لدكتور إبراهيم حسين، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، ينبهنا إلى خطأ أسرى شائع، يتمثل فى استخدام أسلوب المقارنة بين الأولاد كوسيلة للتحفيز على بذل مجهود أكبر، غير مبالين بالدراسات النفسية الأخيرة، التى بينت خطورة هذا الأسلوب على نفسية الطفل، لأن المقارنة تعد عبئا نفسيا لا يتحمله الطفل، ويسعى للتخلص منه بالقيام بتصرفات عكسية، تجاه الوالدين، وتجاه الطفل، الذى يقارن به، وإذا كانت المقارنة بينهما لكونه الأفضل على المستوى الدراسى، يبدأ الطفل فى إهمال واجباته المدرسية، وتزيد المأساة عندما يكون الطفل المقارن به أقل فى المستوى، مع عدم قدرة الابن على إقناع الوالدين بأنه الأفضل، ويتطور الأمر نفسيا، بحيث يتحول الطفل إلى شخص معادٍ لهذا الطفل الدائم المقارنة معه، كما أنه قد يصاب بالتبول اللاإرادى، خاصة مع بداية العام الدراسى واقتراب فترة المقارنة.
أما الطريقة المثلى لتحفيز الطفل على القيام بأداء أفضل، سواء فى مدرسته أو بين الأطفال من نفس سنه، فلا تكون بالمقارنة الفردية، وإنما بمقارنته مع مجموع الأطفال من نفس سنه، مع إبراز تقدم مستواه الشخصى، لأن لكل طفل موهبته الخاصة، التى تميزه عمن حوله، كما أن على الوالدين أن يتعرفا على ابنهما جيدا، فالمستوى التعليمى العالى ليس كل شىء، ولكل طفل قدراته الخاصة ومواهبه، فهناك الطفل الهادئ، الذى يحب القراءة والكمبيوتر، فى الوقت الذى يحب فيه الطفل الشقى ممارسة الرياضة، وهناك من يتفوق فى المواد الرياضية مقارنة بالمواد العلمية..
وعلى الوالدين ألا يطلبا الكمال فى أبنائهما، وأن يتعاملا معهم على أنهم أطفال، من حقهم اللعب والمذاكرة، إضافة إلى الاستمتاع بطفولتهم، وأن ينميا فى أطفالهما حب الذات والتفوق المهارى، فبدلا من البحث عن درجات أعلى، عليهما أن يوجها أبناءهما إلى تنمية مهاراتهم الذاتية، واختيار مستقبل له علاقة بتلك المهارات.
على الوالدين اللذين اعتادا أن يقوما بالمقارنة بين ابنهما وبين طفل آخر، أن يعدلا من أسلوب تعاملهما مع الابن، بأن يقربا بين الطفلين ويتوقفا تماما عن المقارنة بينهما، وأن يحرصا على الجمع بينهما وبين الأطفال من نفس عمرهم، خاصة إذا كان الابن قد اتخذ موقفا عدائيا ضد الطفل «المقارن به»، مع عدم محاولة فرض وجوده على الابن، لأن الانطباعات الشخصية للطفل والسلوكيات التى يكتسبها تعتبر ثوابت، يصعب تغييرها إلا عندما يكبر ويفكر فى تلك السلوكيات.