الساهر مشرف المنتدى العام
اوسمتى :
عدد المساهمات : 1624 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: ما أصل التشائم من الغراب والبوم ؟! الجمعة نوفمبر 30, 2012 3:27 pm | |
|
الغراب
الناس يتشاءمون من الغراب و يرونه نذير شؤم و السر في ذلك يرجع إلى حادثين مهمين في تاريخ البشرية : الأول دور الغراب في قصة ابنيّ آدم حيث ارتبط بالقتل و دفن الموتى لأنه كان المعلم الأول لقاتل أخيه ليريه كيف يواري سوءته و يدفن جثته. أما الحدث الثاني فهو طوفان نوح ،فيحكى أن نوحاً عليه السلام أول ما أرسل من الطيور لاستكشاف اليابسة بعد الطوفان كان الغراب ، فنسي الغراب مهمته الأساسية وانشغل بأكل الجيفة من جثث الغرقى ، فأرسل نوح الحمامة فلم تغب وعادت إليه وهي تحمل في فمها غصناً من الزيتون ، ومن هنا جاء تشاؤم الناس من الغراب لارتباطه بالموت وتفاؤلهم بالحمام لارتباطه بالطمأنينة و السلام ، وإلى اليوم لا تزال صورة الحمامة التي تحمل في فمها غصن زيتون رمزاً للسلام. وفي بعض الثقافات يعتقد الناس أن روح القتيل تتحول إلى غراب و لا تتخلص من هذه الحالة إلا بعد أخذ الثأر من القاتل.
البوم
البوم له نصيب آخر من التشاؤم ولعل ذلك يرجع لارتباطه بالأماكن الخربة ، كما أن صوته يختلف عن صوت الطيور ، فصوت مزعج يبعث في القلب الانقباض ، كما لا ننسى ارتباطه بالليل حيث الظلام وارتباطه بفكرة الشر ، من هنا جاء تشاؤم الناس وخوفهم من هذا الطائر.
لكن اعتقاد الناس في البوم يختلف باختلاف الثقافات ؛ فأهل بلدة ويلز يعتقدون أن صوت البوم نذير للفتاة بفقدان عذريتها ، أما فى الصين فيقال:”على صرخات البوم تُحفر القبور” كناية عن الموت، وفى استراليا يعتقدون أن أرواح النساء تحل فى البوم بعد الموت ، وفى كتابات شكسبير ينذر نعيق البوم بموت أحد أبطال العمل كما فى مسرحية “يوليوس قيصر” حيث سبق نعيق البوم مصرعه ، وقد أطلق الشاعر البريطاني “سبنسر” على البوم رسول الموت المروع. وعلى النقيض من تلك النظرة السيئة للبوم فإن أهل أثينا اعتبروه رمزا للحكمة و صورته أسطورة “البوم والعندليب” كرفيق للحكماء. و للحق فالبوم لا يستحق من الإنسان هذه النظرة التشاؤمية حيث يلعب هذا الطائر دوراً مهماً في عملية التوازن البيئي دون أن يكلف البشر شيئاً ، فالبوم يصطاد الفئران التي ينفق الإنسان الأموال الطائلة لقتلها بالسموم والمبيدات التي تتسبب في النهاية في ضرر البيئة و تهديد الصحه بخطير الأمراض جراء التلوث بتلك السموم.
التشائم والاسلام:
نهى الاسلام عن التشاؤم و يسميه التطير فقد روى أحمد (7045) والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من ردته الطِيَرة من حاجة فقد أشرك” قالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك ؟ قال : ” أن يقول أحدهم : اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك” [ حسنه الأرنؤوط وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6264 ]. | |
|