البخل صفة مكتسبة غالبا وهي
نتاج خبرات وتعاملات متراكمة قد يكتسبها الزوج من أبويه أومن أشخاص ذوي
تأثير في حياته وقد تكون وليدة حرمان أو ظروف اجتماعية قاسية.
<="" div="" border="0">
وتقول د. سماح محمد لطفي مدرس علم الاجتماع بكلية التربية جامعة قناة
السويس إن البخل من الصفات التي تعصف بمستقبل الأسرة, ولا نقصد بذلك البخل
المادي فقط بل البخل العاطفي أيضا, وهو الأكثر تأثيرا علي نفسية الزوجة
نظرا لما تتمتع به المرأة من رقة ومشاعر مرهفة فهي تعطي بلا حساب وتتوقع
التقديرمن الزوج.
وبداية لابد من تعريف البخل المادي والبخل العاطفي. فالبخل المادي: كما
ورد في موسوعة ويكبيديا هو كنز المال وجمعه وعدم إنفاقه في المباحات بحجة
الخوف من المستقبل, وهو من أسوأ الصفات التي يكرهها المجتمع المصري والعربي
وتقلل من رجولة صاحبها.
والبخل درجات فهناك البخيل الذي ينفق علي نفسه بل يغدق عليها, ولكنه بخيل
علي الناس فهو رجل بخيل, وهناك الشحيح وهو أقبح أنواع البخل وأشدها علي
نفسه وعلي أولاده وجيرانه وأقاربه ومعارفه وهو سيئ المعشر.
وتنصح د. سماح كل فتاة مقبلة علي الزواج بأن تعلم أن حرص الرجل قبل الزواج
ليس معناه أنه بخيل, وعلي الرجل في فترة الخطوبة أن ينفق بطريقة متزنة
فخير الأمور أوسطها, فلا يبخل علي خطيبته بالهدايا ولا يسرف اسرافا لا مبرر
له, لأنه مطالب بتجهيزات معينة ونفقات للزواج. ولكن من الممكن أن تكتشف
الفتاة بخله عندما يتناسي المناسبات التي تشجع علي الهدايا. كذلك حديثه
الدائم عن غلاء الاسعار خاصة لبعض القطع اشتراها في البيت, ودائما ما يتردد
في شراء الضروريات بحجة أن هناك أولويات أهم.
وهناك آثار اجتماعية ونفسية مترتبة علي البخل المادي منها معاناة الزوجة
والابناء من نقص الاحتياجات الانسانية الاساسية, أيضا فقدان الاحترام
والثقة في الأب نتيجة تهاونه في الوفاء بمتطلباتهم المادية والمعيشية. كما
يعاني الأبناء من فقدان الثقة في أنفسهم فضلا عن معاناتهم من التفاوت بينهم
وبين أقرانهم في المدرسة والعائلة في اشباع احتياجاتهم الأولية وشعورهم
بالحرج والدونية أمام غيرهم من أطفال الأقارب والجيران نتيجة المعاناة
النفسية المستمرة من ذلك التفاوت المعيشي وقد يتطور إلي التفكك الأسري.
أما البخل العاطفي أو الإنساني فهو بخل الزوج تجاه زوجته بالمشاعر المرهفة
الرقيقة والكلمات الحانية والمعاملة الإنسانية الكريمة, وطبقا لرأي د.سماح
لطفي فهذا البخل يرجع في بعض الأحيان إلي أن الرجل الشرقي يعتبر أن
التعبير عن المشاعر فيه نوع من الضعف بالرغم من أن هذه المشاعر الراقية بين
الزوجين بمثابة الغذاء لقلب المرأة والحياة لروحها ونفس الشئ يحتاجه الزوج
أيضا ولكن لأن فاقد الشيئ لا يعطيه فكيف نطالب امرأة تفتقد الدفء
والرومانسية بينها وبين شريك حياتها بأن تمنحه المحبة والاهتمام... فيا
أيها الرجال رفقا بالقوارير.
وللأسف فهناك العديد من المشكلات الأسرية التي غالبا ما يكون سببها الأول
افتقار المودة والرحمة بين الزوجين وبخل أحد شريكي الحياة العاطفي
والإنساني وللأسف نجد أن الرجل البخيل بكلمات المجاملة ومشاعر الاهتمام
الموجهة إلي اصدقاءه ولزميلاته في العمل بينما تلقي الزوجة إهمالا شديدا من
قبل الزوج وهي الأولي بمشاعر الحب وكلمات الاهتمام والمعاملة الطيبة
الكريمة من الزوج وهي التي سيثاب عليها من الله سبحانه وتعالي.
وللبخل العاطفي ثار اجتماعية وسلبية خطيرة فهو يهدد كيان الأسرة بالتفكك
الأسري ويزيد من حدة المشكلات الاجتماعية والنفسية بين الزوجين لتصبح
الحياة الزوجية جافة وقاسية خالية من المودة والرحمة, رغم أن الله تعالي
جعل المرأة سكنا للرجل والعكس, فكيف نبدل خلق الله ونتساءل بعدها عن اسباب
المشكلات الأسرية, وعلي الرجل أن يعلم أنه لا أحد يطالبه أن يكون بطلا لأحد
المسلسلات التركية, ولكن رجولته تكمن في إنسانيته ورحمته بذلك الكائن
الرقيق المسمي بالمرأة, وعطر الرجل يكمن في تحمله المسئولية برجوله وقوة
مغلفة بالرحمة وفروسية ونبل تليقان به.
ترير من اهرام اليوم