتهم لا تحترق بسهولة، لا تضعي لهم القناع الشمسي إلا بعد مرور 10 دقائق على الأقل على تعرضهم لأشعة الشمس المباشرة.
6 لا للمعادن
أبعدي الزئبق عن فمك إذا كنت حاملاً، ولا تسمحي أبداً لطبيب الأسنان بأن يضع «حشوات» الزئبق في أسنان أطفالك. فقد تم الكشف عن رابط مباشر بين مستويات الزئبق في شعر الأم أثناء الولادة واحتمال تعرض الطفل لاضطراب قلة الانتباه/النشاط المفرط.
وتماماً مثل الفلورايد، تبين أن سولفات الألمنيوم الموجود في الماء يسبب تلفاً في الدماغ. كما أن التعرض للألمنيوم يحدث تغييرات في الدماغ مماثلة لتلك الحاصلة في داء ألزهايمر.
بالإضافة إلى الألمنيوم، قد يكشف الأولاد المصابون باضطراب قلة الانتباه/النشاط المفرط عن نسبة عالية من الرصاص في الدم. لذا، لا تستخدمي أثناء الطهو الطناجر أو الأدوات المصنوعة من الألمنيوم، واستخدمي المصفاة في الصنبور لإزالة كل رواسب المعادن الثقيلة من صنبور الماء.
7 التأمل
يبدو أن التأمل يحسن قدرة الدماغ على الاستقبال. لذلك، شجعي أطفالك على التأمل. بالفعل، تشير الدراسات الطبية إلى أن التأمل يساعد الإنسان على البقاء يقظاً وحساساً تجاه المنبهات أو الحوافز الخارجية.
كما أظهر التصوير بالرنين المغنطيسي أن نشاط الأعصاب يتحسن، لا بل يزداد، عند ممارسة التأمل. فأجزاء الدماغ المرتبطة بالانتباه ووعي الإحساس والعملية الحسية، بدت أكثر سماكة من المعتاد، وارتبطت هذه السماكة بالفترة الإجمالية المخصصة للتأمل.
يمكن القول إذاً إن التأمل يحسن القدرة العقلية، ويدمج بين العملية الإدراكية والعواطف، مما يساعد على التعلم الأولي.