للجرجير أسماء عديدة، نذكر منها "القرّة" أو "قرة العين" و"حرف الماء" و"غنام"، و"روكا" وكلها كناية عن نبات زهيد الثمن، اعتاد الناس النظر اليه باستخفاف وازدراء، غير مدركين لقيمته الغذائية والدوائية.
يعتقد أن المنبت الأصلي للجرجير بريطانيا، ومنه انتشر في باقي أصقاع العالم، لينبت على ضفاف الأنهار والسيول.
يبلغ ارتفاع نبتة الجرجير 15-25 سنتيمتراً، اكثرها مغمور بالماء، وأوراقه غليظة، ذات أطراف ملساء غير مسننة، خضراء اللون، ذات عصارة غزيرة، وذات نكهة وطعم محببين.
وهناك أنواع عدة من الجرجير، منها النوع المر والهندي والبستاني والمكسيكي. وله أزهار في رؤوس فروعها توشيها أكياس غبار الطلع صفراء اللون. وهذا اللون هو الذي يميز الجرجير الحلو عن الجرجير المر، الذي تكون اكياس غبار الطلع فيه بنفسجية اللون. وهذا النوع الأخير من الجرجير ذو طعم لاذع، وليست فيه أية فائدة.
يحتوي الجرجير على مادة خردلية القوام ومقادير ضئيلة من الفيتامين (C) وعلى اليود والكبريت والحديد، والكالسيوم والفسفور ومواد كبريتية حريفة.
فوائد الجرجير
يقول خبراء التغذية إن العرب القدماء عرفوا الجرجير ووصفوه في الطب القديم، وبينوا أن تناول أوراقه الخضراء الغضة، وبذوره الناضجة، ونصحوا بشرب عصير أوراقه لأنه ينشط الجسم، ويعالج الكلف والصداع، ويدر البول، ويحرك الباه، ويساعد على الهضم.
ويوضح هؤلاء الخبراء أن بذور وعصير الجرجير يزيلان نمش البشرة. كما أن أكل أوراقه ينقي الدم، ويزيد من سرعة دورانه، ويساعد على ثبات الأسنان، وتقوية اللثة ومنع نزيفها. ويفيد، كذلك، في علاج نزلات البرد، والأمراض الصدرية، لأنه طارد للبلغم ومسكن لآلام الروماتيزم والمفاصل، وينظف المعدة.
وأكدت الدراسات العلمية المعملية، التي اجريت في المركز القومي للبحوث في القاهرة، أن زيت الجرجير وزيت الزيتون يقضيان على الدهون في الدم، ويؤديان الى احداث نقص في كل من دهون الكلية والكوليسترول في الجسم.
وتبين بالتحليل الضوئي أن زيت الجرجير يحتوي على كميات كبيرة من الحمض المعروف علمياً باسم "جاما لينولينك". وأدى استعمال زيت الجرجير وزيت الزيتون في فئران التجارب الى حدوث نقص معنوي في كل من دهون الكلية والكوليسترول، سواء في مصل الدم، أو في نسيج الكبد، ما يشير الى فائدة استخدامه في تخفيض نسبة الدهون والكولسترول في الدم.
وكشفت دراسة أجراها مركز ابحاث السرطان في جامعة ساوثمبتون ببريطانيا أن الجرجير يساعد في علاج السرطان، حيث وجد العلماء أن الشخص الذي يتناول ثمانين غراماً من الجرجير يومياً تقل فرصة اصابته بسرطان الدم.
وذكرت الدراسة أن الجرجير يحتوي على جزيئات مضادة للسرطان في الدم، ويظهر تأثيرها في غضون ساعات من تناول اوراقه. وأشارت الى أن الجرجير يساعد أيضاً في علاج سرطان الثدي، لأنه يحتوي على مادة "ايزوثيوسيانيتس" التي تعرقل الخلايا المصابة بالسرطان.
وفي دراسة أجريت على أربع نساء عولجن من سرطان الثدي، قبل أكل الجرجير وبعده، وجد أنه بعد ست ساعات فقط من أكل الجرجير انخفضت نسبة بروتين (A4) المسؤول عن نمو الخلايا السرطانية، ما أدى الى توقف نموها.
بعض الوصفات العلاجية
لتقوية الجسم وتعزيز الرغبة الجنسية لدى الجنسين:
اكتشف الأطباء فوائد الجرجير في هذا المجال، منذ القدم، حيث كان المصريون القدماء يحرصون على تناوله، لما له من تأثير منشط يزيد القوة والفحولة. وكان الفراعنة يحرصون على اعطاء الفرد من عبيدهم كأسين يومياً من عصير الجرجير، حتى يزيد انتاجهم. وأوصى ابقراط (في الطب اليوناني) بتناول الجرجير كمنشط جنسي. وقال عنه عبدالله بن البيطار في كتابه "الجامع": "انه يولد المني ويهيج الشهوة".
ولتعزيز الرغبة ينصح بسحق بذور الجرجير وخلطها بالعسل، وتناول ملعقة كبيرة يومياً لمدة لا تقل عن أسبوع.
لادرار البول:
يغلى مقدار ثلاث حفنات من الجرجير مع بصلة كبيرة بيضاء في لتر ونصف ماء ويستمر في الغلي حتى يبقى ثلثه. وبعد تصفيته يشرب وهو فاتر بمقدار نصف فنجان قهوة صباحاً ونصفه مساء قبل النوم.
لعلاج تساقط الشعر والعناية به واطالته:
فرم عشرة فصوص ثوم مع الجرجير جيداً، واضافة القليل من زيت الزيتون، للمساعدة على تحريكه، وحفظ المزيج كله في وعاء لمدة 24 ساعة قبل الاستعمال، ثم يصفى في اليوم التالي جيداً. بعدها يتم دلك الشعر وفروة الرأس بالمزيج جيداً، مع تركه على الشعر لمدة ساعة كاملة، ثم يغسل الشعر بالطريقة المعتادة، مع الحرص على استخدام هذه الوصفة مرة واحدة شهرياً على الأقل.
واذا لم تناسب هذه الوصفة لاحتوائها على الثوم يمكن استخدام الوصفة التالية، وهي مزج 15 غراماً من عصير الجرجير مع 50 غراماً من الكحول (السبيرتو الأبيض) وملعقة صغيرة من ماء الورد، ودلك فروة الرأس بهذا المزيج يومياً لمدة اسبوعين، ثم يغسل.
لوقف نزيف اللثة:
مضغ أوراق الجرجير المنقوعة بالخل.
تخفيض نسبة السكر في الدم:
تناول الجرجير مع السلطة يساعد على تخفيض نسبة السكر لدى المصابين بالسكري، حيث يعمل على ابطاء امتصاص السكر في الأمعاء.
لمداواة الحروق:
تدق كمية من الجرجير مع بصلة متوسطة الحجم،مع كمية من ورق توت الأرض (فريز - فراولة) وتطبخ بزيت كتان، ويصفى بعد ذلك الزيت وتدهن به الحروق.
لمداواة الدمامل والجروح:
تدق كمية من أوراق الجرجير، وتصنع في شكل "لبخة" وتوضع على الدمامل والجروح والسحجات، فتطهرها وتسرع في ادمالها وشفائها.
ينصح باستعمال عصير الجرجير لمن يصاب بأعراض التسمم بالنيكوتين، الناتج عن الافراط بالتدخين.
يساعد الجرجير على تنظيف الصدر من البلغم، لذا يوصى بأكله باعتدال.
ينقي الدم وينظف المعدة، وينفع ضد علل الكبد وأمراض الكلى والاستسقاء، والحصى والنقرس. كما يفيد عصير أوراقه كمضاد لتسوس الأسنان، عدا أنه منبه وملين للبطن. ويصنع نقيع الجرجير بصب نصف ليتر من الماء المغلي على عشرين غراماً من أوراق الجرجير.
يساعد الجرجير على ادرار الصفراء والتخلص من الانصبابات والتجمعات المائية المرضية في الجسم.
استعمل الجرجير كمنشط جيد للبشرة، باستخدامه كقناع للوجه، وذلك بخلطه بواسطة الخلاط، ثم اضافة قطرات قليلة من ماء الورد. كما يمكن للمرأة تناول الجرجير كخضر ورقية طازجة مع الجبن والسلطة كمنشط داخلي.
محاذير:
-يوصي الأطباء المرأة الحامل بالاقلال من تناول الجرجير لأنه يزيد كمية الطمث.
-ينصح المصابون بتضخم الغدة الدرقية بالامتناع عن تناول الجرجير.
-ينصح بالاعتدال في تناول الجرجير، لأنه يحتوي على مواد حريفة خردلية، لأن الافراط في تناوله يسبب حرقاناً في المثانة.