عندما يؤجر المرء حجرة فى نزل حقير ابوابه من الخشب المتأكل 00اقفاله عتيقة ومفصلاته بالية00وعندما يكون وزنه 180رطلا00حينئذ00يصبح من اليسير عليه ان يجذب الباب ويضغط على المفصلات ثم يسقط المزلاج ويدخل00وبعدها00يمكنه الخروج بنفس الطريقة00وكل هذه الامور اعتاد ان يفعلها "سليم والش"00
كانت امه تقول مدافعة عنه دائما ان سليم ليس لصا00انه فضولى فقط 00وكانت صائبة فى قولها تماما00فقد كان سليم جديرا بأن يدفع باب حمام منزلك دون استئذان 00واذا تصادف وان دخل مطبخك ليحضر فنجانا مثلا 00فانه يخرج منه بعد دقيقة واحدة وقد استطلع ما فى الثلاجة 00وما فى الفرن 00ونظرا لان طوله يربو الى السبعة اقدام 00فان فى مقدوره ايضا ان يستطلع ما فوق الارفف 00ورنما يكتشف لك برطمانا طواه النسيان 00
وكان سليم جديرا بان يذداد حبالك 00اذاستطاع وهو يحادثك فى حجرتك ان يعرف كم بدلة لديك فى الدولاب 00وهل دفعت فاتورة التليفون 00واين اخفيت صورك الخاصة 00ومن جهة اخرى فلم يكن غرض سليم ابدا ان يحرجك 00انه فقط يريد ان يعرف كل شيء عنك 00وعندما استأجر سليم 00حجرة مفروشة فى النزل الحقير الذى تديره مسز "كوبيار" اعتبر هذه الحجرة جنة 00وبعد اسبوع واحد من اقامته استطاع ان يحفظ كل الشائعات التى تعرفها مسز كوبيار عن السكان واصبح اشد الماما بها 00واعتاد ان يدخل خلسة حجرات النزلاء الاخرين 00فاصبح يعرف كل شيء عنهم 00وكانت كل زيارة يختلسها الى احدى الحجرات 00تشعره بسعادة غامرة 00بما تتيحه له من فرصة لرؤية مقتنيات قاتنى الحجرة 00بل وربما لمعرفة افعاله ولماذا يفعلها00000واصيب سليم ذات يوم فى العمل 00فنصحه الطبيب بملازمة الفراش لمدة ثلاثة اسابيع 00وقضى سليم معظم هذه الفترة راقد 00ولكنه اليوم احس انه قد شفى 00وليس لديه ما يفعله طوال النهار 00وسمع سليم صوت مسز كوبيار تصعد السلالم فقام من فراشه مسرعا 00وفتح باب حجرته واخذ يسترق النظر00كانت مسز كوبيار صاعدة الى الطابق الثالث 00وخلفها النزيلة الجديدة00"سليا سارتون"تحمل حقيبة غريبة الشكل 00واخذ سليم يحدق النظر فى الحقيبة ووجد انها تشبه تلك الحقائب التى يشاهدها المرء دائما فى مخزن مهملات السكك الحديدية 00ورد البصر الى "سليا" واخذ يعجب من امر هذه الشقراء 00فهو لم يستطيع ان يختلس اليها البصر ويراها رؤى العين منذ استأجرت حجرتها من مسز كوبيار سابقا كما لو كانت نصف شفافة 00او قادرة على ان تتلون كالحرباء بلون الحائط والارضية 0فتخطؤها العين
وكان سليم شديد الضيق من هذه النزيله الجديدة لهذا السبب 00فرغم معرفته انها تغادر حجرتها فى التاسعة صباحا ولاتعود اليها حتى السادسة مساء 00رغم معرفته بهذا لم يستطيع ان يتلصص على حجرتها خشيه ان تكون موجودة بها 00فما ادراه انها ليست جالسة بحجرتها 000مادام لم يشاهدها وهى تخرج 00نزلت مسز كوبيار بعد فترة وخلفها سليا 00بدون الحقيبة 00وانتظر سليم حتى ابتعدت المرأتان 00ثم اسرع ليمارس هوايته المفضلة 000000
ضغط سليم باب حجرة سليا ودخل 00وشمل الحجرة بنظرة خاطفة00ثم فتح ادراج المكتب ووجدها خالية 00ونظر فى المنضضة 00فوجدها نظيفة00واحذ يبحث فى حاجياتها 00فلم يجد فرشاة اسنان ولا معجون 00ولا صابون 00ثم فتح الدولاب فوجد ثلاث علاقات ولا شيىء غيرها 00ودخل الحمام 00نظر فى صندوق الادوية فلم يجد شيئا 00لا شىء بالحجرة 00اطلاقا سوى اثاث مسز كوبيار المؤجر فى الحجرة وذهب الى السرير ورفع الملاءة 00ولكنه لم يتأكد اذا كانت سليا نامت فيه او لم تنم 00ووقف فى مكانه حائرا 00
وفجاة 000ضرب رأسه بيده 0000وقد تذكر امرا00000لقد تذكر الحقيبة00وبحث فوجدها تحت السرير 00واخرجها00واخذ يفحصها بنظره دون ان يلمسها 00
كانت حقيبة سوداء 00لاهى جديدة ولا قديمة 00من جلد رخيص حال لونه 00ولها قفل عتيق00وفتحها سليم00فوجد بها صندوقا من الكرتون مما يستخدم لحفظ ورق الكتابة على الالة الكاتبة 00ويحيط الصندوق شريط ازرق عليه اسم ونوع ورق الكتابة 00ورفع سليم اللفافة ونظر تحتها 00ثم فتح الصندوق واخرج بعض اوراق من اسفل وبعض اوراق من اعلى واعاد الورق الى مكانه 00
ثم اغلق الحقيبة واعادها تحت السرير 00ووقف فى وسط الحجرة وقد ازدادت حيرته 00واخذ ينقب باحثا عن اى شىء ينبا عن شخصية " سليا سارتون" ولكنه لم يجد شيئا على الاطلاق 00
غادر الحجرة واغلق بابها كما كان 00ثم عاد الى حجرته 00وجلس على طرف سريره مفكرا 00واخيرا اصاح محتجا00"00لا يمكن ان يعيش انسان بهذه الطريقة000"
تقع حجرة سليم بالطابق الرابع00وهو الطابق الاخير فى هذا المبنى 00وفى اعلا باب حجرته شراعة زجاجية طليت عدة مرات بالدهان00ولكن سليم خدش الزجاج حتى استطاع ان يفتح ثغرة فى الدهان 00فاذا ما وقف على السرير 00استطاع ان يلقى نظرة متلصصة من هذه الثغرة على رواق الطابق الثالث 00ولكن التلصص فى طابقين لا يكفى سليم00ولهذا عندما لاحظ المراة المعلقة فى الطابق الثالث 00ظل يعدل من وضعها و يكيف نظره حتى استقر على زاويه تتيح له ان يراها خلال الثغرة الموجودة فى الزجاج 00ومن خلال هذه المراة 00استطاع سليم ان يشاهد رواق الطابق الثانى00وهكذا انشأ سليم جهازا شبيها بالرادر يتيح له ان يرى معظم المنزل 00وكل النزلاء تقريبا دون ان يغادر حجرته 00
ورغم ان الخيالات التى تعكسها له المرأة لو تكن واضحة تماما 00الا انه بمرور الوقت 00وتغيير زوايا الرؤية 00وبالمران 00استطاع سليم ان يميز هذه الخيالات جيدا 00ويعرف اصحابها 00
وبفضل تلك المراة 00استطاع سليم ان يشاهد سليا وهى تعود الى حجرتها فى السادسة والربع من مساء ذلك اليوم 00
واخذ يرقبها وهى تصعد السلالم 00قفزا كل درجتين سويا00ولمعت عيناه فى سرور وبدأ يهدأ نفسيا بعد التوتر الذى كان يحس به طوال النهار 00ووصلت سليا الى الطابق الثالث واختفت عن ناظريه 00ولكن ظل يراها بعينى الخيال 00ويتخيلها وهى تولج المفتاح فى الثقب وتدخل مسرعة ثم تغلق الباب خلفها 00واخذ يتخيل تعابير وجهها 00ويتصور لهفتها على العودة الى حجرتها 00فلابد ان فى هذه الحجرة شيئا ما يثير لهفتها 00امرا لابد ان تفعله ولا تستطيع الصبر على ادائه 00فلم يكن هناك ما يبدن انه يثير اهتمام سليا فى الحياة 00لا الرجال ولا المال ولا السيارات 00كان كل ما تريده موجود فى حجرتها00000
فتح سليم باب حجرته بهدوء 00ثم وقف حذرا ينصت كأنه فأر يتشمم رائحة القط قبل ان يغادر جحره00وعندما اطمئن 00نزل على اطراف اصابعه الى الطابق الثالث وكان سليم يعرف انه لا يوجد فى الردهة الشمالية من الطابق الثالث سوى حجرتان فقط 00حجرة سليا وحجرة جارتها 00وكان عارفا بطباع جارة سليا00متأكدا من مواعيد حضورها وغيابها ولهذا وقف امام حجرة سليا امنا من كل مفاجأة00وشاهد الضوء ينساب من اسفل الباب وجعله هذا يتنهد اغتباطا00وقد عرف على الاقل ان نزيلة الحجرة موجودة بها و ظل واقفا ينصت00ولكنه لم يسمع اى صوت من الحجرة 00وبدا له الامر غريبا 00فان ما تفعله سليا فى حجرتها00يتم فى هدوء مريب00ويزداد فضولا ولهفة 00ويستمر واقفا فى مكانه بلا حراك وقد حبس انفاسه حتى لا تحس به 00واخيرا هز رأسه وانسحب من مكانه وصعد الى حجرته ثانية 00واستلقى على سريره 00 واخذ يراقب 00كان عليه ان يقبع منتظرا فى مكانه حتى تتاح له فرصة اخرى 00ورغم لهفته الشديدة 00وفضوله الجارف فقد انتظر سليم خمس ساعات 00وفى الحادية عشر والنصف 00احس سليم بحركة طفيفة تأتى من الطابق الثالث 00فهب من السرير مسرعا وصعد الى الثقب ليسترق النظر 00فشاهد سليا فى المراة وهى تنزل الدرج وتخرج 00
واحس باغراء شديد لان ينزل ويفحص حجرتها 00ولكنه كان حذرا فلم يشاهد سليا تخرج مساءا من قبل 00ولايعرف اين ذهبت 00ولامتى تعود 00وكان يخشى ان تفاجئه فى حجرتها فلا يستطيع ان يمارس هوايته المفضلة بعد ذلك حين ينكشف امره 00وتنهد بحسرة ثم عاد الى سريره 00وبعد ربع ساعة 00ابتسم لنفسه مهنئا لبعد نظره 00فقد احس وقع اقدام سليا وهى تعود الى حجرتها 00ونام0
كان اليوم التالى مزدحما بالمهام فقد كان على سليم ان يقابل طبيب الشركة صباحا 00وبعد الظهر 00قضى ساعات طويلة المحامى الذى يحاول اقناعه بأ ن اصابته طفيفة 00وان الشركة غير مسئولة عنها 00وبالتالى لا يستحة تعويضا كبيرا 00واخيرا عاد الى المنزل فى السابعة مساءا 00وعندما وصل فى صعوده الى الطابق الثالث 00تمهل000كانت حجرة سليا مضاءة وصامته 00وحدث نفسه قائلا ان سليا لو غادرت حجرتها مساءا كما فعلت امس 00فان معنى هذا انها اتمت ما تفعله فى صمت كما اعنادت 00وصعد الى حجرته00
وبعد نصف ساعة نزل سليم واخذ يتصنت على حجرة سليا 00فسمع صوت الصنبور 0واستطاع ان يخمن انها تغسل ملابسها 00
وابتسم لنفسه مهنئا 00لقد عرف شيئا على الاقل 00وقرر ان يرجىء الاستطلاع 00فربما تتاح له فرصة فى اليوم التالى 00
عرف سليم ما يجب عليه فعله 00واخذ يبتسم لنفسه راضيا 00وما ان تأكد من خروج سليا حتى نزل الى الدور الثالث 00ودخل حجرتها 00واغلقها خلفه00
ووقف فى وسط الحجرة 00ودارت عيناه بنظرة سريعة ثم استقربصرة على السرير 00انحنى على ركبته واخرج الحقيبة 00وفتحها00اعاد النظر الى صندوق الكارتون 00واخرجه 00ازال بحذر الشريط الازرق 00الذى يحيط به 00ثم فتح العلبة 00وكما فعل فى المرة السابقة 00اخرج بضع ورقات من اسفل الرزمة الموجودة بالعلبة 00هزها واعادها 00واخرج بضع ورقات من لعلى الرزمة 00هزها واعادها 00ولم يكتشف شيئا جديدا 00واخذ يسحب ورقة مناسفل وورقة من اعلى 00وهو يحاذر حنى لا تتكرمش 00واخيرا لدهشته وجد ان هذه الرزمة محاطة من اسفلها واعلاها بأوراق كتابة سليمة 00اما فى الوسط فقد كانت الاوراق كلها مقصوصة من وسطها بشكل منتظم 00كأنها قد تم تجويفها لاخفاء علبة فيه 00
كان هذا الجزء الاجوف من الرزمة 000خاليا000او هكذا يخيل اليه اولا 00فان فضوله الذى لا يقف عند حد جعله يضع سبابته فى هذا الفراغ ليتأكد 00وازدادت دهشته حين احس بأن هذا الفراغ يحوى شيئا شفافا00دهنى الملمس 00
واخرج سبابته واخذ يتحسس ملمسها00وتأكد من وجود مادة دهنية عليها 00اعاد النظر فى الفراغ 00ومد يده كلها 00كان هذا الفراغ مليئا بشرائح رفيعة جدا من الجلد 00وفزع سليم من اول شريحة 00فاكتشف انها شريحة واحدة مطويه عدة مرات حتى تبدو وكأنها شرائح كبيرة00
واخذ سليم يفرد شرائح الجلد ثنية بعد اخرى 00واحس بالرعب الشديد 00كان الجلد يشكل صورة امراة00وكانت المرأة هى سليا 00ووجد مجهها تاما00حتى الجفون كانت موجودة00مد سليم يده وضغطها ثم رفعها فشاهد تحتها العينين 00نفس عينا سليا الزرقاوين 00وان كانت تختلف عنها فى انها مسطحة 00
كان سليم يفعل ذلك وهو راكع على ركبتيه امام الحقيبة ورفع بصرى الى الحجرة ليتأكد من وجوده فيها 00وانصت الى دقات قلبه 00نعم انه يعيش انه ليس واهما 00
واخذ سليم يعيد شرائح الجلد الى العلبة ويرصها كما كانت 00ثم اعاد كل شىء الى موضعه 00انه امر مرعب حقا 00ولكنه لم يشبع فضوله بعد 00واخذ يتفحص حجرة سليا مليا 00واكتشف ان السطح مبطن بطبقة من الصفيح 00وعلى الفور جاءته فكرة فاشرق وجهه مسيتبشرا 00اخيرا اهتدى الى الحل واخذ يقيس الحجرة بناظريه 00ويقارن مساحتها بمساحة حجرته 00ثم صعد مسرعا 0ووقف فى حجرته واخذ يطابق المواصفات التى رسمها فى ذهنه لحجرة سليا على مواقع الاشياء عنده 00واتجه الى دولاب الحائط 00فتح الدولاب وسحف على ركبتيه الى داخله 00واكتشف ان ارض الدولاب من الخشب البالى الذى يمكن نزعة بسهولة 00فخرج سليم من الدولاب واحضر سكينا ثم شرع فى العمل 00
دقيقة بعد دقيقة 00وساعة بعد ساعة 00وهو منكب على عمله فى صبر واناة 00نزع خشب الارضية وحفر الطوب تحتها 0حتى استطاع ان يعد ثغرة مساحتها بضع بوصات 00واخيرا وصل الى السطح الصفيح 00الذى يشكل ارضية حجرته 00واعلاه سقف حجرة سليا00وتوقف عن العمل برهة ليلتقط انفاسه00كانت الساعة قد اشرفت على الرابعة بعد الظهر00استراح سليم قليلا ثم عاد للعمل 00اخذ يزيل الاتربة وينظف المكان تماما لكى يضمن عدم تساقط شيىءمنها فى حجرة سليا 00ثم اغمد السكين فى السطح الصفيح 00حتى فتح فية فتحة تتيح له اختلاس النظر 00ونزل الى حجرتها 00ليشاهد نتيجة عمله 00وتأكد من عدم وجود اتربة تشير الى فعلته 00كما ان الثغرة نفسها الموجودة فى السقف غير ظاهرة للعيان 00واخذ يقيس الزوايا التى يمكن رؤيتها من اعلى 00واسعده انه يستطيع ان يشاهد من مخبئه 00السرير والحائط المؤدى له 00
وعاد سليم الى حجرته وجلس فى الانتظار000
واقبل المساء 00وسمع سليم من مخبئه الاصوات المعتادة فى المنزل 00باب يفتح هنا00باب يغلق هناك 00ولكنه لم يعطى اى منها التفاتا 00ظل جالسا على حافه سريره 00يداه مدلاه بين ركبتيه 00 وعيناه نصف مفتوحة 00ونصف مفلقة كان كالسيارة 00التى تم تشحيمها للانطلاق 00لا تنتظر الا ضغطة صغيرة لتتحرك 00وتحرك سليم وكان ما اعاد فيه الحياة صوت وقع اقدام سليا وهى تعود 00وجرى سليم مسرعا الى مخبئه 00ورقد على الارض نصفه داخل الدولاب ونصفه خارجه 00وتدلت رأسه الى اسفل 00فقد كانت الحفرة التى صنعها اقل من مستوى ارضية الحجرة وبدا المراقبة
اضاءت سليا النور واستطاع سليم ان يراها بوضوح وكان مدى رؤيته يتسع ليشمل ارضية الحجرة وثلث الباب الاسفل00وحوض المياه الموجود بالحمام 00كانت سليا متجهمة 00وعلى وجهها تلك النظرة الملهوفة التى طالما لاحظها 00والقت بحقيبة يدها على السرير دون ان تعى اين استقرت واتجهت 0مباشرة الى السرير واخرجت الحقيبة من تحته 00وفتحتها ثم 00اخرجت العلبة الكرتون 00وفتحتها 000ثم اخرجت رزمة الورق 00استخرجت الجلد 00وهزته فى الهواء كما يفعل البقال عندما يفرز فرخا جديدا من الورق 00ثم شرعت فى ترتيب الجلد على الارض 00حتى اتخذ شكل الجسد واخذت يعدل فى وضعه 00فاليدين متدليتين بجانبه 00والرأس مرتفعة 00والساقين متباعدتين قليلا 00ورقدت على الجلد حتى تطابقا 00هى 00والجلد 00ومدت يديها جذبت الرأس بين الكتفين وثبتتها على رأسها 00وسمع سليم طقطقة خفيفة تشبه صوت انكسار قلم رصاص 00ووضعت سليا يديها على على المكان المناسب من الجلد 00وسمع سليم الطقطقة مرة اخرى 00وهكذا ثبتت سليا نفسها فوق الجلد ..ورقدت ساكنه 00كانت تتنفس ببطء شديد 00ولكن بعمق 00وظل تنفسها يزداد عمقا 00ويزداد نبضه00حتى سكن تماما بعد نصف ساعة 0000وظل سليم يراقبهالمدةساعة وهو ساكن فى مكمنه لا يتحرك حتى تقلصت عضلاته 00ولكنه كره ان يتحرك 00واخيرا اضطر الزحف ببطء خارجا من الدولاب وهو متحير 00ورقد قليلا حتى استراح 00ثم زحف عائدا 00رأسه فى الحفرة وعينه على الثغرة 00ووجد ان شيئا لو يتغير 00كانت سليا لا تزال ممددة فوق الجلد وكلاهما له نفس الشكل والحجم والوضع 00وان كان احدهما خاليا 00والثانى يحتوى على سليا 00وظل يرقب وينظر 00حتى كاد ان يمل 00وهو يحسب ان كل ما يحيط بسليا من غرابة انما يرجع الى طريقة نومها وحسب 00وشرع فى الانسحاب 00وعندما احس بجديد فى الحجرة السفلى جعلة يجمد فى مكانه 00كانت سليا ساكنة تماما بلا حراك 00اما الحركة فقد جاءت من الجلد 00اخذ الجلد ينتفخ قليلا قليلا00وسليا تتضاءل بنفس المقدار 00كأنها بالون 00ينساب منه الهواء 00وظل سليم يحملق وقد تجمدت اطرافه من الفزع 00واخذ الجلد يمتلىء 00وسليا تتضاءل 00حتى امتلاء تماما 00واصبحت سليا شريحة طويلة من الجلد 00انتقل الجسد من وعاء جلدى 00الى وعاء جلدى اخر00وقام الجسد الجديد 00وشاهده سليم ينظر الى من كانت سليا من قبل 00واخذت المخلوقة الجديدة التى تشبه سليا تماما 00تفرد زراعيها 00وتثنى ركبتيها 00ثم استقامت واقفة وجذبت الشىء الملقى على الارض وهزته حتى تساقطت الملابس التى كانت عليه 00وحملت الجلد فى يدها الى الحمام 00وغابت عن نظر سليم 00ولكنه سمع صوت الصنبور 00والماء يتدفق منه واستطاع ان يميز صوت غسيل ملابس 00واخيرا خرجت المخلوقة الجديدة من الحمام وبيدها 00من كانت سليا 00وهى تقطر ماء ثم علقتها على المشجب 00ورقدت المخلوقة الجديدة على السرير لتنال قسطا من الراحة 00كانت الراحة بادية عليها 00
وهى فى انتظار الخطوة الاخيرة لتعيد تغيير جلدها 00وظل سليم يراقبها حتى كادت عظامه تتهشم فانسحب خارجا00ووضع معطفه على الثقب واغلق باب الدولاب حتى لا يتسرب منه الضوء00واشعل نور حجرته وتناول عشاء خفيفا 00وبعد ان استراح 00اطفأالنور وعاد لاختلاس النظر 00ولكن حجرة سليا كانت تسبح فى الظلام 000فلم يستطع سليم ان يرى شيئا 00
00وفى اليوم التالى 000قرر سليم ان يتبع سليا 00ولدهشته وجد انها موظفة فى احدى الشركات 00وراقبها فى فترة الغداء 00فوجدها تتناول بعض الخضروات الطازجة 00وكمية هائلة من اللبن 00وفى المساء اكتفت بكمية من اللبن دون ان تأكل شيئا00ولاحظ انها تسرع الخطى كلما اقتربت من الاماكن المزدحمة وتبطىء اذا احست انها وحيدة 0
واخيرا عادت الى حجرتها 00لتنام كما شاهدها سليم تفعل من قبل 00ومهما كذب سليم عينيه وانكر ما رأه اول مرة00فلا يمكن ان ينكر الان وقد ظل يراقبها لمدة اسبوع كامل لم تغير منه سليا طباعها ..تذهب سليا الى عملها صباحا 00وتظل تعمل بصمت 00لا تبدأاحد بحديث وان كانت ترد على محدثيها 00تتناول نفس الطعام وتعود كل ليلة لتمارس عملية تغيير جلدها 00
واقتنع سليم ان امرأة بهذا الشكل لا يمكن ان تكون من البشر 00ولكنه مع هذا لم يكن يخاف منها 00بل اصبح اشد فضولا 00ولعل اى رجل فى موقفه ينتابه الفضول نحو امرأة 00فان اول ما يفعله هو ان يحاول مجازبتها الحديث 00والتعرف اليها 00ولكن سليم كان خجولا 00وكان يفضل طريقته فى استقراء اخبار الناس كما ان سليم لم يشأ ان يحدث احدا بأمر سليا 00وقرر ان يستمر فى مراقبتها وحده كما تعود00
وفى اليوم الثامن لمعرفة سر سليا 00جاءت سليم فكرة جديدة00لم يتوان عن تنفيذها بعد ان غادرت سليا حجرتها غى ذلك الصباح 00ذهب سليم واخرج العلبة الكرتون من الحقيبة 00ثم اخرج منها الجلد 00ووضعه تحت قميصه 00واعاد العلبة الى مكانها00وغادر الحجرة 00وصعد مسرعا الى حجرته حيث اخفى كنزه الثمين تحت قمصانه فى درج الدولاب 00وجلس فى الانتظار وفى المساء 00عادت سليا متأخرة قليلا عن موعدها المعتاد00
وتوجهت مباشرة الى الحقيبة وعندما اخرجت العلبة الكرتون ولم تجد بها الجلد 00اصيبت بالذعر00جمدت فى مكانها اولا ثم اخذت تبحث ملهوفة عن الجلد وعندما تأكدت اخيرا انها فقدته 00اطلقت تنهيدة عميقة00وكان هذا اخر صوت يسمعه سليم منها 00فقد اخذت تتحرك فى الحجرة ساكنة تماما 00وكأنها الة لا صوت لها 00وذهبت الى النافذة وهى تجر قدميها 00القت نظرة على المدينة السابحة فى اضواء الليل 00ثم اسدلت الستار 000وحملت الصندوق الكرتونووضعته على التسريحة 00وجلست على السرير خلعت حذائها ووضعتها على الارض 00ثم استلقت على الفراش..متأهبة للموت 00واخذ وجهها يشحب ويزدادشحوبا –وجبينها ينتفض حتى اصبحت اشبه بورقة كرتون مجعدة 00واخذ سليم يعاتب نفسه 00فلم يكن يرغب ابدا فى الاساءة الى سليا او ان يكون السبب فى موتها 00وحاول ان يسرع اليها بالجلد ولكنه قبل لن يتحرك شم رائحة نفاذة 00رائحة جلد يحترق00وشاهد 00دخانا يتصاعد من جسد سليا 00ثم احس بوهج شديد يصيب عينيه التى تطل متلصصة 00وابتعد صارخا وهو يحس بألم شديد فى عينيه 00وعندما هدأت الامه 00اعاد النظر ولكن سليا كانت قد اختفت 00واحترقت تماما 00وشم رائحة كريهة تأتى من الدرج 00وعندما فتحه وجد الجلد وقد اخذ لونه يتحول الى الاسود 00فلمه والقاه خرجا فى سلة المهملات 00
00وفى الصباح التالى 00طالعت الصحف قراءها بنبأ حريق غريب 00تصاعد عن حرارة مجهولة السبب 00وقالت الصحف فى وصف الحادث 00ان اغرب ما فى هذه الحرارة انها تدمر الجسد البشرى فقط00دون ان تصيب الملابس التى يرتديها الشخص 00او تصيب السرير الذى ينام عليه 00ولم يستطع سليم ان يخبر احدا بما يعرفه 00وفى تلك الليلة نفسها 00غادر منزل مسز كوبيار نهائيا0
تمت