من هم اصحاب الاخدود ؟
الاخدود هو الشق العظيم كالخندق وقد ورد ذكر اصحاب الاخدود في القران الكريم
في سورة البروج حيث قال عز وجل
قتل أصحب الأخدود . النار ذات الوقود . إذ هم عليها قعود
وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود . وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد
واذا شئت التفاصيل فاقرا ما يقوله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
عن صهيب بن سنان الرومي القرشي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
كان ملك فيمن كان قبلكم . وكان له ساحر
فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر
فبعث إليه غلاما يعلمه
فكان في طريقه ، إذا سلك ، راهب . فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه
فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه . فإذا أتى الساحر ضربه
فشكا ذلك إلى الراهب
فقال إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي . وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر
فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس
فقال اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟
فأخذ حجرا فقال
اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس
فرماها فقتلها ومضى الناس . فأتى الراهب فأخبره
فقال له الراهب أي بني ! أنت ، اليوم ، أفضل مني . قد بلغ من أمرك ما أرى
وإنك ستبتلى . فإن ابتليت فلا تدل علي
وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء
فسمع جليس للملك كان قد عمي . فأتاه بهدايا كثيرة
فقال ما ههنا لك أجمع ، إن أنت شفيتني
فقال إني لا أشفي أحدا . إنما يشفي الله . فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك
فآمن بالله . فشفاه الله
فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس . فقال له الملك من رد عليك بصرك ؟
قال ربي قال ولك رب غيري ؟ قال ربي وربك الله
فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام . فجئ بالغلام
فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل
فقال إني لا أشفي أحدا . إنما يشفي الله
فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب . فجئ بالراهب
فقيل له ارجع عن دينك . فأبى . فدعا بالمئشار . فوضع المئشار على مفرق رأسه
فشقه حتى وقع شقاه . ثم جئ بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك . فأبى
فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه
ثم جئ بالغلام فقيل له ارجع عن دينك .
فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال
اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا . فاصعدوا به الجبل . فإذا بلغتم ذروته ، فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه
فذهبوا به فصعدوا به الجبل . فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا
وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك ؟ قال كفانيهم الله
فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال
اذهبوا به فاحملوه في قرقور ، فتوسطوا به البحر . فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه
فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت . فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك
فقال له الملك ما فعل أصحابك ؟ قال كفانيهم الله
فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال وما هو ؟
قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي
ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل : باسم الله ، رب الغلام . ثم ارمني
فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني
فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع
السهم في كبد القوس ثم قال باسم الله ، رب الغلام . ثم رماه فوقع السهم في صدغه
فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات
فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام
فأتى الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر ؟ قد ، والله نزل بك حذرك . قد آمن الناس
فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت وأضرم النيران
وقال من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها أو قيل له اقتحم
ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها
فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق
____________************************
تتوالى الاكتشافات الجديدة لأصحاب الاخدود في جنوب المملكة العربية السعودية ومعها بعض أسرار مدينة احرق ملكها سكانها قبل أكثر من 1500 عام عقابا على اعتناقهم الدين المسيحي، ولم يعلم عنهم أحد شيئا حتى ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ومع هذا فان أمام خبراء الأثار كما يقول مدير الأثار في المنطقة، الكثير من الوقت، ربما يصل إلى الثلاثين عاما، ليكتشفوا أسرارهم كاملة.
ورغم مرور آلاف السنين مازالت العظام الهشة السوداء والرماد الكثيفة شاهدة على الحريق الهائل التي اصاب مدينة الاخدود في عام 525 من الميلاد. وللآن تروي تلك الأطلال والمباني قصة اصحاب الاخدود الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم.
"رقمات " أو مدينة الاخدود الاثرية والتي تقع على مساحة 5 كيلو مترات مربعة على الحزام الجنوبي من وادي منطقة نجران (جنوب السعودية) مازال يكتنفها الغموض والأسرار رغم عمليات التنقيب والحفر المتواصل لمدة عشر سنوات متتالية.
ويشير صالح آل مريح مدير إدارة الآثار بمنطقة نجران إلى أن منطقة الاخدود الأثرية تحتاج إلى مايقارب 30 سنة لمعرفة جميع أسرارها، وان ماتم اكتشافه للآن لايمثل إلا جزءا من آثارها ومعالمها.
منطقة اسلامية قديمة في مدينة الاخدود
وقال صالح لـ"لعربيه نت ": منذ تم التنقيب في منطقة الاخدود الاثرية، ومنذ عام 1997م اكتشفنا العديد من الأثريات والأواني الفخارية وأدوات الزينة والعملات وشواهد القبور التي تخص المنطقة الاسلامية، مشيرا الى احتواء المدينة الاثرية على منطقة اسلامية بها جزء من القبور الاسلامية المدون عليها اسم صاحبها وتاريخ وفاته. كما تم اكتشاف العديد من المدافن في الأجزاء الأخرى من المدينة والتي تعود الى ماقبل الميلاد.
وحول شواهد القبور التي وجدت في منطقة الاخدود الاثرية قال آل مريح: إن الشواهد وجدت في الجزء الجنوبي من المدينة، ويبدو ومن خلال الحفريات وعمليات التنقيب أن المنطقة الشمالية والجنوبية منها سكنت مابعد الاسلام، واستخدم الجزء الجنوبي منها كمقابر اسلامية مستدلا بشاهد مكتوب عليه اسم صاحبه راشد بن سالم وتاريخ وفاته542 من الهجرة.
وأضاف ان بقية الاخدود لم نجد فيه أي اثر اسلامي يدل على استخدامه من قبلهم سكنا او مأوى، وقد امتد السكن من المنطقة الشمالية حتى أن هناك الآن قرية مجاورة للاخدود اسمها قرية الحفل.
واوضح آل مريح أنه تم ايضا اكتشاف اقدم مسجد بني في منطقة نجران يعود تاريخه لسنه 100هـ وهو يقع في الجزء الشمالي من الاخدود.
وعن الخنادق التي اضرمت بها النار والتي اشار اليها القرآن الكريم في قصة أصحاب الاخدود يقول آل مريح: سميت الاخدود بذلك الاسم نسبة للحفرة التي أمر الملك الحميري بحفرها وتجميع الحطب بها واحرق من اعتنق "المسيحية" التي كانت ديانة جديدة في ذلك الوقت، لذلك مازالت آثار الحريق بادية في أجزاء المدينة وعلى جدارها ومبانيها.
واستطرد: نحن للآن نحاول أن نكتشف الحفرة او الاخدود الذي تم فيه الحرق عبر عمليات التنقيب، والثابت لدينا أن الحريق كان هائلا وقويا جدا حيث انه اشعل المدينه بكاملها، و مازال رماد الحريق موجودا للآن بالاضافة الى عظام للبشر وللحيوانات التي حرقت.
بقاء مدينة الاخدود بعظام كائناتها المحترقة
وأبدى آل مريح دهشته من بقاء المدينة والمباني كما هي منذ حريقها في النصف الأول من الميلاد، وقال: لقد اكتشفت أغرب سر خلال عملي والذي قارب على العشرين عاما ويتمثل في بقاء منطقة الاخدود الأثرية كما هي، فعظام الكائنات التي أحرقت من بشر وحيوانات لم نجدها في مدافن وبقيت كما هي، فراعينا ذلك ولم نضعها في مدافن بعدما أخدنا منها عينات لتحليلها لاكتشاف عمرها الزمني.
ويضيف: لقد اجرينا منذ فترة مجسات اختبارية اوضحت لنا أن الاخدود ممتد الى الألف الأول قبل الميلاد واستمر إلى الألف الأول الميلادي، وبعدها حدث الحريق وحادثة الاخدود. كما عثرنا على نقوش بالخط المسند، وهذا الخط له فترة معينة في التاريخ فهو يعاصر ممالك جنوب الجزيرة العربية.
سكانها لم يكونوا عمالقة
وعن جنس البشر الذين كانوا يعيشون هناك، يقول صالح آل مريح: "هم من جنوب الجزيرة العربية، ولاتختلف ألوانهم وبشرتهم عن القبائل الموجودة حاليا والساكنة في المنطقة، وذلك من خلال نقوش الارجل و الكفوف التي وجدناها، فلم نجد فرقا بين الانسان القاطن الاخدود في تلك الفترة وبين الإنسان الحالي. وهذا ينفى الزعم بأنهم كانوا عمالقة أو ضخام البنية، لكنهم كانوا أشداء أقوياء. كما وجدنا بعض الحلي واعتمادهم على الفضة والبرنز والذهب في الزينة.
وحول ماتحتويه منطقة الاخدود يضيف أنها "عبارة عن مبان متهدمة باق منها الاساسات والجدران, وبعض القطع الحجرية الضخمة كالرحي ومنطقه السوق التجاري. أيضا هناك بعض الكتابات والنقوش على الصخر بالخط المسند الذي كان يستخدمه عرب الجنوب. وينتشر في المدينه الفخار الذي كان الأداة المستخدمة في ذلك الوقت.
واصطحبنا آل مريح في زيارة لمنطقة الاخدود والتي يرتادها شهريا 3000 زائر، واول مايصادفه الزائر اثناء زيارته للمنطقة، جدار دائري (سور) مشيد من الحجارة المربّعة، ومزيّن من الأعلى بشرفات يحيط بالمنطقة بكاملها، يشرف عليه حراس أمن يقومون بحراسة المنطقة الاثرية.
بعد الدخول من البوابة تجد حديقة مزروعة بأشجار الاراك، وفور الانتهاء منها تجد أمامك قلعة كبيرة مهدمة أجزاؤها، وتقابلك أثناء الدخول من بابها نقوش ورسوم حيوانية وانسانية، واسماء لاشخاص نقشت على الجدار.
بعد ذلك تجد أمامك مكانا مرتفعا، تشاهد أثناء الوقوف عليه كافة المدينة واجزاءها واحياءها. واثناء تنقلك في القلعة المهدمة تجد اماكن للتنقيب والحفريات التي تجري لاكتشاف أثارها. وقد تتعثر فجأة لتجد امامك عظاما مفحمة وهشة وأثار رماد ي موقعها وعلى الجدار المحيطة.
وقد ذكرت قصة أصحاب الاخدود في القرآن الكريم في سورة (البروج) " حيث أقدم الملك (ذو نواس) وهو آخر ملوك الدولة الحميرية،على حفر أخدودٍ كبيرٍ جعل منه فرناً أحرق فيه آلاف المسيحيين ممن رفضوا التخلي عن ديانتهم والرجوع إلى عقيدتهم اليهودية السابقة.