عند التخطيط لمنزل جديد أو إعادة تصميم ديكورات منزل نقيم فيه بالفعل،
علينا تحديد العديد من النقاط الأساسية، أولها وأهمها احتياجات الناس الذين
سيعيشون فى المكان حسب طبيعة شخصياتهم واهتماماتهم والأنشطة التى يقومون
بها.
وتشرح مهندسة الديكور أميرة خضر مجموعة من النقاط المهمة التى تحدد طبيعة
الديكور بالمنزل وتقول: المكان الذى توجد فيه الوحدة السكنية كموقع واتجاه
الوحدة نفسها، وعلاقتها بالوحدات المجاورة لها سواء فى مدينة سكنية أو فى
شارع أو داخل قرية سياحية، إضافة إلى الميزانية الموضوعة لتجهيز هذه الوحدة
للمعيشة ورؤية سكانها الخاصة للديكور.
وتشير أميرة إلى أن الحالة الاقتصادية العامة والمساحات غير الواسعة فى
وحداتنا السكنية بشكل عام، وحاجتنا إلى استغلال كل المساحات فى المنزل
لتوفير أماكن لممارسة جميع النشاطات إلى جانب وجود أماكن لتخزين الأشياء
غير المستعملة بشكل يومى، يعطينا هذا انطباعا بضرورة ترتيب المنزل وجماله،
ولذلك على الشخص الذى يتولى التصميم أن يكون لديه القدرة على ابتكار أفكار
للاستغلال الماثل للمساحات الرأسية كما هو الحال فى المساحات الأفقية، مما
يساعد على اتساع المساحة على الأرض ويعطى مجال أكبر لتقسيمها لتقوم مقام
عدة أنشطة فى مكان واحد، ولذلك دائماً ما نحاول أن يشمل تصميم الوحدة
السكنية التخطيط لاحتياجات الناس حسب طبيعتهم وعاداتهم وخلفياتهم
الاقتصادية والاجتماعية وحتى العلمية ومدى انسجامهم مع التكنولوجيا الحديثة
وأنظمة التحكم فى عناصر المنزل المختلفة كالإضاءة وأنظمة الأمان مثلا.
يتم ذلك بتقسيم المكان ليكون مناسبا لعدة أنشطة ويتم فصل هذه الأنشطة عن
بعضها عند الحاجة بعناصر كالأبواب والشبابيك والفتحات على اختلاف أشكالها
أو قطع الأثاث، وبكلمات أخرى علينا ترجمة احتياجاتنا ورغباتنا إلى مساحات
بمقاسات وأشكال ووظائف محددة، ومن ثم نبدأ فى دراسة الانسيابية عن طريق
تقسيم المساحات بالأبواب والفتحات والحوائط والمستويات المختلفة وغيرها.
وإذا تكلمنا عن أماكن المعيشة بشكل عام وهى المساحات التى سيتم تصميمها
لاجتماع أفراد الأسرة والأصدقاء وحتى الضيوف لنشاطات معينة كإجراء حوار
بينهم أو مشاهده التلفزيون أو الاستماع للموسيقى أو حتى ممارسة بعض
الألعاب، وهذه الأماكن يجب أن تعطى جوا معينا يتناسب مع طبيعة الأسرة وهى
فى الغالب غرفتى المعيشة والطعام.
عدد هذه الأماكن ومساحتها يختلف كثيرا من مكان لآخر حسب المساحة واحتياجات
الأسرة، ففى بعض المنازل يوجد اثنان أو أكثر من هذه المساحات حيث يوجد
غرفتا معيشة مثلا إحداهما تكون غرفه المعيشة الرسمية وذلك لإدارة حوارات
عائلية بين الراشدين فى المنزل أو اجتماع للأصدقاء لعمل أنشطة معينة
كمشاهدة التلفزيون أو مناقشة موضوع معين أو غيره، بينما تكون غرفة المعيشة
الأخرى أو غرفة الأسرة كما نحب أن نطلق عليها أحيانا هى مكان لاجتماع كل
أفراد الأسرة بما فيهم الأطفال وهى الغرفة التى اعتدنا أن نطلق عليها فى
الماضى بشكل عفوى "الغرفة الكبيرة".
هذه الغرفة يمكن تقسيمها بمستويين مثلا لفصل هذه الأنشطة أو بعمل ترتيب
معين للأثاث بشكل مبتكر أو حتى تغيير شكل الأرضيات و نوعية تشطيبها، حيث إن
هذه الحلول عادة ما تكون عملية أكثر من ناحية الحفاظ على الانسيابية من
عمل الحوائط الفاصلة بين هذه المساحات.
وتقول المهندسة أميرة "فى سياق ترتيب أثاث غرفة المعيشة علينا أن ننتبه إنه
لإدارة حوار بين مجموعة من الأفراد ولتوفير مناخ مريح لابد ألا تزيد
المسألة بين هؤلاء الأشخاص عن مترين ونصف إلى ثلاثة أمتار على أكثر تقدير،
حيث تسمح هذه المسافة للناس بالنظر إلى تعبيرات الوجوه وأن يسمعوا بعضهم
ويتفاعلوا فيما بينهم بسهولة، فالمعروف أن الإنسان عادة ما يفضل مواجهة من
يتحدث معه، أو الجلوس بزاوية خفيفة حيث إنه فى حالة تعذر وجود ذلك أو أنهم
وجدوا أن المسافة بينهم كبيرة، فغالبا ما سيتجهون للجلوس بجانب بعضهم البعض
مما سيجعل مجال رؤيتهم لأحدهم الآخر أقل بكثير".
لذلك فإن تخطيط مساحة الجلوس فى غرفة المعيشة وتجنب وجود ممرات داخلها مثل
الطريق من مدخل إلى مدخل، حيث يفصل ذلك أماكن الجلوس ويقلل الانسيابية، وفى
هذا السياق إذا نظرنا للشكل التالى نجد أنه يوضح ما تحدثنا عنه.
وتتحدث المهندسة أميرة أيضا عن إمكانية تصميم مكان ثانوى يسع حتى أربعة
أشخاص فيما أطلقنا عليه الحجرة الكبيرة للمعيشة، إذا توفر مكان لذلك والغرض
من ذلك توفير مكان ثانوى لإدارة نقاش معين أو للقراءة أو حتى ممارسة لعبة
معينة، أو حتى تناول الطعام.
هذا المكان قد يكون على شكل جلسة بجانب الشباك أو طاولة للعب البلياردو أو
حتى طاوله بكراسى لتناول الطعام، على أنه يفضل أن تكون قطع الأثاث
المستخدمة فى ذلك متحركة أو حتى يمكن طيها وتخزينها عند عدم الحاجة إليها،
ويوجد حاليا أشكال الأثاث المتحرك والتى تكون مناسبة لفكرة إعادة ترتيب
المكان من وقت لآخر.
وفى سياق حديثها عن غرفة المعيشة، أشارت أميرة إلى أهمية اختيار مواصفات
الأجهزة الإلكترونية بما فيها جهاز التلفزيون وأجهزة الصوت أو حتى ما يسمى
بالسينما المنزلية بما يتناسب مع مساحة الحجرة، فلا يصح أن نضع شاشة
تلفزيون كبيرة نسبيا فى حين أن مساحة الغرفة صغيرة، ويعد الأهم من كل ذلك
فى وقتنا هذا هو توفير مكان ملائم لجهاز الكمبيوتر القطع المتصلة به مثل
الطابعة والسكانر وغيرها، حيث يعتبر جهاز الكمبيوتر من أهم الأجهزة فى غرفة
المعيشة الآن إن لم يكن الأهم على الإطلاق.
ومن هنا تأتى أهمية توفير مكان وحرية حركة حول الكيبورد إلى جانب الانتباه
إلى الارتفاع المناسب لشاشه الكمبيوتر وزاوية اتجاهها وعلاقة ذلك كله
بالإضاءة فى المكان، فكثيرا ما نرى شاشه الكمبيوتر فى مقابل الشباك بالغرفة
مما يعاكس الرؤية فى وجود ضوء النهار مثلا.
تعود المهندسة أميرة للحديث عن أهمية دراسة طبيعة الأشخاص المقيمين
بالمكان، فالمعروف أن جهاز التلفزيون يعتبر جزءا لا يتجزأ من حياة الناس
هذه الأيام، ولكن هناك من لا يجد فيه أى جاذبية، وفى هذه الحالة يفضل وضعه
على طاولة متحركة أو توفير مكان له بالمكتبة، حيث يمكن تغطيته للحفاظ عليه،
فدراسة وضع جميع هذه الأجهزة يعد أول طريق الوصول لديكور ناجح لهذه الحجرة
فإذا كنا بصدد الحديث عن جهاز التلفزيون فلا يجب أن نغفل وضع الإضاءة
والتحكم بالصوت وزاوية الرؤية الخاصة به مع التذكير بأنه سيكون من المناسب
توفير مكان لمن لا يريد المشاركة فى مشاهدة التلفزيون لصالح قراءة كتاب
شيق، مع ضرورة الاهتمام والانتباه إلى مكان وضع المدفأة الثابتة بالحجرة
خصوصا إذا توقعنا إمكانية تكرار هذا الجو الذى نعيشه فى مصر هذا العام وفى
الأعوام القادمة من حيث ضرورة اختيار مكان لها يبتعد نسبيا عن أجهزه الصوت
والتلفزيون.
وفى إشارة إلى أهمية دراسة عاداتنا تقول خبيرة الديكور أميرة خضر، إنه على
سبيل المثال فإن تناول الطعام لدى بعض الناس هو مجرد وجبات غذائية فقط
بينما فى غالب الأحوال يكون وقت الطعام هو وقت اجتماع الأسرة والأصدقاء.
علينا أن ندرك أن الناس يتناولون الطعام تقريباً فى كل مكان بالمنزل سواء
فى غرفه المعيشة أو فى الحديقة الخلفية للمنزل إن وجدت وأمام التلفزيون
وحتى فى غرف النوم أحيانا.
وأضافت: "مع انشغال الناس بأعمالهم خارج البيت كثيرا فإنهم عادة ما يفضلون
تناول الطعام فى الأماكن غير الرسمية إلى حد ما فى البيت، ومع ضيق مساحات
البيوت بشكل عام فإنه من الطبيعى تجنب تخصيص مكان للطعام فقط، حيث يكون
استخدامه لمدة ساعتين إلى ثلاثة فقط يوميا ولذلك دائماً ما ننصح بعدم عزل
مكان تناول الطعام فى غرفة مخصصة فقط لذلك فى مساحات البيوت الصغيرة نسبيا.
وقد اخترنا لكم اليوم بعض التصميمات العصرية لغرف المعيشة التى يمكن أن توحى ببعض الأفكار الجميلة.