قد تمر بكلحظات ضعف؛ فيخيل إليك أن قواك قد خارت، وأنه لم يَعُدْ بك
قدرة على المجاهدة،والصبر ومواصلة العملفلا تستسلم لهذا الخاطر؛ فإن للنفوس
إقبالاً وإدباراً؛فلعل ذلك الإدبار يعقب إقبالاً
*********وقد
تشعرأحياناً بإحباط، وقلة ثقة، وشعور بالنقص، وأنك لا تصلح لشيء من الأعمال
- فلاتستسلم لهذا الشعور، واستحضر بأن الإخفاق ليس عاراً إذا بذلت جهدك
بإخلاص، وتذكربأن المرء لا يعد مخفقاً حتى يتقبل الهزيمة، ويتخلى عن
المحاولة، فحاول مرة بعدمرة، وأعد الكرة بعد الكرة، وستصل إلى مبتغاك
بإذنالله
*********وقد يعتريك شعور بالزهو والإعجاب، فتشعربأنك نسيج
وحدك، وقريع دهرك؛ فلا تحتاج إلى ناصحٍ أومشيرفإذا مر بك ذلك الخاطر فلا
تستسلم له، ولا تركن إلى ما أوتيت من ذكاء،واعلم، وانظر إلى ما فيك من نقص،
وضعف حتى تتعادل كفتا الميزانلديكوقد تهجم عليك الهموم، وتتوالى عليك
الغموم، فيخيل إليك أنها ستلازمكطول عمرك، فتظن أن أيامك المقبلة سود لا
بياض فيها؛ فلا تستسلم لهذا الخاطر، ولاتحسبن الشر لا خير بعده، أو أنه
ضربه لازب لا يزول؛ فإن مع العسر يسراً، إن معالعسر يسراً
*********وقدتتحرى
الصواب، وتحرص كل الحرص على ألا تخطئ في حق أحد، ثم لا تلبث أن تقع في
الهفوةوالهفوة؛ فلا تظنن أن ذلك يبعدك عن الكمال، والسعي إليه.وقد تقع في
الذنب إثر الذنب، فيلقيلشيطان في داخلك أن الخير منك بعيد، وأنك ممن كتبت
عليه الشقاوة؛ فلا تستسلم لهذاالإلقاء الشيطاني، واستحضر بأن كل ابن آدم
خطاء، وخير الخطائين التوابون، و إِنَّالَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ
طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوافَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ، وبذلك
تنقشع عنك غياهب اليأس