"
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ
الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ " [الأحزاب:59]
وقال الله تعالى: " وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ "[النور:31]
أخرج عبد الرزاق في المصنف عن أم سلمه رضي الله عنها قالت : لما نزلت هذه الآية
( يدنين عليهن من جلابيبهن )
خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة ،
وحديث عائشة نحوه
( كأن على رؤوسهن الغربان )
اركان التشبيه اربعة :
اداة التشبيه
والمشبه
والمشبه به
وجه الشبه
...................
اداة التشبيه هنا كأن
المشبه : لاحظوا ... ليس (رؤسهن) إنماالمشبه هو
" على رؤوسهن "
ما الذى
" على رؤوسهن " ؟
( وعليهن أكسية سود يلبسنها )
المشبه به الغربان
وجه الشبه : " من السكينة "
شيىْ يعطى من السكينه
وهذا الشيىء مشترك بين الأكسية السوداء والغربان
وأكيد ليس فى الشكل لإختلاف شكل الغراب عن الأكسية
وليس الملمس لإختلاف أنواع الأقمشة
فيكون وجه الشبه وهو اللون
" الاسود "
لنرى من الأحاديث الوارده فى هذا الشأن :
كُنَّ نساءُ المؤمناتِ ، يَشْهَدْنَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ صلاةَ الفجرِ ، متلفِّعَاتٍ بمُرُوطِهِنَّ ، ثم يَنْقَلِبْنَ إلى
بيوتهِنَّ حينَ يَقْضِينَ الصلاةَ ، لا يعرفُهُنَّ أَحَدٌ من الغَلَسِ .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 578
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
هنا أيضاً تشبيه ولكن المشبه به هذه المرة النساء
"كأنهن الغرابيب السود "
ما هى الغرابيب السود ؟
خير من يشرح القرآن, القرآن والسنة
والعكس
والمعنى هنا من القرآن :
قال تعالى :
" وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ "
أى من الجبال غرابيب سود
إذاً فالغرابيب ليس المقصود بها الغربان
ولكن هى من الجبال وقيل هى الجبال البركانيه ...
وغرابيب ليست جمع لغراب فجمع الغراب : غربان جمع تكسير
قال الراجز: يا عَجَبا للعَجَبِ العُجابِ، خَمْسَةُ غِرْبانٍ على غُرابِ
و أغرُب وأغرِبة
أما الغرابيب مفردها غربيب
كنز الأعمال فى سنن الأقوال والأفعال
الغربيب فى الحديث : تشبيه للون بالشديد السواد وجمعه غرابيب، أراد الذي لا يشيب، وقيل أراد الذي يسود شعره. النهاية "3/352"
=========
إذا فالكساء على الرأس كالغراب فى سواده
بينما النساء المرتديات له فهن ليسوا كغربان
ولكن هم
"كالغرابيب السود "
من أنواع الجبال البركانية
========
ما علاقة اللون الأسود بالسكينة ؟
السُّكُونُ: ضدّ الحركة. سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته، وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غيره تَسْكيناً.
وكل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالريح والحَرّ والبرد ونحو ذلك.
وسَكَنَ الرجل: سكت، وقيل: سَكَن في معنى سكت، وسَكَنتِ الريح وسَكَن المطر وسَكَن الغضب.
والألوان فيها حركة وتذهب العين لها والأسود سكون لها
وكان يقال على جريدة ما -قبل أن تضع البنط الأحمر فى عناوينها وتنشر أخبار الحوادث - أنها جريدة محافظة
لأنها لاتسعى لجذب القارىء بعوامل جذب بلا أثر بل تسعى دائما للجذب بالمضمون
فاللون الأسود لون يضفى وقاراً وهدوء لا يجذب العين وفى نفس الوقت لم تسعى
للأخبار المبتذلة فكان جمهورها جمهور حقيقى هدفه المضمون لذلك كانت تسمى
جريدة النخبة
( كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة ) ( كأنهن الغراليب السود )
والجبال ثابته وراسخة ومستقرة
وقال الله عز وجل في كتابه العزيز،
" وله ما سَكَن في الليل والنهار"
قال ابن الأَعرابي: معناه وله ما حَلَّ في الليل والنهار؛ وقال الزجاج: هذا احتجاج على المشركين لأَنهم لم ينكروا أَن
ما استقرَّ في الليل والنهار لله أَي هو خالقه ومُدَبِّره، فالذي هو كذلك قادر على إحياء الموتى.
وقال أَبو العباس في قوله تعالى:
"وله ما سكن في الليل والنهار"
قال: إنما الساكن من الناس والبهائم خاصة، قال: وسَكَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّك، وإنما معناه، والله أَعلم، الخَلْق.
{ سكينة }: أى طمأنينة القلب وهدوء نفسي .
- شرح الكلمات الجزائرى -
وقال تعالى :
{ يمشون على الأرض هوناً }
: في سكينة ووقار .
( وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ
التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ
آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
قال الحسن:
جعل الله لهم في التابوت سَكِينة
لا يَفِرُّون عنه أَبداً وتطمئن قلوبهم إليه.
الفراء: من العرب من يقول أَنزل الله عليهم السَّكينة للسَّكينة.
وفي حديث قَيْلَةَ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لها:( يا مِسْكِينة عليك السَّكِينةَ)
أَراد عليك الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ.
يقال: رجل وَدِيعَ وقُور ساكن هادئ.
وروي عن ابن مسعود أَنه قال:
السَّكِينةَ مَغْنَم وتركها مَغْرَم،
وقيل: أَراد بها ههنا الرحمة.
وفي الحديث: نزلت عليهم السَّكِينة تحملها الملائكة.
وقال شمر: قال بعضهم السَّكِينة الرحمة، وقيل: هي الطمأْنينة، وقيل: هي النصر، وقيل: هي الوَقار وما يَسْكُن به الإنسان.
وقوله تعالى:
( ثُمَّ أَنَزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ )
أى ما تَسْكُنُ به قلوبُهم.
وتقول للوَقُور: عليه السُّكون والسَّكِينة؛
أَنشد ابن بري لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي:
للهِ قَبْرٌ غالَها، ماذا يُجِنْــنَ، لقد أَجَنَّ سَكِينةً ووَقَارا
وفي حديث الدَّفْع من عرفة: عليكم السَّكِينةَ والوَقارَ والتَّأَنِّي في الحركة والسير.
وكذلك في حديث الخروج إلى الصلاة: فلْيأْتِ وعليه السَّكِينة.
وفي حديث زيد بن ثابت: كنت إلى جنب رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
فغَشِيَتْه السَّكِينةُ؛ يريد ما كان يَعْرِضُ له من السكون والغَيْبة عند
نزول الوحي.
وفي الحديث: ما كنا نُبْعِدُ أَن السَّكينة تَكَلَّمُ على لسانِ عُمَرَ
قيل: هو من الوقار والسكون، وقيل: الرحمة،
وفي حديث أسيد بن حضير ، بينما هو ليلة يقرأ في مربده الحديث ، وفيه :
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تلك الملائكة كانت تسمع لذلك ، ولو قرأت لأصبحت تراها الناس ما تستتر منهم »
فأخبر صلى الله عليه وسلم عن نزول السكينة مرة ، ومرة عن نزول الملائكة ،
ودل حديث أسيد على أن نزول السكينة في حديث عمران هو على مضاف ، أي : تلك
أصحاب السكينة ، وهم الملائكة المخبر عنهم في حديث أسيد ،
وجعلوا ذوي السكينة لأن إيمانهم في غاية الطمأنينة ، وطواعيتهم دائمة لا يعصون الله ما أمرهم ،
وقد جاء في ( الصحيح ) :
« ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم
إلاَّ نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله
فيمن عنده »
فنزول السكينة عليهم كناية عن التباسهم بطمأنينة الإيمان ، واستقرار ذلك في
قلوبهم ، لأن من تلا كتاب الله وتدارسه يحصل له بالتدبر في معانيه والتفكر
في أساليبه ،
ما يطمئن إليه قلبه ، وتستقر له نفسه ،
وكأنه كان قبل التلاوة له والدراسة خالياً من ذلك ، فحين تلا نزل ذلك عليه.
وقد قال بهذا المعنى بعض المفسرين ،
وقال قتادة السكينة هنا الوقار.
المصدر : القرآن والسنة
والمعجم العربى لسان العرب