قال الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، "إن الثورة المصرية حققت نجاحا
منقطع النظير، حيث إن مصر أنجزت خلال 18 شهرا، ما فعلته أمريكا فى سنوات،
وهذا تقدم كبير، أما عن مشكلات البرلمان والحكومة فأثق أن المصريين قادرون
على حلها بطريقة سلمية".
وتابع كارتر "أن انتخابات الرئاسة بمصر كانت أهم انتخابات شاركت فيها منظمة
كارتر، لأن تأثيرها لن يكون على الشعب المصرى فقط بل على العالم العربى
بأكمله، كما أنها ستؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية، وهذا نتيجة وضع مصر
كقائد للدول النامية"، مضيفا أن المشوار أمام المصريين مازال طويلا وعليهم
إدراك أهمية تلك المرحلة".
وأضاف كارتر خلال لقائه مساء أمس السبت، بطلاب الجامعة الأمريكية بدار
الأوبرا، "أن أمريكا كان لديها مخاوف من الإسلاميين والسلفيين، إلا أنه كان
عليها قبول قرار المصريين واحترام نتائج الانتخابات التى اتسمت بالنزاهة
والشفافية بغض النظر عمن سيكون الرئيس"، قائلا "أتمنى أن يستمر الكرم
الأمريكى من خلال المعونات، وأن تحصل مصر على المساعدة من المجتمع العام،
لأن الثورة أثرت على الاقتصاد"، مؤكدا على أن أمريكا ستستخدم نفوذها لإعانة
مصر للوصول إلى تنمية اقتصادية دون أى إلزامات تجاه واشنطن، مشيرا إلى
ضرورة النظر إلى علاقة مصر بجيرانها ودول الخليج وواجبها تجاه فلسطين.
وحول اتفاقية كامب ديفيد، شدد الرئيس الأمريكى الأسبق، على أنه لا يمكن
الإشارة إلى أى تعديل فى الاتفاقية من قبل اتجاه واحد، فلابد وأن تكون
التعديلات قانونية بموافقة الطرفين قائلا: "يجب الحصول على موافقة إسرائيل،
وإذا قررت مصر إلغاء المعاهدة ستكون كارثة ونهاية للسلام"، مشيرا إلى أنه
التقى بالإخوان وجهات أخرى لا يستطيع ذكرها للمناقشة حول هذا الأمر.
وبالرغم من تأكيد كارتر على ضرورة الالتزام باتفاقية كامب ديفيد، إلا أنه
دعا الحكومة المصرية إلى الحفاظ على الحقوق الفلسطينية والتى انتهكتها
إسرائيل، قائلا: "إن إسرائيل لم توف بالتزاماتها تجاه المصريين أو
الفلسطينيين إلا أن السلام مهم لمصر الآن".
وأشار كارتر إلى قدرة المصريين على إثبات أن المسلمين والأقباط قادرون على
التناغم والتلاحم كشعب واحد، وأن كل الناس متساوون بغض النظر عن اللون
والجنس والنوع، وأن التعامل بينهم يكون على أساس الديمقراطية والحرية
والسلام.
وأضاف كارتر، أنه لم يجد تعارضا كبيرا بين واجبه كرئيس أمريكى وبين عقيدته
المسيحية، قائلا "إنه كان هناك بعض النقاط التى أقرتها المحكمة العليا
الأمريكية استجبت لها رغم أنها كانت ضد معتقداتى فى المسيحية، ولكن إيمانى
بأن دولتى تتمتع بالسلام وتسعى لإعلاء هذا المفهوم جعلنى أتقبل تلك النقاط
وألتزم بها، وأن مهام كل الرؤساء مهما كانت ديانتهم تمثل قيمة خاصة بالبشر،
ولا يمكن التقليل منها ما داموا متفقين مع الله، إنى مؤمن بأن الإسلام
وجميع الأديان تنص على نفس الأشياء لأن جميعها شرائع سماوية".
وردا على سؤال حول نصيحة كارتر للرئيس القادم، أكد على أنه لن يقدم أى
نصيحة للرئيس إلا إذا طلب هو ذلك، وأنه سينتظر سؤاله، قائلا "إذا سألنى عن
السلام سأؤيده"، مضيفا أن نصيحته تتجه للجيش داعيا إياه بأن يتخذ النموذج
الأمريكى مثالا له، حيث يحبه الشعب الأمريكى ويحترمه فكل قياداته تقع تحت
سلطة الرئيس المنتخب الذى يمارس دور القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفيما
يخص رواتب الجنود ورجال الشرطة فهى قرارات يأخذها القادة المنتخبون، لافتا
إلى أن الاستثناء يحدث فى مجال الاستخبارات، حيث لهم موازنتهم الخاصة بهم
لا يعرفها سوى عدد قليل من اللجان العليا.
وأشار كارتر، إلى أن حماية حقوق المرأة فى مصر مشكلة يجب على المصريين
حلها، حيث ظهر هذا خلال الانتخابات البرلمانية والتى جاءت نسبة مشاركة
المرأة فيها ضعيفة، ورغم تضمن بعض قوائم الأحزاب لسيدات إلا أنها جاءت فى
أسفل القائمة، مشيرا إلى لقائه بشيخ الأزهر والذى أكد فيها على صدور وثيقة
جديدة للأزهر خلال شهر تضمن حقوق المرأة، مشيدا بوثيقة الأزهر فى يناير
الماضى، واصفا إياها بالوسام على صدر أى دولة.