كيف نحب النبي صلى الله عليه وسلم
ليس خاف على أهل الإسلام وجوب محبة سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم لكن الذي يخفى على كثير منهم هو حقيقة تلك المحبة ولوازمها وحدودها الشرعية
كل أحد يدعي المحبة عليه طاعة المحبوب واتباعه
تعصي الإله وأنت تزعم حبه 00 هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته 00 إن المحب لمن يحب مطيع
إن الأدلة من الكتاب والسنة قيدت المحبة بالاتباع وتفضيل مراد المحبوب على جميع المرادات
قال تعالى : { قل إن كنتن تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } آل عمران 31
قال ابن كثير رحمه الله : هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله
كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد } رواه مسلم
ولهذا قال سبحانه : { قل إن كنتن تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم
وقال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية
ثم قال تعالى :{ ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } أي باتباعكم الرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكم هذا كله من بركة سفارته ثم قال تعالى آمرا لكل أحد من خاص وعام :{ قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا } أي خالفوا عن أمره { فإن الله لا يحب الكافرين } آل عمران 32
فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر والله لا يحب من اتصف بذلك وإن ادعى وزعم في نفسه أنه محب لله ويتقرب إليه حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ورسوله الله صلى الله عليه وسلم
إلى جميع الثقلين : الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء بل المرسلون بل
أولو العزم منهم في زمانه ما وسعهم إلا اتباعه والدخول في طاعته واتباع
شريعته } تفسير ابن كثير 1/467
فتأمل هذا الكلام : واعرف من خلاله قدر محبتك لله ورسوله صلى الله عليه وسلم000
إذا كانت محبة الله عز وجل وهو العلي الكبير مقيدة باتباع النبي صلى الله عليه وسلم فمن الأولى أن تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم مقيدة بذلك والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قيدها بذلك فإن المحبة إذا لم تثمر نجاة يوم القيامة كانت دعوى كاذبة كما قيل :
والدعاوي ما لم يقيموا عليها 00 بينات أصحابها أدعياء
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى } قالوا : ومن يأبى يارسول الله ؟ قال : { من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى } متفق عليه
العبرة
بالاتباع وليس بالدعوى وكلما قوى الاتباع كلما صحت المحبة حتى يصل الإنسان
إلى مرتبة الإيمان الكامل المترتب على الاتباع الكامل وهو ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :{ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين } متفق عليه
منقول