إذا
كان الجو شديد الحرارة ألقي الله سمعه وبصره إلي أهل الأرض فإذا قال الرجل
" لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم " قال الله
لجهنم : ان عبدا من عبادي استجار بي من حرك وأن أشهد أني قد أجرته منك لا
تكن أنانياُ فقط تقرأ فغيرك قد يقرأها لأول مرة بل أقرأ وأرسل لعل الله
ينفع بك
**************************
الحديث ضعيف
اقرى الآتى
لم يصح حديث ( إذا كان يوم حار فقال الرجل لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم )
السؤال:
هل هذا الكلام المكتوب هو حديث صحيح ، ( إذا كان الجو شديد الحرارة ...
ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل الأرض ، فإذا قال الرجل : لا إله إلا الله ما
أشد حر هذا اليوم ، اللهم أجرني من حر جهنم ، قال الله لجهنم : إن عبدا من
عبادي استجار بي من حرك ، وإني أشهدك أني قد أجرته منك ) .
الجواب :
الحمد لله
نص الحديث المقصود في السؤال يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الآتي :
( إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ فَقَالَ الرَّجُلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ
حَرِّ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ
عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَ بِي مِنْ حَرِّكِ ، فَاشْهَدِي أَنِّي
أَجَرْتُهُ .
وَإِنْ كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ
أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَدِ اسْتَجَارَنِي مِنْ
زَمْهَرِيرِكِ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ ، قَالُوا :
مَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ ،
فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ ) .
رُويً هذا الحديث من طريقين :
الأول : من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح ، ثنا يحيى بن أيوب ، عن عبد
الله بن سليمان ، حدثني دراج ، حدثني أبو الهيثم - واسمه سليمان بن عمرو بن
عبد العتواري - ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أو عن ابن حجيرة
الأكبر ، عن أبي هريرة، رضي الله عنه ، أو أحدهما حدثه عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم .
رواه عثمان الدارمي في " نقض الدارمي على المريسي " (1/325) ، وابن السني
في " عمل اليوم والليلة " (1/265) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات "
(1/459) .
وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه جماعة متكلم فيهم :
منهم : يحيى بن أيوب المصري ، قال فيه أحمد بن حنبل : سيء الحفظ ، وقال
النسائي : ليس بالقوي ، وقال الدارقطني : في بعض حديثه اضطراب ، وقال أبو
أحمد الحاكم : إذا حدث من حفظه يخطئ ، وهذا الجرح المفسَّر أولى – في ظننا –
من التوثيق المطلق الذي نقلته كتب التراجم ، خاصة عند الانفراد بحديث لا
يرويه غيره كهذا الحديث ، ينظر : " تهذيب التهذيب " (11/187) .
ومنهم : عبد الله بن سليمان ، أبو حمزة المصري ، قال فيه البزار : حدث
بأحاديث لم يتابع عليها ، ولم نقف على توثيق له ، انظر : " تهذيب التهذيب "
(5/245) .
الطريق الثاني : أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (ص/486) قال : أخبرنا أبو
عمر لاحق بن الحسين الصدري ، حدثنا ضرار بن علي بن عمير القاضي ، حدثنا
محمد بن عبد الرحمن الأزدي ، حدثنا حفص بن غياث النخعي ، حدثنا الحسن بن
عبيد الله ، عن إبراهيم النخعي ، عن يزيد بن أوس ، عن ثابت بن قيس ، عن أبي
موسى الأشعري به مرفوعا .
وهذا إسناد شديد الضعف أيضا بسبب أبي عمر لاحق بن حسين الصدري المقدسي ، ولا يستبعد أن يكون إسنادا مكذوبا أو مسروقا .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله – في ترجمة لاحق بن حسين -:
" قال الحافظ الإدريسي : كان كذابا أفاكا ، يضع الحديث على الثقات ويسند
المراسيل ، ويحدث عمن لم يسمع منهم ... ووضع نسخا لأناس لا نعرف
أساميهم...لا نعلم له ثانيا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة مع قلة
الرواية ... قتل بخوارزم ، وتخلص الناس من وضعه الأحاديث ، ولعله لم يخلق
من الكذابين مثله .
وقال ابن ماكولا : لا يعتمد على حديثه ، وَلا يُفرح به .
وقال الحاكم: حدث بالموضوعات .
وقال ابن النجار : مجمع على كذبه .
وقال الشيرازي : حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن أبي الورد , وأنا أبرأ من عهدته ، فذكر خبرا موضوعا ظاهر الكذب .
وقال النقاش : كان والله قليل الحياء ، مع وضعه الأحاديث .
وقال ابن السمعاني : وضع نسخا لا يعرف أسماء رواتها ، وكان أحد الكذابين " انتهى باختصار يسير من " لسان الميزان " (8/407) .
فالخلاصة أن هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يرو بإسناد مقبول ، لذلك قال السخاوي رحمه الله :
" سنده ضعيف " انتهى من " المقاصد الحسنة " (ص/714)، وكذلك ضعفه العجلوني في " كشف الخفاء " (2/426) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" منكر " انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/6428) .
لكن ذلك لا يعني أن الدعاء بمثل ذلك لا يجوز ؛ بل الممنوع أن يروى هذا على
أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، أو يعتقد أن هذا من الأذكار
الراتبة المشروعة ، كالذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار اليوم
والليلة ، لكن لو دعا المسلم بهذا الدعاء لمناسبته المقام : فهو جائز لا
حرج عليه فيه - إن شاء الله - على الشرط السابق من عدم اعتقاد ثبوته عن
النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
الرجاء غلقه تم وضعه للافادة