الفرق بين الحال والتمييز
1-الحال يقع مفرداً وغير مفرد والتمييز لا يكون إلا مفرداً:
أن الحال يقع مفرداً وهو الأصل، لكنه يقع جملة ويقع ظرفا، يقع جاراً ومجروراً الجملة بنوعيها:
اسمية، وفعلية، ومر بنا التمثيل لكل واحد من هذه الأشياء، أما التمييز فلا يكون إلا مفرداً، طبعاً المفرد اسم لا يكون فعلا ولا حرفاً.
الحال يقع مفردًا والتمييز يقع مفردًا، وكلاهما اسم، فكيف أعرف هل هو حال أو تمييز؟
2- الأصل في الحال أن يكون مشتقاً والتمييز لا يكون إلا جامداً:
الأصل في الحال أنه لا يكون إلا مشتقًا، وإن وقع غير ذلك أولناه به، ولذلك إذا جاءنا:
ادخلوا الأول فالأول, قلنا: مرتبين، فإذا جاء جامداً أُوِِّلَ بمشتق، وإلا فالأصل أن يكون مشتقاً,
لكن التمييز يكون جامداً لأنك تأتي به لبيان أو لتوضيح المقصود بالذات، كما يقول الله -سبحانه وتعالى
- حكاية عن يوسف -عليه السلام-: ﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ﴾ [يوسف: 4]، فـ ﴿ كَوْكَبًا ﴾
هنا اسم جامد غير مشتق، وهو تمييز للعدد ﴿ أَحَدَ عَشَرَ ﴾ لأن "أحد عشر" هذا اسم مبهم لا يعرف المقصود به أحد عشر ماذا؟ فيأتي التمييز لبيانه.
2-كل من الحال والتمييز له معنى غير الآخر:
الفاصل في الفرق بين الحال والتمييز: هو المعنى،فالحال لتبين هيئة صاحبه وقت حدوث الفعل،
عندما أقول: "أقبل الرجل ضاحكاً"، أنا الآن لا أفسر الرجل، لا أميزه أبين هيئته أو أبين حاله،
ولا أفسر "أقبل"، لكني أذكر الهيئة التي أقبل عليها، فالرجل هو صاحب الحال، ونحن نبين هيئته في وقت حدوث الفعل، وهو الإقبال، هذا هو المقصود بالحال.
3
أما التمييز في قولنا: "عندي عشرون كتاباً" فإن "كتاباً" هذه لا تبين هيئة شيء، لكنها تفسر المقصود بالعشرين بالذات، هذه الذات التي هي عشرون،فالتمييز يفسر ذاتاً مبهمة غير واضحة، والحال أن الذوات الموجودة في الكلمة واضحة، لكنه يبين الهيئة التي وقع الفعل عليها من صاحبه.
*ما المقصود بالذوات؟
الأعداد ، و المقادير، كقولك مثلاً: "اشتريت متراً قماشاً" فقماشاً هنا تمييز، بين هذا الطول, هذا مقدار من المقادير ففسره، فإذن التمييز يأتي وأكثر ما يأتي طبعاً إذا كان للذات لا للعدد، لكنه ليس بشرط أن يكون هو خاص بالعدد وسيأتي بيانه -إن شاء الله تعالى-.
4- يجوز تكرار الحال ولا يجوز تكرار التمييز بدون عطف:
مثلاً في قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾
- يجوز تقديم الحال ولا يجوز تقديم التمييز:
فالحال لك أن تقدم الحال لغرض بلاغي فتقول: "راكبا جاء زيد" طبعاً الغرض البلاغي هنا قد يكون شخص سألك كيف جاء زيد؟ هو يهتم الآن بالحال بالهيئة، فتقدم هذا الأمر لأهميته واهتمام السامع به، أو "جاء راكبا زيد" تقدم على صاحبه وتقدم حتى على الفعل على العامل فيه.