احمدباشا مراقب عام
اوسمتى :
عدد المساهمات : 1652 تاريخ التسجيل : 20/07/2011
| موضوع: قصة ابكتنى عندما سمعتها الأربعاء فبراير 08, 2012 8:17 pm | |
| أنا عيطت لما سمعت القصة دي بجد ... !!! .... ياااااااه ، مكنتش متخيل أن الحكاية ممكن تبقى قاسية بالمنظر دة !
أحد الأصدقاء بـــيــقول :
من يومين كده اشتريت خط موبايل جديد .. و بمجرد ما حطيت الشريحة في التليفون لقيت كمية كبيرة من الرسائل القصيرة بتوصل ورا بعضها .. رسايل كتير قوي .. استغربت من مين تكون كل الرسايل دي إذا كانت الشريحة لسه جديدة و مدتش رقمي لحد !! .. لاحظت إن الرسايل جايه كلها من رقم معين وبتواريخ متقاربة و مضمونها واحد : و هو إن فيه واحده بتترجى (مصطفى ميكونش زعلان منها) و (إنه يرجع لها) و (إنه يرد عالموبيل ويبطل تطنيش) ..
استنتجت إن الخط ده كان بتاع واحد اسمه (مصطفى) و إن اللي بتبعت الرسايل دي ربما تكون خطيبته اللي سابها أو أمه اللي طفشان منها وإنها – الرسايل يعني – وصلت دفعة واحدة أول ما الخط اتفعّل من تاني .. و عموماً – صاحبنا لسه بيحكي - قلت أعمل ديليت للرسايل دي كلها لأنها شاغله مساحة عالفاضي وطبعاً ملهاش أي فايدة بالنسبة لي .. لكن و أنا بعمل ديليت لقيت نمرة بتتصل .. هي نفس النمرة اللي باعته الرسايل .. قلت أرد عشان أوضح حقيقة الالتباس وأنهي الموضوع .. رديت .. و بمجرد ما قلت (آلو) لقيت واحده ست بتصرخ صراخ هستيري كأنها ما صدقت إنه فيه حد رد : (يا مصصطفففى تعاااالى بقى) ... ( يا مصصصطططففي واحشني قوي) .. اتخضيت من الموقف وقلبي اتقبض .. حاولت أفهّم الست إني مش (مصطفى) اللي عايزاه وإني لسه شاري الرقم ده ولكن صوتي وكلامي ضاع وسط توسلاتها وإصرارها إني "مصطفى" .. قفلت السكة بعد ما عجزت إني أتفاهم معاها .. وبطلت أرد عالنمرة دي تماماً لأني في كل مرة برد كان نفس الموال بيتكرر .. و لما زادت الاتصالات والرسايل قررت أغير الشريحه .. و قبل ما أشيل الشريحة من التليفون بثواني – وكالمتوقع - لقيت نفس النمرة بتتصل بنفس الإصرار .. كان ممكن أشيل الشريحة واخلص و يبقى الموضوع اتقفل .. فضلت أبص على الرقم لفترة و قررت إني أرد .. قلت هرد على الست دي لآخر مرة ، آخر مرة بس ، و في المرة دي قلت هبذل مجهود أكبر عشان أحاول أفهمها إن الرقم ده خلاص مبقاش بتاع مصطفى اللي بتدور عليه .. كنت عايز أعمل كده عشان أريح أعصابها وعشان اللي هيشتري الرقم ده من بعدي ميقعش في نفس المشكله الغريبة دي .. رديت .. وكنت متوقع سيل من الصراخ والعويل كالعادة .. ولكن المرة دي سمعت صوت تاني .. صوت بنت عمرها في حدود 15 أو 16 سنه .. قالت لي الكلام ده بالحرف :
" انا بعتذر لحضرتك بالنيابة عن أمي .. الرقم اللي معاك ده كان بتاع اخويا (مصطفى فتحي محمود) .. استشهد في أحداث 28 يناير .. و ماما بقالها 10 شهور مش مستوعبة إنه مات وبتتصل على موبايله يمكن يرد .. وجت فيك انت .. احنا آسفين .." .. وقفلت السكة ...
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الحكاية اللي حكاهالي الصديق ده أثرت فيا بطريقة لا يمكن تخيلها .. مستوعبتش اللي حصل وكنت فاكر إنه مجرد خيال .. ولما سألت صديق تاني بيشتغل في مجال الطب النفسي عن إمكانية حدوث موقف زي ده قالي إنه شهد حاجات زي كده كتير على اختلاف تفاصيلها لكن كلها شايله نفس الألم .. فيه أمهات – الكلام على لسانه - لحد اللحظة دي مش مستوعبين يعني ايه ضناها اللي قعد في حضنها 20 و 25 سنه اختفي فجأة .. اتبلع .. وإنه راح و مش راجع .. بيبقوا في أي لحظة حاسين إنه هييجي و هيفتح الباب وإنه بس كان في مشوار بعيد شويه مش أكتر .. و فيه أمهات لحد اللحظة دي بيتعاملوا مع ولادهم كأنهم لسه أحياء .. بيغسلوا هدومهم ويكووها و يرتبوا أوضهم و بيعملوا حسابهم في الأكل و الشرب و طبقهم بيتحط على الطرابيزة في نفس المكان اللي كانوا بيقعدوا فيه في يوم من الأيام قبل ما يرحلوا بلا رجعة .. فيه أمهات عينيهم بتفضل مراقبة باب الشقة و جسمهم بيتنفض للحظة و بتيجي لمحة أمل في عينيهم مع كل خبطة جرس أو رنة موبايل وكأنهم متوقعين إن ضناهم الغايب جه .. وفيه أمهات بيكلموا ولادهم كأنهم لسه موجودين معاهم و بيآخدوا رأيهم في أمور الحياة اليومية .. لكن كل الأمهات دول – وإن اختلفت طريقة تعاملهم مع ابنهم الغايب – فوجعهم واحد وألمهم واحد .. فيه منهم بعد فترة بيفهم إنه خلاص .. الولد راح ومش جي وبيتعامل مع الواقع .. وفيه منهم أمهات لحد اللحظة دي بيقوموا بالليل مفزوعين بعد ما بيكتشفوا إن ولادهم مباتوش الليلة دي في حضنهم ، بيصرخوا بهيستيريا وهمه بينادوا على أسماء عيالهم .. لكن للأسف النداءات مبتلاقيش قصادها غير الحيطان .. مجرد حيطان .. مبتسمعش و لا بترد .. وإن حتى كان الأموات بيسمعوا .. فهمه بالتأكيد لا يملكوا حق الرد .. لا على نداءات أمهاتهم .. و لا صرخاتهم .. ولا حتى على رسائلهم القصيرة ..
نسألكم الفاتحة ..
منقول | |
|