أسبوع كامل من الحملات الأمنية
التي تهدف إلي إعادة الأمن والأمان قد مضي, وبالفعل شعر المواطنين
بالتواجد المكثف للشرطة في الشارع, كما نفذ وزير الداخلية الجديد اللواء
محمد إبراهيم وعده الذي صرح به عقب توليه مسئولية الوزارة.
<="" div="" border="0">
التي تسببت في تعثر ولادة الحكومة- ونزل الي ميدان رمسيس برفقة اللواء
محسن مراد مدير أمن القاهرة وسط فرحة المواطنين وشارك بنفسه في ضبط نحو ألف
مخالفة في ساعة ونصف فقط منها200 بائع متجول, وشهد الميدان حالة من
السيولة المرورية لم يشهدها من قبل.
ولكن لأن دوام الحال من المحال فقد عاد الباعة الجائلون مرة أخري الي
الميدان ليفترشوا الأرض ويتحول الميدان الي سوق كبير ولكن هذه المرة بشكل
أكثر كثافة وشراسة, وبمجرد أن شعر عدد منهم بوجود صحفيين يحاولون استبيان
أسباب عودتهم ويرصدون الحالة الأمنية سارعوا بالهجوم وإلقاء الحجارة
والزجاجات الفارغة علي مصور ومندوبي الأهرام ولولا تدخل بعض المواطنين
وإقناعنا للباعة الجائلين بأن مهمتنا تهدف الي مساعدتهم وتوصيل مطالبهم
للمسئولين لكانت العواقب وخيمة.
أبيع الأحذية بالميدان منذ عامين ولا يوجد أي مصدر رزق بديل هذا ما قاله
أحمد شلبي بائع27 سنة وأضاف انه كان قبل الثورة يقوم بنصب الفرشة بعد منتصف
الليل نظرا لتشديد البلدية والتواجد الشرطة الكثيف, وكان زبائنه يعلمون
بتلك المواعيد ويتوجهون اليه للشراء أما بعد ثورة25 يناير والانفلات الأمني
الذي شهدته البلاد تبدلت المواعيد لتصبح منذ الصباح الباكر وحتي الساعات
الأولي من صباح اليوم التالي, وأنه تقدم أكثر من مرة للحصول علي ترخيص بعمل
كشك الا انه فشل في الحصول عليه وأنه لا يزال يدفع الرشوة للاستمرار في
تجارته.
أين البديل؟ صرخة أطلقها البائع الشاب حسام الغرباوي وقال أنه خريج جامعي
وأن عدم وجود فرص عمل بدخل يكفي لإعالة أسرة أدي الي توجهه الي ميدان رمسيس
ليبيع الملابس وطالب الحكومة بتخصيص أماكن وأكشاك للشباب وتقنين أوضاع
الباعة الجائلين بدلا من عمليات الكر والفر المستمرة التي قد تحولنا الي
قنابل موقوتة مشيرا الي أنه يريد أن يكون ماله حلال بدلا من التجارة في
المخدرات أو السرقة.
أما أحمد-26 عاما- أحد الباعة قال انه يتيم الأب ويعول اخوته الستة وأنه
اضطر لترك الدراسة وبيع البضاعة لكي يستطيع الإنفاق عليهم ورفض ورفض ترك
الميدان خوفا من التشرد وعائلته وأن تجارة التجول يمثل له مهنة اساسية.
من جانبه أكد مصدر أمني إن الشرطة قبل25 يناير كانت تقوم بدورها من خلال
حملات البلدية, أن تلك الأزمة لم تكن بهذا الحجم وبعد الثورة فكانت هناك
أيضا العديد من الحملات لمطاردتهم إلا أنهم كانوا يقومون بالعودة سريعا
نظرا لعدم استمرار الأمن بالمناطق التي تشملها الحملات, وطالب بتقنين
أوضاعهم من خلال سن تشريع لمزاولة النشاط وتخصيص أماكن حضارية بعائد مادي
مناسب وبذلك يتم القضاء علي حالة العشوائية التي تشهدها الميادين والشوارع
وأيضا القضاء علي ظاهرة الرشاوي التي قد يتقاضاها البعض لغض الطرف عن هؤلاء
الباعة.
من جانبه أشار اللواء محسن مراد مساعد اول وزير الداخلية لأمن القاهرة إلي
أن مشكلة الباعة الجائلين صداع في راس رجال الأمن مؤكدا أن هناك13 حملة
يوميا علي ميادين وشوارع القاهرة لازالت تلك المخالفات وهؤلاء الباعة الذين
احتلوا تلك الميادين مؤكدا ان هذه المشكلة ليست مشكلة امنية فقط ولكن
يشترك مع الامن فيها اجهزة الدولة الاخري حيث ينبغي توفير بدائل اخري
لهؤلاء الباعة لانهم في النهاية مواطنين مصريين يسعون الي الحصول علي مصدر
رزق لهم لذا لابد من توفير بدائل وتقنين اوضاعهم بتخصيص اماكن لهم مشيرا
الي انه تم الاتفاق مع محافظة القاهرة علي تخصيص اماكن لهؤلاء الباعة,
مؤكدا انه شدد علي رجال الأمن عدم التعامل بالعنف نعهم ولكن المشكلة تكمن
في اندساس عناصر اجرامية وخارجة عن القانون بين هؤلاء الباعة وكانت هناك
تجربة في ميدان رمسيس منذ عدة اشهر عندما خرجنا في حملة لتطهير الميدان من
الباعة الجائلين وفوجئنا باطلاق النار علي رجال الامن من قبل بعض الخارجين
عن القانون وتم العثور علي اسلحة بيضاء ونارية قاموا باخفائها داخل جسم
كوبري اكتوبر وكانت موقعة بين الامن وهؤلاء الباعة تمكن الامن خلالها من
ازالة كافة الباعة الجائلين وتم احاطة الميدان بسيارات وقوات الان المركزي
لمنع عودتهم مرة اخري ولكن اذا كان هذا هو الحل في كل ميادين مصر فكم نحتاج
من اعداد القوات لتطهير كل هذه الميادين لذلك فان كل اجهزة الدولة لابد ان
تشارك في القضاء علي ظاهرت الباعة الجائلين لانها ليست مشكلة امنية فقط
بالاضافة الي ضرورة تعاون المواطنين بعدم التعامل مع الباعة في الميادين
لان المواطن العادي في المتضرر الاول من التكدس والارتبكات المرورية التي
تحدث في الميادين التي يحتلها الباعة الجائلين