الساهر مشرف المنتدى العام
اوسمتى :
عدد المساهمات : 1624 تاريخ التسجيل : 15/05/2011
| موضوع: قصــــــــــة ..... أنـــت أبحـــــث لهـــا العنــــــــــــوان ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الجمعة أبريل 06, 2012 6:39 pm | |
| قصـة .. أنـت أبحـث لها العنــوان ؟.؟؟؟؟؟؟ ( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) ( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) وقف متردداً هناك .. ويبدو أنه غير مقتنع بتلك الزاوية التي أختارها في الركن البعيد من ساحة الملاهي .. ويخيل له أن أنظاراً كثيرة تحوم حوله بالاستطلاع .. وهو في تواجده في ذلك الموقع يماثل تمثالاً مكشوفاً يجلب الانتباه .. فتسلل خلسة إلى باحة خلفية أكثر أبهاماً وعتمـةً .. فارتاحت نفسه قليلاً لتلك النقلة الذكية .. والموضع الجديد مجال يسمح بالكثير .. وكان يظن أنه رائد فكرة ذكية ولماحة حيث توافقت الظروف لمخططاته بالدقة البالغة التي يظنها .. ولكنه فجأة تيقن أن هناك من سبقه بالفكرة ويتواجد في خلفية هي أكثر ريبة وأكثر استحكاميه تبعد العيون التي قد تكون مميتة في كشف المخططات .. بعيدا وتحت شجرة تكاسلت أفرعها وتمايلت لتلتحق بالأرض جلس وجلست .. هناك يجلس شاب وشابة .. والشاب يبدو في صورة مجرب يجيد اللعبة .. ويبدو في حقيقة مراوغ قد مارس الخبرة من قبل .. يثق كثيراً في خطواته .. والشابة يافعة تبدو في صورة ظبية جاهلة بريئة أوقعتها نية البراءة في أنياب ذئب يتحايل الفرصة .. كانت خائفة لدرجة واضحة .. تتراجف أوصالها لأنها في العمق تحس باقتراب كارثة .. وخاصة وهي ابتعدت بجهالة من أعين الناس .. تلك الأعين التي كانت تفيد عند المحك .. وكانت تمثل لها درعاً واقياً في زمن الثقة العمياء فيه تعني الطامة الكبرى .. وكمثيلاتها من أصحاب القلوب البريئة التي تعيش في أحلام الخيال في قصص رومانسية كما تسمع عنها من زميلاتها أرادات أن تجرب حظها في قصة بريئة .. قصة عنوانها العفة والنوايا الحسنة .. وظنت بجهالة أن الأرض تسكنها ملائكة .. وجهلت وغفلت أن الأرض هي أيضاً مسكن للشيطان والذئاب .
وهو يقف في كمينه يراقب لعبة الذئب ولعبة الظبية أخذه حب الاستطلاع أن يديم المراقبة .. في ساتر تحت شجرة ظليلة وقف دون أن يراه الآخرين .. وفي حومة الدراما والقصة التي تجري أمامه نسي خطواته تلك التي هو قدم من أجلها .. وهي خطوات مماثلة لتلك التي تجري في الساحة أمامه .. وإن كانت التجربة بالنسبة له هي لأول مرة .. اشتد الحوار بين الذئب الذي أضيق الخناق وبين الظبية التي حاربت بشدة أن تنساق لمحاولات الغدر والخيانة .. وأخذت تقاوم بشدة لتخرج من ذلك الكمين .. وأخيراً وقفت لتغادر الساحة تحمل شرفها في عنقها .. ووقف الذئب حائلاً ليمنعها من مغادرة الساحة الخلفية المعتمة .. ولكنها كانت صادقة في مقاومتها فصرخت فلم يسمعها أحد إلا ذلك المراقب الذي كان يركب متن الحظ في تلك اللحظة .. فلحقها بسرعة وأنقذها بشهامة .. وابتعد بها إلى ساحات النور وأعين الناس .. وهي تتراجف كالخيط في مهب الريح وتزرف دموع الندم .. ثم غادرت بسرعة لتلحق بأهلها .. فبالنسبة لها هي تجربة لأول مرة ولآخر مرة .
أما هو فوقف هناك وحديث مع الضمير .. والقصة تكرر نفسها بعد قليل كما خطط لها .. وتلك بريئة أخرى في الطريق .. وهو لأول مرة يشرف ركب الشيطان في تجربة خطط لها بنفس المنوال .. وسولت له نفسه من قبل .. ولكن فجأة بدأت تتعفف نفسه بالجدال .. وصورت له صورة البريئة القادمة تحت النوايا الحسنة في صورة أخته تلك الصغيرة البريئة .. والتي لا يقبل لها بأي حال من الأحوال أن تكون في تلك التجربة .. فغادر مكمنه بسرعة ليتواجد في ساحة العالم .. وتحت عيون الخلق .. وهناك رآها قادمة .. عفيفة تحمل نفس النوايا الغافلة .. ابتسمت له من بعيد فلحقها قبل أن تدخل ساحة الملاهي التي تردها لأول مرة .. وعلى قرار القصة البريئة من جانب والمكيدة من جانب .. فأرجعها إلى أهلها بسرعة .. وتعفف بشهامة ثم ذاق طعم الكرامة والرجولة .. ورضي من نفسه تلك التي لم تكمل القصة كما خطط لها .
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
| |
|