أيها الأب الكريم والأم
العزيزة عليك بمعرفة من هم هؤلاء الصحابة حتى تعرف طفلك، وتعرفي ابنك بأسلوبك
البسيط من هم هؤلاء الأصحاب أصحاب الأخلاق الرفيعة والصفات الحميدة, حتى يشب طفلكم
على تلك الأخلاق الحب والوفاء والإخلاص، يكون أبا مخلصا لدينه ووطنه، وأما فاضلة
لأبناء فضلاء.
فالصحابي هو من لقي النبي
مؤمنا به ومات على الإسلام فكل من لقيه
سواء طالت مجالسته له أو قصرت، وسواء من روى عنه الأحاديث أو لم يرو، ومن غزا معه
أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولم يجالسه ومن لم يره لعارض كالأعمى. أما من لقيه كافرَا
وأسلم بعد موته
فلا يعد صحابياَ.
وقولنا مؤمنا به يخرج من لقيه وهو
مؤمن بغيره كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة. وهل يدخل فيهم من آمن بأنه
سيبعث بحيرا الراهب.
وقولنا (مات على الإسلام) يخرج من
الصحابة من لقيه مؤمنا به ثم ارتد والعياذ بالله، كعبيد الله بن جحش الذى كان زوج
ام حبيبة فإنه اسلم معها وهاجر للحبشة فتنصر هو ومات على نصرانيته. وكعبد الله بن
خطل الذي قتل وهو متعلق بأستار الكعبة، وكان أسلم ثم ارتد وأمر رسول الله
بقتله بعد فتح مكة.
أما من ارتد وكان قد رأى رسول الله
ثم عاد للإسلام قبل إن يموت وهو صحابي سواء رأى رسول الله
مرة أخرى أم لم يره، فإن كان رآه مرة أخرى
فلا شك في صحبته.
واختلفوا في الثاني هل يعد من
الصحابة؟
وهذا التعريف مبنى أرى الأصح
المختار عند المحققين البخاري الإمام وشيخه الإمام أحمد بن جميل، ومن تبعهما. ووراء
ذلك أقوال شاذة كقول من قال: لا يعد صحابياَ إلا من وصف بواحد من أوصاف أربعة:
1- من طالت مجالسته .
2- حفظت عنه رواية الحديث.
3-ظهر أنه غزا معه
.
4- أو استشهد بين يديه
.
وأطلق جماعة أن من رأى النبي
فهو صحابي وهو محمول على من بلغ سن التمييز إذ من لم يميز لا تصح نسبة الرؤية إليه.
نعم يصدق إن النبي
رآه فيكون صحابياَ من
هذه الحيثية ومن حيث الرواية يكون تابعين .
وهل يدخل من رآه ميتا قبل أن يدفن
كما وقع ذلك لأبى ذويب الهـذلي الشاعر، والراجح عدم الدخول، والله أعلم.
هذا ملخص سريع لهذا الموضوع لتكن على بينة منه وعلم. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.