شجرة المشمش
توجد زراعة المشمش في القطر العربي السوري نظراً لملاءمة الظروف المناخية
والبيئية لزراعتها، وتتأتى أهمية هذه الشجرة من كونها ذات مردود اقتصادي جيد
على الفلاح ولكونها تدخل في العديد من الصناعات الغذائية.
تقدر المساحة المزروعة في عام 2002 بحوالي /12612/ هكتار مزروعة
بحوالي /2923.2/ ألف شجرة مشمش أنتجت حوالي /100902/ طن
وذلك حسب المجموعة الإحصائية الزراعية السنوية لعام 2002 الصادرة
عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.
وتنتشر زراعة هذه الشجرة في معظم المحافظات حيث تحتل محافظة ريف دمشق
المرتبة الأولى من حيث المساحة وعدد الأشجار والإنتاج تليها محافظة حمص
، إدلب ، حلب ، اللاذقية.
تؤكل ثمار المشمش كفاكهة طازجة لاحتوائها على كمية كبيرة من المعادن
والفيتامينات فهي ذات فائدة غذائية وطبية في آن معاً، كما تدخل الثمار في
العديد من الصناعات الغذائية كالقمر الدين والمربى والشراب والهلام، فيما
يستفاد من بذورها في الحصول على زيت يدخل في صناعة الكريمات
والمواد الطبية والصيدلانية.
لعبت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية دوراً هاماً في تطور قطاع إنتاج
الفاكهة
من خلال تحديد أنواع وأصناف الفاكهة الممتازة الملائمة للزراعة في سوريا
والعمل على حل المشكلات الزراعية التي قد يتعرض لها المزارعون أثناء زراعة
مختلف الأنواع المثمرة مما ساهم في زيادة الإنتاج الثمري وحدوث فائض
في الإنتاج وتصدير جزء منه إلى العديد من الدول العربية ، وقد أولت الهيئة
العامة للبحوث العلمية الزراعية هذه الشجرة اهتماماً كبيراً تجلى في إدخال
العديد من
الأصناف الأجنبية ومقارنتها مع الأصناف المحلية ونشر المتفوقة منها والتي تتمتع بمواصفات جيدة وإنتاج عالي على الأخوة الفلاحين.
الوصف المورفولوجي لشجرة المشمش
وهو موضح في الشكل (1) حيث ينتسب المشمش للعائلة الوردية ROSACEAE وتحت عائلة اللوزيات PRUNOIDAE والجنس PRUNUS .
يتراوح طول الشجرة الطبيعي بين 3-15 م وقد يصل طول الشجرة إلى 18 م
عندما يولي المزارع الشجرة العناية اللازمة بالإضافة إلى خصوبة التربة.
- الجذع: أسمر اللون عميق متشقق ، قشرة النموات الحديثة مصقولة خضراء مسمرة
في أول الأمر ثم تحمر وتتشقق مع مرور الزمن.
-الأوراق : متساقطة، بيضاوية أو قلبية الشكل مسننة الحواف لها عنق طويل
- البراعم :
صغيرة حادة والبراعم الزهرية بسيطة تتفتح قبل البراعم الخضرية وتعطي
أزهاراً ثنائية الجنس خصبة ذاتياً ويلاحظ في المشمش أن البراعم الزهرية تقع
قرب
القمة في الأفرع القوية بعمر سنة وفي الجزء المتوسط من أفرع متوسطة النمو وتكون
أحادية على طول الأفرع ضعيفة النمو، هذا ولاتحمل البراعم الزهرية جانبياً على
الأفرع
التي عمرها سنة بل إن أغلبها يحمل على دوابر تعيش 4-5 سنوات ثم تموت
(الشكل رقم 2) يبين الأطوار الفيزيولوجية .
- الزهرة : كبيرة ذات أوراق كأسية حمراء وأوراق تويجية بيضاء مشوبة بالاحمرار.
- الثمرة: بيضية أو مدورة أو مبططة الشكل، لونها يختلف حسب الصنف فهي
إما بيضاء أو مشمشية اللون، تحتوي على بذرة واحدة وهي تدخل تحت ثمار
الفواكه ذات النواة الحجرية Stone Fruit .
- البذرة: إما منفصلة أو لاصقة ، طعمها إما مر (مشمش كلابي) أو حلو وذلك
في أغلب الأصناف.
تبدأ البراعم بالتفتح والنمو في أوائل فصل الربيع حيث يتفتح البرعم الزهري ليعطي
زهرة واحدة.
الأطوار الفينولوجية لشجرة المشمش
الظروف المناخية الملائمة لشجرة المشمش:
أ- التربة المناسبة:
تنجح
شجرة المشمش في العديد من الأراضي إلا أنها تفضل وتجود في الأراضي الصفراء
والنفوذة والعميقة وجيدة الصرف والتهوية لذلك لابد من الأخذ بعين الاعتبار
عند زراعة أشجار المشمش من استعمال أراضي ذات تربة خفيفة وعند الحاجة إلى
غرسها في أراضي ثقيلة يمكن استخدام الدراق كأصل للمشمش وذلك لتلافي حساسية
المجموع الجذري في المشمش لفقدان التهوية من التربة، كما يمكن استخدام
الجانرك في الأراضي الثقيلة والرطبة ولاتناسب شجرة المشمش التربة الرملية
والكلسية والوطنية الكلسية.
تتميز أشجار المشمش بحساسيتها لبعض
الأملاح في التربة وخاصة كلوريد الصوديوم إذ يعتبر تركيز 0.3 % وزن جاف
حداً حرجاً لنمو الأشجار وإنتاجها كما يحذر من غرس أشجار المشمش في الأراضي
المحجرة والرطبة إلا إذا كان مطعماً على أصل مشمش كلابي . يقاوم المشمش
قلوية التربة العالية ويمكن غرسه في نفس الأراضي المزروعة فيه سابقاً دون
الإصابة بالنيماتودا.
يراعى دائماً قبل تخطيط الأرض المراد زراعتها
بالمشمش إجراء عملية نقب للتربة بعمق لايقل عن متر واحد لأن هذه العملية
تفكك التربة وتسهل اختراق الجذور لامتصاص الماء والمواد الغذائية كما أن
الأمطار الهاطلة تخزن في الأعماق حيث تستفيد منها الجذور أثناء نموها وإن
إضافة الأسمدة البلدية المتخمرة جيداً للتربة وخلطها بها يخفف من تماسك
حبيباتها.
ب- الحرارة :
شجرة
المشمش من الأنواع المحبة للدفء، احتياجاتها من البرودة قليلة أي أن فترة
سكونها قصيرة، إن متطلبات أصناف المشمش من البرودة شتاء لأنها طور الراحة
متفاوتة كثيراً فهناك أصناف أجنبية تحتاج إلى مابين 600-1000 ساعة برد خلال
أشهر الخريف والشتاء وعدم استيفاء احتياجات البراعم من البرودة يؤدي إلى
موت الكثير منها وتساقطه وكذلك إلى تأخير الإزهار وعدم انتظامه مما يعرضه
لظروف بيئية غير مناسبة للتلقيح والإخصاب وتأخير وضعف في المجموع الخضري
وبالتالي تتعرى الأشجار من الأوراق وتتعرض للأضرار الناتجة عن أشعة الشمس
ثم تجف وتموت ولهذا ينصح بزراعة كل صنف من الأصناف في المنطقة التي توفر له
ساعات البرودة اللازمة لإنهاء طور الراحة فيه وذلك تلافياً لفشل غرس أشجار
هذه الأصناف.
ويمكن حساب احتياجات البراعم من البرودة كمجموع عدد
الساعات أقل من 2.7 م° التي يجب أن تتعرض لها البراعم في الخريف والشتاء
وحتى تستجيب لبدء ارتفاع الحرارة في الربيع بالتفتح معطية الأزهار
والأوراق.
ومن المشاكل التي تعاني منها زراعة شجرة المشمش تميز أصنافها
بالإزهار المبكر وتفتح البراعم الزهرية وهي صفة سلبية فمثلاً إن ارتفاع
درجات الحرارة المبكر يشجع على تبكير الأزهار مما يعرضها للموت والتلف عند
أول موجة صقيع ربيعي بعد بدء تفتح البراعم الزهرية.
ت- الضوء:
تعد
شجرة المشمش من الأنواع المحبة للضوء وهذا مايعطي الأهمية في تحديد مسافات
زراعة الأشجار وهي إجراء عمليات التقليم عليها، وإن كثافة الأشجار والأفرع
في تاج الشجرة يؤدي إلى التعرية السريعة للأفرع الرئيسية والموت النموات
الصغيرة.
ويفضل غرس أشجار المشمش على المنحدرات الجنوبية الدافئة ،
ويلاحظ أن ثمار المشمش المعرضة للضوء تتلون بشكل أفضل من الثمار المظللة
داخل الشجرة كنا أن نضجها يكون أبكر وصفاتها الأخرى أفضل لذلك لابد من
إجراء عمليات التقليم الدورية والمنتظمة لأن كثافة تاج الشجرة تؤدي إلى
ظهور التعرية على الفروع الهيكلية وموت النموات الحديثة على الشجرة.
ث- الماء :
إن
ارتفاع الرطوبة الجوية يؤثر سلباً على بساتين المشمش وخاصة إذا كان سبب
هذه الرطوبة هو تساقط الأمطار أثناء موسم النمو حيث يكون لها التأثيرات
التالية:
1- تعيق نشاط الحشرات المفيدة في عملية
التلقيح، وخاصة أن التلقيح الخلطي الحشري هو السائد ووجود هذه الحشرات من
أهم العوامل المساعدة على زيادة نسبة التلقيح.
2- تؤدي الأمطار إلى زيادة الرطوبة الجوية مما يؤدي إلى انتشار الأمراض بسرعة وخاصة مرض العفن البني الذي يصيب الأزهار والأفرع.
من
جهة أخرى فإن الجفاف الناتج عن زيادة الرياح أو ارتفاع درجات الحرارة يؤدي
إلى تساقط الثمار العاقدة حديثاً بكميات كبيرة وذلك بفعل الرياح الشديدة،
لذلك لابد من دراسة حالة الرياح في المنطقة والموقع وإنشاء مصدات الرياح
المناسبة
تأسيس بساتين المشمش:
عند
اختيار مكان بستان المشمش من الضروري مراعاة خاصية الإزهار المبكر للمشمش
والخطر الكبير لضرر الصقيع الربيعي على الإزهار، ويفضل اختيار السفوح
المحمية من الرياح الباردة في الجبال مع توفر منفذ جيد للهواء ، بينما في
القطر العربي السوري يفضل زراعة المشمش على السفوح الشمالية الشرقية
والشمالية الغربية .
وفيما يلي خطوات تأسيس بستان المشمش:
تفلح الأرض في الصيف فلاحة عميقة تزيد عن 60-100 سم (نقب).
تسوى
الأرض جيداً وتفتت الكتل الناتجة عن الفلاحة حيث أن التسوية مهمة جداً في
الأراضي المروية وذلك لتوزيع كمية الماء بشكل منتظم على الغراس والأشجار في
البستان.
تأمين المصارف اللازمة حسب طبيعة انحدار الأرض وكمية الأمطار
التي تهطل في الشتاء ومنعاً لحدوث تجمع في المياه في الأرض في فصلي الشتاء
والربيع.
يتم تخطيط الأرض بعد التسوية وتحديد أبعاد الغراس بين الخطوط.
الحفر
: تحفر الجور بعد التسوية في الصيف أو الخريف بأبعاد 70 x 70 x 70 سم
ويراعى عند الحفر وضع 30 سم من الطبقة السطحية على جهة والطبقة السفلى
الباقية على جهة أخرى.
الغرس:
تقلع الغراس من المشتل بعد تساقط
الأوراق وتنقل حالاً إلى أرض البستان وتحفظ في خندق بعد طمر الجذور بالتراب
ويضاف الماء لتأمين الرطوبة الكافية لحفظ الجذور من الجفاف.
تقص الجذور
المجروحة والمريضة بمقص معقم ويفضل أن تغمس الجذور بمحلول مكون من مبيد
حشري + مبيد فطري + أوكسي كلور النحاس مع الماء لمدة ربع ساعة ثم تغرس
وتروى مباشرة.
يخلط 2 كغ من السماد العضوي المتخمر مع 500 غ سوبر فوسفات و 100 غ من سلفات البوتاسيوم مع تراب الطبقة العلوية من الحفرة.
يوضع
الخليط في أسفل الحفرة (ويفيد أحياناً وضع طبقة من الحصى تحت الخليط في
أسفل الحفرة في بعض المناطق) يتابع ردم التراب المحفور في الحفرة لفصل
الخليط السابق عن الجذور حتى يصل التراب المردوم إلى سطح التربة تقريباً.
توضع
الغرسة شاقولياً متجهة قليلاً للجهة الغربية ( أو الجهة المواجهة للرياح
السائدة في المنطقة في الربيع) وبشكل ألا تتجمع الجذور في كتلة واحدة ملتفة
حول بعضها البعض ويؤكد على ضرورة قص الجذور المجروحة والمريضة قبل طمرها.
يجب
أن تكون منطقة الطعم من الجهة الغربية وعلى ارتفاع 10 سم فوق سطح الأرض
بعد الضغط على التراب حول الغرسة بشكل جيد مع مراعاة بقاء الغرسة قائمة
بشكل شاقولي.
تقص الغرسة على ارتفاع 60-80 سم على الأرض على أن يكون
القص على برعم جيد متجهاً إلى الجهة الغربية أو الجهة المواجهة للرياح في
الربيع تقص سائر الأغصان الجانبية الموجودة على ساق الغرسة على برعم واحد،
يقصر ساق الغرسة في المناطق المعرضة للرياح الشديدة إلى 50 سم.
تروى الغراس بعد زراعتها مباشرة بشكل كافي.
مسافات
الغرس: تتوقف مسافات الغرس على خصوبة التربة والأصل المستعمل ففي أصل
المشمش البذري تكون مسافات الزراعة 7 x 8 م في الأراضي الخصبة و 7 x 7 م في
الأراضي المتوسطة الخصوبة وفي حال استعمال أصل الخوخ مايروبلان فإن مسافات
الزراعة تكون 7 x 7 م في التربة الخصبة و 5 x 5 م في التربة متوسطة
الخصوبة وفي حال استعمال أصل اللوز أو الدراق فإن مسافات الزراعة تكون 4 x 6
م.
يتبع