احمدباشا مراقب عام
اوسمتى :
عدد المساهمات : 1652 تاريخ التسجيل : 20/07/2011
| موضوع: العيون في الحج السبت سبتمبر 29, 2012 2:02 pm | |
|
{وّأّذٌَن فٌي النَّاسٌ بٌالًحّجٌَ يّأًتٍوكّ رٌجّالاْ وّعّلّى" كٍلٌَ ضّامٌرُ يّأًتٌينّ مٌن كٍلٌَ فّجَُ عّمٌيقُ} [الحج: 27] (صدق الله العظيم). في موسم الحج يقف ما يزيد على مليوني حاج وحاجة في صعيد واحد، وكما تعلمون فإنه بعد الوقوف في عرفات يتجه الحاج إلى مزدلفة، ومن ثم إلى منى. وخلال الأيام القليلة التي يمكثها الحاج في أطهر بقاع الأرض قاطبة، يعاني بعض الحجيج بعض المشاكل الصحية الطارئة، خصوصًا كبار السن أو من يعانون مشاكل صحية مزمنة.
على رأس تلك القائمة ضربات الشمس بسبب بقاء الحاج فترات طويلة تحت أشعة الشمس، وهو ما يؤدي إلى فقدان الجسم الكثير من سوائله، ومن ثم يتوقف التعرق وترتفع درجة الحرارة إلى أربعين درجة مئوية أو أكثر، أما الضربات الحرارية فتكون نتيجة البقاء في مكان حار سيئ التهوية بعيدًا عن أشعة الشمس ومن ثم ترتفع درجة الحرارة. وهناك يجب على الحاج أن يحد من حركته تحت أشعة الشمس وعدم ارتياد الأماكن الحارة قدر الإمكان، وأن يكثر من شرب السوائل والماء.
أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة مثل البول السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، فعليهم أن يتوخوا الحذر وأن يستمروا في استعمال الأدوية المقررة بانتظام وأن يلتزموا بالتعليمات واستعمال المظلة الواقية، وأن يضبطوا مجهودهم على قدر الإمكان.
وبالنسبة للأمراض الحادة والطارئة (من إنفلونزا وغيرها)، فإنها تحتاج إلى الوقاية ورفع مستوى المناعة، وذلك بأخذ قرص من فيتامين (ج) يوميًا وعدم التعرض لتيارات الهواء الباردة، أو شرب الماء البارد.
أما بالنسبة للعيون فهناك بعض النصائح والمحاذير التي يجب أن تراعى، فعلينا بالنظافة العامة مع غسل العينين بالماء الفاتر، ثم لبس النظارات الشمسية حتى نحمي عيوننا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة للعين خصوصًا إذا تعرضت العين لها لفترات طويلة، فتحدث بعض التغيرات مثل الظفرة والتغيرات المناخية التي تصيب القرنية، وازدياد درجة الساد (المياه البيضاء) في العين. أما بالنسبة لمرض الجلوكوما (المياه الزرقاء) فعلى المريض أن يستمر في استعمال العلاج بصورة مستمرة حتى يحافظ على مستوى ضغط العين.
سأركز في حديثي عن إصابات العين خلال أيام الحج في المشاعر، خصوصًا عند رمي الجمرات، فكثير من الحجارة التي ترمى من مسافة بعيدة تصيب الحجاج بدلاً من أن تصل إلى الجمرات، يا أخي الحاج عليك أن تتوخى الصبر والأناة عندما ترمي الحجارة، وأن تختار الصغير منها كما أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام، وإذا رميت فعليك أن ترمي في المكان المناسب، فأنت لا تريد أن تكتسب سيئات بل أن تزيلها، واعلم أن الحجارة التي تصيب الحاج في الرأس والعين ربما تؤدي إلى سحجات وكدمات في العين وما حولها، وتخدش القرنية وأحيانًا تؤدي إلى تكوّن كتاركتا إصابية «مياه بيضاء» أو رضات تؤثر على النظر، وأحيانًا تصل بشدتها إلى انفجار العين أو انفصال الشبكية.
نصيحتي لأي حاج يتعرض لإصابة على عينه بأن يأخذ الموضوع بجدية، ويتجه إلى أقرب مركز صحي ليطمئن على عينه ويأخذ العلاج المناسب.
لقد لاحظنا خلال فترة الحج عندما يفقد الجسم كثيرًا من السوائل أن ضغط العين ينخفض نسبيًا إلى أن يستعيد الجسم ما فقد من سوائل.
أما بالنسبة لالتهابات العين الصديدية، أو ما يسمى بالرمد الصديدي، فهو سريع الانتشار في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة، مثل بعض الخيام وغيرها، فيجب علينا توخي الحذر وتنظيف العيون وغسلها بالماء الفاتر، مع عدم استعمال أدوات الغير من مناشف وغيرها، واستعمال المضادات الحيوية من قطرات ومراهم حتى يتم القضاء على المرض قبل أن يتحول إلى وباء. أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون حساسية بالعينين فعليهم استعمال النظارات الشمسية، وكمادات الماء البارد مع استعمال القطرات التي تقلل الحساسية. | |
|