المواقيت روى ابن عـباس أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا
الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل
اليمن يلملم، وقال
هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن،
فمن أراد الحج والعمرة، ومن كـان دون ذلك فمن حيث أنشأ
حتى أهل مكة من مكة
أخرجاه في الصحيحين
.
فهـذه
المواقيت التي وقتهـا رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يجوز
لأحد يريد الحج والعمرة أن يتجـاوزها إلا محرما، وأما
من لم يرد الحج أو العمرة فكذلك عند فقهاء الأمصار،
وقولان عند الشافعي، وموضع ذلك كتب الفقه.
فأما ذو الحليفة: فهو أبعد المواقيت، على عشر مراحل
من مكة أو تسع منهـا، وهو بضم الحـاء المهملة وفـتح
اللام، ومنهـا يحـرم الآن الركـب الشـامي، وبهـا آبار
علي، وبعض الناس يقول: بئر المحرم.
والجحفة: موضع على ثلاث مـراحل من مكة، وهي
بضم الجـيم وسكون الحاء المهـملة بعـد الجيم، وذكـر ابن
الكلبي أن العماليق أخرجوا بني عبيـل وهم إخوة عاد من
يثرب، فنزلـوا الجحفـة، وكان اسمها مهيعة بـفتح الميم
وسكون الهاء على وزن مقتلـة، وقيل بكسر الهاء على وزن
قبيلة، فـجاءهم سيل فاجتـحفهم، فسميت الجـحفة، ولما
هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أصابهم حـمى، فدعا النبي صلى
الله عليه وسلم الله تعالى أن ينقل حـماها إلى الجحفـة، وهي شرقي رابغ
ممر الركب المصري، ومن رابغ يحرم الآن
.
وقرن المنازل بفتح القاف وسكون الراء، موضع على
مرحلتين من مكة، وقد غـلط الجوهري في قوله: بفتح
الراء، وقـوله أن أويسا القرني منسوب إليهـا، بل هو
منسوب إلى قرن بفتح القاف والراء، بطن من مراد.
ويلملم ويقـال ألملم بالهـمـزة، عوضـا عن الهـاء،
موضع معروف على مرحلتين من مكة، وهو بفتح الياء
واللام وسكون الميم بعد اللام.
ومن المواقـيت مـا لم يذكـره النبي صلى الله عليه وسلم في الحـديث، وهو
ميقات العـراقيين وهو: ذات عرق، وبينه وبين مكة خـمس
مراحل
.