المهندس صاحب الموقع
اوسمتى :
عدد المساهمات : 1213 تاريخ التسجيل : 14/05/2011 العمر : 67
| موضوع: الإعلام ونصرة فلسطين السبت مايو 05, 2012 9:32 am | |
| لا يخفى على أحد الدور الخطير الذي يقوم به الإعلام منذ القدم وحتى عصرنا الحالي في دعم أية قضية, وإرساء مبادئها, وترسيخ مفاهيمها في عقول الكبار والصغار.
بل إن نجاح أعمال التنمية التي تباشرها البلدان النامية, والبلدان الأقلُّ تَقَدُّمًا؛ يتوقف جزء كبير منه على مدى تمكنها من تكنولوجيا الإعلام والاتصال[1].
وواقع الفضائيات العربية اليوم لا يمثِّل حقيقة الأمة العربية الإسلامية[2], ويعاني من ضعف شديد في إبراز هوية أُمَّتنا وثقافتها وحضارتها, بل صار للفضائيات العربية أثر سلبي ضَيَّع هويَّة الأمة.
"وليس من المعاصرة أن نواجه الغزو الإعلامي الرهيب بالشجب والاستنكار, دون أن نمتلك القنوات والشبكات الإعلامية, التي تنشر الهدي الرباني في أنحاء المعمورة, في وقت يشتد فيه الصراع الإعلامي والفكري؛ إذ إن إخفاق أحد المنافسين يصبُّ في رصيد المنازع"[3].
ومن أهمِّ واجبات الإعلاميين تجاه قضية فلسطين ما يلي:
أولاً: نشر القضية بمفاهيمها ومفرداتها الصحيحة :
على المسلم أن يتحرى الدقة في كل كلمة يتلفظ بها, يقول الله U: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]؛ فرب كلمة تقلب الحق باطلاً والباطل حقًّا, وعليه ألا يتكلم إلا بما يُرضي ربه, وأن يحتاط لنفسه من الوقوع فيما يُورِده موارد الهلكة يوم القيامة, فعن عدي بن حاتم[4] قال: قال رسول الله r: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ, فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ"[5].
وعلى الإعلاميين في نشر القضية بمفرداتها الصحيحة ما يلي:
- نشر المفاهيم على حقيقتها؛ فنُبَيِّن مَن المُعْتَدِي الحقيقي ومن المُعْتَدَى عليه, ولماذا يتحتَّم علينا أن نساند وندعم القضية الفلسطينية.
- تحرِّي الدقَّة عند الحديث أو الكتابة عن القضية الفلسطينية؛ حتى لا نقع في شِراكٍ قد نُصِبت منذ سنوات طويلة, بهدف التضليل والتشويه المتعمَّد لحقائق القضية الفلسطينية الناصعة, والأمثلة على ذلك كثيرة يصعب حصرها, وعلى سبيل المثال الانتباه للفرق بين وصف العمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية بـالاستشهادية بدلاً من انتحارية.
ولا بد من الانتباه عند الحديث أو الكتابة عن ضحايا المجازر الصهيونية من إخواننا الفلسطينيين فلا نصفهم بالقتلى, بل القتلى هم موتى الصهاينة, إنما هم شهداء.
وكذلك عندما نتحدَّث أو نكتب عن الاحتلال الصهيوني فلا نصفه بـدولة إسرائيل؛ لما يحمله هذا الوصف من تكريس الأمر الواقع, وكأنه مستمرٌّ إلى قيام الساعة, وهناك العديد من التعبيرات الأخرى؛ مثل: الكيان الصهيوني, أو الاحتلال الصهيوني, بما يلفت النظر إلى حقيقة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
قائمة ببعض المصطلحات المستخدمة إعلاميًّا مع التصحيح المصطلح الخاطئ المصطلح الصحيح
الإرهاب[6] المقاومة والجهاد
العمليات الانتحارية العمليات الاستشهادية
دولة إسرائيل الكيان الصهيوني – الاحتلال الصهيوني
الإسرائيليون الصهاينة - المحتلون
المستوطنون المغتصِبون - المحتلون
المستوطنات المغتصَبات
الأراضي المتنازع عليها الأراضي المحتلة
دفاع إسرائيل عن نفسها الاعتداء الصهيوني
قوات الأمن الإسرائيلي قوات الاحتلال الصهيوني
المخرب المقاوم والمجاهد
جماعات العنف الفلسطيني المقاومة الفلسطينية
العنف الفلسطيني الدفاع الرد الفلسطيني
المطالب الفلسطينية المطالب العربية والإسلامية
الشرق الأوسط الوطن العربي والإسلامي
عرب إسرائيل عرب 48
العودة حق العودة
وزير الدفاع الإسرائيلي وزير الحرب الصهيوني
حل الدولتين فلسطين من البحر إلى النهر
- استبدال الأسماء اليهودية لمعالم المدن الفلسطينية بالأسماء الإسلامية, فتقول: حائط البراق بدلاً من حائط المبكى, وفلسطين المحتلة بدلاً من يهودا والسامرة والجليل, والمصلى المرواني بدلاً من إسطبلات سليمان, وقبة الصخرة بدلاً من قدس الأقداس, والبلدة القديمة بدلاً من الحوض المقدس, وحارة المغاربة وحارة الشرف بدلاً من حارة اليهود, وجبل بيت المقدس بدلاً من جبل الهيكل.
- تغطية المؤتمرات والندوات والكتب والفعاليات التي تخص القضية الفلسطينية. ثانيًا: فضح المجازر والجرائم الصهيونية في فلسطين :
وذلك عن طريق ما يلي:
-نقل الجرائم الصهيونية أولاً بأوّل, مع التركيز على الجرائم ضد المدنيين والأطفال والنساء والعجزة وما إلى ذلك, فإن هذا يؤثر في المشاهدين, وخاصة من الغربيين الذين قد لا يتفاعلون مع استشهاد المجاهدين,
- الاهتمام بالصور؛ فالصورة في كثير من الأحيان تكون أبلغ من مئات الخطب الرنانة؛ ونذكر هنا صورة استشهاد الطفل محمد الدُّرَّة في 30 سبتمبر 2000م؛ حيث كان الطفل محمد جمال الدرة يمشي مع أبيه في شارع صلاح الدين, الواقع بين مستعمرة نتساريم وغزة, فدخلا منطقة فيها إطلاق نار, وبالطبع سارع الأب بالاحتماء مع ابنه خلف برميل, ولكن الغريب والشاذ أن إطلاق النار تحوُّل إلى ناحية الأب وابنه, وحاول الأب الإشارة إلى مطلقي النار بالتوقُّف, ولكن إطلاق النار استمرَّ, وحاول الأب حماية ابنه, ولكنه لم يستطع, وسقط الطفل محمد الدرة شهيدًا في مشهد حيٍّ, نقلته عدسة المصور طلال أبو رحمة بوكالة الأنباء الفرنسية لجميع أنحاء العالم؛ لتفضح جانبًا ضئيلاً مما يعانيه الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الصهيوني
- إحياء ذكرى المجازر الصهيونية المشهورة, وتذكير الناس بها؛ وذلك مثل مذبحة دير ياسين, وبحر البقر, وصابرا وشاتيلا, وغيرهم.. ثالثًا: شحذ الهمم والطاقات لنصرة فلسطين :
يجب أن يستغل الإعلامي الكم الهائل من المستمعين, والمشاهدين, والقرَّاء لوسائل الإعلام المختلفة في شحذ الهمم والطاقات لنصرة فلسطين من خلال:
- توضيح أهمية المقاطعة كسلاح في يد العالَمَيْنِ العربي والإسلامي, للضغط على الكيان الصهيوني وحلفائه؛ للكفِّ عن الجرائم المتكررة في حقِّ الفلسطينيين.
- فضح الشركات التي تتعامل مع الكيان الصهيوني وحلفائه أمام الشعوب جميعًا, والتنبيه على ضرورة مقاطعتها؛ حتى تفكِّر المؤسسة أو الشركة ألف مرة قبل أن تتعامل مع دولة الاحتلال وحلفائها.
- نشر وترويج البدائل الوطنية والإسلامية المتاحة أمام جمهور المستهلكين في كل العالم العربي والإسلامي؛ لتسهيل الحصول على هذه البدائل.
- التركيز والاهتمام بالأناشيد الحماسية, والمسرحيات, والمهرجانات الداعمة للقضية الفلسطينية.
- نشر الأعمال الأدبية التي تهتم بالحق الفلسطيني, سواء كانت هذه الأعمال شعرًا أو رواية أو غيرها.
- دعوة القيادات العربية والرسمية إلى وقف التطبيع مع الكيان الصهيوني.
- دعوة القيادات العربية والرسمية إلى تبنِّي الخيار الصحيح والناجح في التعامل مع العدو الصهيوني, والذي تَبَنَّته حركات المقاومة حماس, والجهاد الإسلامي, وكتائب الأقصى, وهو خيار المقاومة, والجهاد, والصمود, وتعبئة الأمة.
- تأثيم الضمير الإنساني العالمي لسكوته عن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني, وغضِّه الطَّرْف عن الصلف اليهودي, وتحرِّي مخاطبة المنظمات الإنسانية العالمية بأسلوب مؤثِّر جذَّاب؛ بغية توجيهها والتأثير عليها لنشر رسالة إعلامية تخدم الهدف الإسلامي.
- توضيح أنَّ ما يقوم به الكيان الصهيوني هو الإرهاب, وليس ما تقوم به الحركات الجهادية من مقاومة مشروعة ومتعيّنة للاحتلال الغاشم.
- تحميل الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية ما يحدث للشعب الفلسطيني, وفضح تحالفها مع العدو الصهيوني على حساب حقوق العرب والمسلمين.
- مطالبة المنظمات الدولية أن تتحرَّى العدل في قراراتها, بعيدًا عن اختلال الموازين, الذي يؤدي إلى فقدان مصداقيتها.
رابعًا: معاونة المجتمع على العودة إلى الله, وترسيخ مبدأ الجدية والوحدة :
ومن أهم الواجبات التي تجب على الإعلاميين في هذا الأمر ما يلي:
- معاونة المجتمع على العودة إلى الله؛ عن طريق التركيز على الموادِّ الإعلامية الهادفة, التي تُعَرِّف الناس دينهم, ولا تخرج عن ضوابط الشرع.
- توضيح مكانة الأخلاق في الإسلام؛ إذ جعل رسول الله r إتمام مكارم الأخلاق هدفًا لبعثته, وغاية لرسالته, وكفى بذلك تنويهًا وتشريفًا لقيمة الأخلاق في دعوته؛ حيث قال: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ"[7].
وبيان أن الأخلاق علم وعمل, وأن الإسلام بالأساس دين عمل وسلوك, ووَصَفَ اللهُ U من يأمر بالخير ولا يفعله في كتابه الحكيم, بقوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]. وحذَّر المسلمين من هذا السلوك, فقال: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} [الصف: 3].
- الحرص على وقت الأمة الإسلامية, وعدم تضييعه في السفاسف والتوافه؛ فلكل شيء وقته, وللترفيه والفن والرياضة المكان المحدَّد على خريطة وسائل الإعلام, لكن بما لا يطغى على الرسالة التربوية والعلمية والأخلاقية, التي هي أساس الرسالة الإعلامية الإسلامية, فإذا كان الانشغال باللهو مكروهًا في أوقات الرخاء والنهضة, فما بالنا وهذا حال الأمة الإسلامية!
- العمل على توحيد المسلمين وتجميع الصفِّ خلف القضية الفلسطينية؛ وعلى سبيل المثال توحيد المواقف من عملية السلام المزعومة, الذي يقتضي تسلُّم الفلسطينيين جزءًا من أرض فلسطين, مقابل اعترافهم بالكيان الصهيوني, فيمكن للرسالة الإعلامية أن تُديم الطَّرْقَ على هذا الموضوع مُبَيِّنَةً أنه سراب خادع لن يدوم طويلاً؛ للأسباب الآتية:
- الشعوب المسلمة أجمعت على رفض هذا السلام المزعوم, وَعَدَّته استسلامًا وتنازلاً عن حقوق ضخمة لا يملك أحدٌ حقَّ منحها لليهود.
- فلسطين ليست ملكًا للفلسطينيين, بل هي ملك الأجيال المسلمة إلى قيام الساعة, ولا يجوز التنازل عن شبر منها.
- الصهاينة لن يُسَلِّموا شبرًا من أرض فلسطين للفلسطينيين إلا وهم مُكْرَهون, ومتى زال الإكراه عادوا للتوسع واغتصاب الأراضي.
- عملية السلام بوضعها الحالي تخدم أهداف الكيان الصهيوني في المرحلة الراهنة, وتساعده على وأد المقاومة الفلسطينية, وإثارة النـزاعات بين الفلسطينيين, وحملهم على الإقرار بحقِّ المغتصِب وتبعيتهم له, كما أنَّ هذا السلام الموهوم يعمل على اختراق العالمين العربي والإسلامي.
- التأكيد على خطورة الاعتراف بالكيان الصهيوني, وبيان خطأ مقولة أنَّ السلام هو الخيار الاستراتيجي الأوحد لحلِّ القضية, وتثبيت خيار المقاومة والجهاد بشتى صوره وأشكاله.
وقبل أن نختم هذه النقطة نُوَجِّه تحية صادقة إلى الوسائل الإعلامية الهادفة الأصيلة, التي ساهمت وما زالت تساهم في الأخذ بيد شباب الأمة إلى طريق العمل والجِدّ والاجتهاد.
خامسًا: إنشاء وسائل إعلام تتبنى القضية الفلسطينية :
أحيانًا يحتاج الإنسان مسلمًا كان أو غير مسلم إلى معلومة عن فلسطين فلا يجد الأمر ميسرًا أمامه لعدم وجود برنامج أو مقال في الوقت الذي يريد؛ ولذلك فعلى الإعلاميين الإسلاميين تبني إنشاء وسائل إعلام متخصصة تهتم فقط بالشأن الفلسطيني, ومن ثم تصبح هذه الوسائل مصدرًا مستمرًّا طول السنة لمعلومات القضية الفلسطينية؛ ومن هنا فإن الإعلاميين عليهم ما يلي:
- إنشاء قنوات فضائية متخصصة في القضية الفلسطينية على أن تتنوع فيها البرامج من وثائقية إلى حوارية إلى مباشرة إلى غير ذلك؛ مما يجعلها شيقة ومفيدة في الوقت نفسه.
- إصدار ملحق دائم خاص بفلسطين يصدر مع بعض الصحف بشكل أسبوعي يتناول تطورات الموقف بالإضافة إلى التحليلات المناسبة, والملفات المتعلقة بالقضية.
- إنشاء مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت خاصة بفلسطين, أو على الأقل إنشاء صفحات خاصة بفلسطين داخل المواقع الكبرى.
- إصدار دوريات مكتوبة تباع بأسعار في متناول الجمهور لشرح الأبعاد الحقيقية للقضية.
- إنشاء مراكز بحثية مستقلة؛ تهتم بالشأن الفلسطيني ودراسة القضية من كافة جوانبها, ورسم سيناريوهات مستقبلية, ومن أبرز أمثلة ذلك: مركز الزيتونة للدراسات في بيروت[8].
- إنشاء وسائل إعلام مرئية ومسموعة ومقروءة تتحدث باللغات العالمية المختلفة عن القضية الفلسطينية؛ لنصل بالمعلومة إلى كل البشر, ومن ثم نسهم بشكل إيجابي في تغيير الرأي العام العالمي. سادسًا: رفع الروح المعنوية للأمة الإسلامية :
فرسولنا r أمرنا أن نُبَشِّر ولا ننفر, وكان r يعجبه الفأل؛ فعن أنس t, عن النبي r قال: "لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ, وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ". قالوا: وما الفأل؟ قال: "كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ"[9].
من هنا كان على الإعلاميين الاهتمام بما يلي:
- التركيز على المبشرات -من القرآن والسنة والتاريخ- بانتصار الإسلام والمسلمين.
- التوعية بأنَّ الأمة الإسلامية قد مرَّت عليها أعوام حالكة من قبلُ, مُنِعَت فيها الجمعة والجماعة في المسجد الأقصى, غير أنَّ الله هيَّأ قادة مصلحين, ظهروا ونبغوا في أحوال غير مساعِدَة, وفي أجواء غير مواتية, بل وفي أزمنة مظلمة, وفي بيئات قاتلة, وفي شعب أُصيب بشلل الفكر, وخواء الرُّوح, وضعف الإرادة, وسقوط الهمة, وفساد الأخلاق, في ظروف أسوأ من التي نعيشها الآن, فعملوا على البناء في مجالات عدة؛ بناء الشخصية المسلمة, وبناء النظام الإداري ونحوه؛ حتى استطاعوا استرداد المسجد الأقصى وفلسطين من قبضة الصليبيين.
- إبراز سيرة أبطال الإسلام, الذين ساهموا في استرداد بيت المقدس من قبضة الصليبيين؛ مثل: عماد الدين زنكي, ونور الدين محمود زنكي, وصلاح الدين الأيوبي, وسائر الأبطال الذين بذلوا الغالي والنفيس حتى حققوا النصر المؤزَّر, ولا شكَّ أن مُدَارسة سير العلماء الصالحين, والأبطال الفاتحين تنفخ العزم في الروح, وتُجَدِّد الثقة في النفس, وتحفِّز الجوارح للعمل.
- إبراز الانتصارات الإسلامية في فلسطين وغيرها, ولو كانت جزئية, أو مرحلية.
- إبراز مظاهر الثبات والصبر عند المسلمين في فلسطين, وعدم التركيز على مظاهر الجزع والخوف,
- الحرص على بثِّ الأناشيد والأشعار الحماسية, والبعد عن لغة الحزن والأسى والإحباط.
سابعًا: التواجد داخل الأحداث؛ لنقل الصورة بدقة, وعدم الاعتماد على الإعلام الغربي :
فالمشاهد أو القارئ يشعر بصدق المراسل والكاتب إن كان صادقًا, ويحسُّ برجفته عند الكذب, وعندها يسقط من عينه, ولتلافي هذا لا بد من التواجد داخل الأحداث ومتابعتها ونقلها نقلاً دقيقًا صادقًا, واتباع ما يلي:
- إيفاد مراسلين إلى فلسطين, أو توظيفهم من أبناء فلسطين المقيمين على أرضها؛ لضمان متابعة الأحداث فور وقوعها, ونقلها نقلاً دقيقًا إلى المُشَاهِد والمستمع.
- إعداد برامج حوارية تتواصل مع الفلسطينيين بشكل مباشر؛ لتغطية أية مستجدَّات على الساحة الفلسطينية.
- إنشاء خطوط ساخنة على المنتديات ومواقع الإنترنت تتابع الأحداث الفلسطينية ساعة بساعة.
- الحرص على تكثيف المتابعة الفورية للأحداث في أوقات الأزمات؛ حتى لا يضطرَّ المتلقِّي لمتابعة ما يهمه من خلال وسائل الإعلام الغربية, التي لا تنقل إلا ما يخدم أهدافها ووجهة نظرها, ولا تُخْفِي انحيازها الكامل للكيان الصهيوني. ثامنًا: متابعة الإعلام العالمي والرد عليه :
وعلى الإعلاميين الإسلاميين -كمتخصِّصين- أن يُتابعوا الإعلام العالمي في كل بلاد العالم, ويتعاملوا معه بما يناسب؛ ومن ذلك:
- الردُّ على الشبهات التي تثيرها بعض وسائل الإعلام العالمية بخصوص القضية الفلسطينية.
- إبراز الآراء المنصفة التي تبرزها وسائل الإعلام الغربية عن القضية الفلسطينية.
- تحذير المسلمين من بعض الأسماء الإعلامية الغربية المنحازة للكيان الصهيوني.
- تحذير المسلمين من وسائل الإعلام المملوكة لليهود أو الواقعة تحت تأثيرهم, وهي كثيرة جدًّا؛ وما زال الغرب والصهاينة يسيطرون على معظم وسائل الإعلام؛ فأكثر المجلات الأمريكية توزيعًا, مثل: التايم, والنيوز ويك, والنيوز آند, وورلد ريبورت -كلها يسيطر عليها يهود[10].
ولا ينصب الاهتمام الصهيوني على الصحافة فقط, ولكنهم يهتمون بكل وسائل الإعلام, فهم يسيطرون بشكل كامل على ثلاث شبكات تليفزيونية, تُنتج الأكثرية الساحقة من مواد التسلية الأمريكية, وتمثِّل المصدر الرئيسي للأنباء للأمريكيين؛ وهي: NBC CBC, ABC,, ولا يخفى على أي متابع لهذه القنوات الصبغة اليهودية الواضحة.
أما مجال إنتاج الأفلام فيقع تحت سيطرة يهودية شبه تامَّة, وليس عجيبًا أن تجد معظم أسماء الشركات الشهيرة في هذا المجال شركات يهودية صِرفة, ويكفي أن نعلم أن أكبر تجمُّع في العالم الآن هو شركة والت ديزني Walt Disney التي تملك تليفزيون والت ديزني, وتليفزيون تاتش ستون, وكذلك تليفزيون بوينا فيستا, إضافة إلى شبكة الكوابل الخاصة بها التي يشترك فيها أكثر من 20 مليون مشترك.. وهي واقعة تحت سيطرة يهودية شبه دائمة, وكذلك شركتا الإنتاج الكبيرتان MCA ويونيفيرسال بكتشرز - Universal Picture فتملكهما شركة سيجرام- Seagram التي يرأسها إدجار برونفمان الابن Edgar Bronfman.Jr الذي يرأس المؤتمر اليهودي العالمي[11].
- محاولة مدِّ وسائل الإعلام الغربية ببعض الحقائق التي قد يهتمُّ بنشرها أصحاب الرأي الحرِّ والمحايد في هذه الوسائل.
تاسعًا: تجنُّب تضخيم قوة العدو :
يجب على الإعلاميين أن يجتنبوا تضخيم العدو والحديث عنه كأنه لا يُقْهَر, فهذه هزيمة نفسية لا داعي لغرسها في نفوس الناس, وعلى الإعلاميين في هذه النقطة ما يلي:
- النأي بأنفسهم عن تضخيم إمكانات العدو, فكم من انتصارات, وكم من هزائم وقعت بسبب المبالغات! فتضخيم قوة العدو, ورسم هالة عظيمة حوله؛ يُسَبِّب هزيمة نفسية, فيرضى الناس بالأمر الواقع, وكأنه قدر محتوم لا يمكن تغييره, وتستسلم نفوسهم لأي طرح, ولا يُعْمِلون عقولهم في الجهاد ومجالدة العدو.
- ذِكْر نقاط ضعف بعض الأسلحة, أو ذِكْر الأسلحة المضادَّة لهذه الأسلحة في السوق العالمي.
- الحديث عن هزائم العدو الصهيوني وخسائره في العدد والعُدَّة؛ وقد رأينا بأعيننا تحطُّم أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يُقْهَر في حرب 1973م على يد الجيش المصري, وتكرَّر الأمر أمام قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
- الحديث عن هزائم أعوانه رغم قوَّتهم وتجبُّرهم؛ وهذا ما رأيناه في مأزِق الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان, وقلَّة حيلته أمام قوى المقاومة, رغم الفارق الرهيب في العُدَّة والعتاد.
- عدم الحديث بالتفاصيل الدقيقة عن كفاءة الأسلحة المعادية وقدراتها, فما تزال وسائل الإعلام منبهرة بالقوة الأمريكية والصهيونية, ولا تكفُّ عن وصف قدرات الجيش الأمريكي وأسلحته الفتَّاكة؛ من طائرات, ودبابات, وصواريخ.. وغيرها!
- إبراز مظاهر جزع الجنود الصهاينة في المواقف المختلفة وتَرَدُّدِهم في القتال.
- إبراز التصريحات التي تُشِير إلى قلق العدوِّ من القتال مع المجاهدين الفلسطينيين.
- عدم الحديث عن نقاط الضعف عند المسلمين.
- عدم الإسهاب في شرح مكامن القوة عند المجاهدين فنفضح بذلك بعض خططهم ووسائلهم, كالخطأ الذي وقعت فيه بعض وسائل الإعلام الإسلامية بشرح طبيعة الأنفاق بين غزة وسيناء, وتوضيح حجمها وخطورتها, بل والتصوير من داخلها؛ مما يدفع اليهود إلى تكثيف العمل لتدميرها, وقد يلتقطون بعض المعلومات المفقودة التي تسهل من مهمتهم. عاشرًا: إقامة المسابقات الإبداعية التي تعالج قضية فلسطين :
الإبداع سواء كان أدبيًّا أو فنيًّا يحرك النفوس, ويؤنس الروح, ويرتقي بالخُلق, ويشحذ الهمم؛ خاصة إذا كانت القضية المطروحة قضية الأمة الكبرى, وواحدة من أولى أولوياتها, ويمكن ترتيب الأمور التالية:
- تنظيم مسابقة شعرية سنوية عن القضية الفلسطينية.
- تنظيم مسابقات للرسم والأعمال الأدبية التي تعالج القضية الفلسطينية.
- إقامة الحفلات السنوية العامة لدعم القضية الفلسطينية.
- تخصيص يوم لفلسطين على شاشات الفضائيات ومواقع الإنترنت.
- تكريم الهيئات والمدارس التي تقوم بأنشطة تدعم القضية الفلسطينية, وتغطية فعاليتها.
[1] وثيقة عمل مقترحة من منظمة المؤتمر الإسلامي, إلى مؤتمر القمة العالمي حول مجتمع الإعلام, جنيف 2003م – تونس 2005م.
[2] للمزيد عن واجب الإعلام والإعلاميين تجاه القضية, انظر: فهيمة خليل العيد: ورقة عمل "الدور الاستراتيجي للإعلام الإسلامي والعربي في المواجهة", مؤتمر القدس السنوي الثالث "إدارة الصراع الحضاري مع الصهيونية", حركة التوافق الوطني الإسلامي, الكويت 27 – 28 أكتوبر 2005م.
[3] سيد ساداتي الشنقيطي: مكانة وسائل الإعلام الجماهيرية في تحقيق وحدة الأمة ص132.
[4] عدي بن حاتم الطائي ابن الجواد المشهور حاتم الطائي, أسلم في سنة تسع, وقيل: سنة عشر. وثبت على إسلامه في الردة, وأحضر صدقة قومه إلى أبي بكر وشهد فتح العراق, ثم سكن الكوفة وشهد صفين مع علي. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 3/504.
[5] البخاري: كتاب الأدب, باب طيب الكلام 5677, ومسلم: كتاب الزكاة, باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار 1016.
[6] انظر: فوزية الدريع: حين يتلاعب الإعلام بالحقائق في التركيز على قضية الكفاح بدل ما هو مصور كإرهاب, مجلة الكويت, العدد 174.
[7] الحاكم عن أبي هريرة 4221, وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. والبيهقي في سننه الكبرى 20571, وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة 45.
[8] مركز الزيتونة: مؤسسة دراسات واستشارات مستقلة, تأسست في بيروت, في منتصف عام 2004م, يُعنى المركز بالدراسات الاستراتيجية واستشراف المستقبل, ويُغطِّي مجالُ عملِهِ العالمين العربي والإسلامي, لكنه يُرَكِّز على القضية الفلسطينية, وعلى دراسات الصراع مع المشروع الصهيوني والكيان الإسرائيلي, وكل ما يرتبط بذلك من أوضاع فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية, ومديره العام: محسن صالح: أستاذ مشارك في الدراسات الفلسطينية وتاريخ العرب الحديث, رئيس قسم التاريخ والحضارة في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا سابقًا, وموقع المركز على الشبكة الدولية: www.alzaytouna.net
[9] البخاري: كتاب الطب, باب لا عدوى 5440, ومسلم: كتاب السلام, باب الطيرة والفأل ويكون فيه من الشؤم 2224.
[10] ديفيد ديوك: الصحوة.. النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية ص 175.
[11] المرجع السابق, ص183, 184. | |
|