00كيف تبدأ القصة00؟
انها تبدأ دائما نفس البداية 00تبدأبهذا الشعور العجيب 00هل احسست ابدا بأصوات فى رأسك ؟؟ اصوات وقع اقدام تسير جيئة وذهابا على رأسك ؟؟
انه هذا الشعور العجيب 00هذه هى البداية دائما00وانت لا تستطيع ان ترى هذا الشيء الذى يسير00لانه فوق رأسك00ولا تستطيع ان تمسكه 00لانه ماكر00مراوغ ..ولكنك تحس به 00وتشعر بوقع اقدامه على رأسك 00جيئة وذهابا 00وذهابا وعودة 00انه ماكر جدا 00هذا الشىء 00اذا تجاهلت وقع خطواته ولم تلق اليها بالا 00فهو ينزلق الى رقبتك 00ويظل يهمس فى اذنك 00انه ماكر 00ولكنك لا تراه 00فقط تحس به 00شىء دقيق 00بارد يدب فى رأسك 00اقدامه لينة فأنت لا تحس بها 00ولكنك فيما بعد 00عندما يذهب تستطيع ان تشاهد اثاره على رقبتك 00وتستطيع ان ترى اثار مخالبه 00الدامية انه يظل يهمس فى اذنك وانت لا تريد ان تستمع 00لانك لو استمعت اليه 00فقد ضعت 00ووجب عليك ان تطيع 00انه ماكر هذا الشيىء شرير00ولكنه عاقل00وهو يعرف كيف يهددك 00ويخيفك اذا جرؤت على مخالفته ولكم حاولت 00حاولت كثيرا الا اسمعه 00والا اطيعه ولكنى لم استطع واجد نفسى فى النهاية مرغم على الاستماع اليه 00وطاعته 00
وطالما انا لا اخالفه 00فالحياة بيننا هادئة 00فهو يعرف ايضا كيف يعد ويفى بوعده دائما 00
ان الناس تحسب انى فقير00لانه ليس معى نقود ولانى اعيش وحدى 00فى كوخ حقير 00وعند نهاية المستنقع ولكنى لست فقيرا فقد اعطانى ما اشتهى 00فبعد ان اطيعه واعطيه ما اريد 00يأخذنى بعيدا 00بعيدا عن نفسى 00لعدة ايام 00وهناك اماكن كثيرة يمكن ان يأخذنى اليها 00اماكن ابعد كثيرا من عالمنا هذا 00ان الناس تضحك منى وتقول انى وحيد 00بلا اصدقاء 00وبنات المدينة اعتدن على ان ينادين على باسم "الغراب الوحيد "ولكنى لا اهتم باحداهن انه دائما يعطينى ما اشتهى 00وكثيرا ما احضر لى اجمل النساء 00والبنات لى وحدى 0000اوهام؟!؟!؟!؟00لا اعتقد 00الاوهام حياتكم انتم 00وحياتى انا فى هذا الكوخ 00عند نهاية المستنقع قد تكون اوهاما 00ولكن الحياة الاخرى التى يأخذنى اليها 00هى الحقيقة 00
ان شيئا لا يهمنى من حياتكم انتم 00حتى ولا القتل لقد قتلت كثيرا 00فهذا هوما يريده " اينوش"واينوش هو هذا الشىء المرعب الذى يعيش على رأسى 00وهذا هو ما ظل يهمس فى اذنى حتى اطيع 00اقتل 00اقتل 00اقتل00ولقد كرهت هذا اولا 00كرهت ان اطيع 00وقاومت كثيرا 00وحاربته 00ولكنى كما قلت لكم لم استطع ابدا ان اخالفه 00انه يريد ان اقتل 00ان اينوش هذا الشيء الذى يعيش على رأسى يريدنى ان اقتل لاجله 00انا لا اراه 00ولا استطيع ان امسكه بيدى 00ولكنى فقط احس به 00اسمع همسه 00ولا استطيع الا ان اطيعه 00وهو يتركنى احيانا الى بضعة ايام 00ثم فجأة احس به 00هناك يخرفش بأقدامه على رأسى 00واسمع همسه واضحا 00ويحدثنى عن شخص قادم خلال المستنقع وانا لا اعلم كيف يتسنى له معرفة ذلك فهو لم يرهم ابدا 00اولئك الناس القادمين عبر المستنقع ولكنه يعرف دائما بمقدمهم مقدما 0ويحدثنى عنهم كما لو كان يراهم رؤى العين 00
يوجد شخص قادم 00قصتر وسمين 00وله رأس صلب 00واسمه مايك 00يرتدى سويتر بنى وبنطلون ازرق 00وهو سيظهر بعد بضع دقائق 00عندما تغرب الشمس تماما 00والاحسن ان نختبىء خلف هذه الشجرة ننتظر حتى يبدأ البحث عن خشب لايقاد نار 00وبعدها انت تعرف ماذا يجب ان تفعل 00هيا امسك الجاروف الان 00واحيانا كنت اسأل اينوش عما ينوى ان يفعل 00وان كنت اثق فى وعوده دائما00فهو لا يخطىء ابدا فى التفاصيل التى يهمس الى بها 00
وهوقادر دائما ان يجنبنى كل المخاطر 0ولكنى كففت عن السؤال 00فأنا اعلم جيدا انى طالما افعل ما يريد00فمن الخير ان ابادر الى تنفيذ ما امرنى به دون سؤال 00ولقد بر بوعده دائما 00واخرجنى من المأزق دائما 00الى ان كانت ذات ليلة كنت جالسا وحدى كالمعتاد اتناول عشائى عندما احسست به على رأسى وسمعت همسه فى اذنى "ستأتى فتاة الان – فتاة جميلة وستطرق بابك بعد قليل 00ان رأسها جميلة جدا " ولقد حسبت اولا انه يحدثنى عن احدى تلك الجميلات التى يكافئنى بها من وقت لاخر 00ولكن اينوش كان يتحدث عن امرا اخر 00انها ستأتىالى بابك وتطرقه 00وعندما تفتح ستسألك ان تساعدها فى اصلاح سيارتها – لقد جاءت من الطريق الفرعى لتختصر المسافة 00ولكن عجلة سيارتها تعطلت بالقرب من هنا 00وستذهب لمساعدتها00ولا تأخذ معك اى شىء فستجد كريك فى سيارتها استعمله فى قتلها "
ولقد حاولت ان اقاومه فى تلك الليلة 00وظللت اردد اننى لن اطيعه 00ولن اقتل مرة اخرى 00ولكنه ضحك منى ساخرا 00وهمس فى اذنى بصوت كالفحيح "من الاحسن لك ان افعل ما اريده فى رأسها هى 00وليس فى رأسك انت "
لقد زكرنى اينوش بالعقاب 00ويالهول عقابه 00
فقلت مذعورا 00 "لا يا اينوش00سأطيعك 00سأطيعك " فأنا لا استطيع ان اتصو ان يفعل برأسى ما يفعله برؤوس الاخرين 00وبعد قليل دق بابى 00وكما تنبأ اينوش 00وجدت شقراء وجميلة بالباب تماما كما وصفها 00دعوتها للدخول ولكنها اعتذرت وطلبت مساعدتى لاصلاح سيارتها المعطلة 00سرت معها الى سيارتها كنت احس بسعادة غامرة فأنا احب الشقراورت 00وهناك انتهزت الفرصة و ضربتها على مؤخرة رأسها بالكريك 00كما اخبرنى اينوش تماما 00وجذبت جثتها والقيت بها فى الرمال المتحركة لتبتلعها 00واخذت ازيل اثار اقدامى كما حذلانى اينوش00وكنت حائرا بشأن السيارة 00ولكن اينوش هنا لنجدتى 00فأشار على ان ادفعها حتى المستنقع 00ولكم كانت دهشتى عندما اختفت السيارة فى المستنقع سريعا 00دون ان تترك اى اثر والقيت بالكريك خلف السيارة 00وعندها طلب منى اينوش ان اعود الى البيت مسرعا 00تاركا اينوش ينزلق من على رأسى الى المستنقع ليتناول وليمته 00وكان اينوش قد وعدنى بجائزة خاصة هذا اليوم 00فما ان وصلت الى الكوخ حتى شعرت برغبة شديدة فى النوم 00وسرعان ما استغرقت فيه ولا اعلم كم من الوقت مضى وانا نائم ولكنى استيقظت فجأة 00على وقع اقدام اينوش على رأسى 00فقد عاد وانتظرت جائزتى 00كان اينوش يكافئنى دائما بأحلى مكافأة 00انه يأخذنى بعيدا عن جسدى 00بينما انا مستلقى على فراشى 00احس بجسدى كأنه يطير ويذهب بعيدا 00يقابل اجمل الجميلات00واقضى معهن اوقاتا سعيدة ممتعة 00الى ان انال ما اشتهى 00ثم اعود الى احساسى ووعى مرة اخرى 00الى فراشى فى الكوخ الصغير 00ولكن بدلا من ذلك احسست بأن شيئا قد جرى على غير ما يرام 00وان عاصفة ستهب فى الطريق 00وسمعت طرقا على باب الكوخ 00فجلست فى مكانى مذعورا 00وانتظرت ان يهمس لى اينوش بما يجب ان افعله 00ولكنه كان نائما 00ورغم انى كنت استمتع بحرية دائما عندما ينام 00الا اننى كنت فى حاجة اليه 00واذداد الطرق عنفا فلم استطع الانتظار 00وفتحت الباب 00 فوجدتهم بعض الرجال وعلى رأسهم الشريف "شيلى " الذى قال لى "تعال معنا يا سيت 00سنأخذك الى السجن 00"واخذ الشريف يتطلع حولى فى الكوخ بنظرات نفاذة وعندما التقيت اعيننا 00احسست بخوف شديد 00انه لم ير اينوش طبعا فلا يستطيع مخلوق ان يراه 00ولكنى كنت اود دائما لو استطيع رؤيته وهو نائم فوق جمجمتى 00كطفل صغير برىء نائم فى مهده 00واستطرد المفتش قائلا 00لقد شوهدت "اميلى روبنز "متجهة بسيارتها فى الطريق الفرعى المختصر الذى يلف بجوار المستنقع واستطعنا ان نتبع اثار السيارة حتى " الرمال المتحركة" حيث فقدنا اثرها 00فاحذرك ان تقول شيئا من شأنه ان يدينك 00والان 00هيا معنا يا"سيت"
..تطيع ان افعل ؟؟00ماذا استطيع ان افعل؟؟00واينوش نائم لم يستيقظ بعد 00وذهبت معهم 00فلم يكن هناك مفر من ذلك 00وذهبناالى المدينة رأسا 00وهناك تجمهر الناس حولنا 00وكانوا فى هياج شديد 00يريدون ان يشنقونى فورا 00ولكن الشريف شيلى استطاع ان يحول دون وصولهم الى واقتادنى الى مركز الشرطة 00واودعنى فى الزنزانة 00
وكانت الزنزانة التى حبسنى فيها هى الوسطى 00وعن يمينى ويسارى زنزانتين 00خاليتين 00وهناك 00تركونى وحدى00وحدى مع اينوش الذى ظل نائما وفى الصباح ذهب الشريف مع بعض الرجال الى المستنقع لمحاولة انتشال جثة المراة 00اذا استطاع ذلك 00ولم يسألنى الشريف اى سؤال قبل لن يذهب 00وترك لحراستى مساعده شارلى بونز 00وكان هذا الاخير فضوليا كثير الاسئلة ..فذهب اولا واحضر لى افطارا ثم اخذ يحوم حول زنزانتى وهو يوجه لى العديد من الاسئلة 00ولم استطع الاجابة عليه 00فلو انى حدثته عن اينوش لما صدقنى 00لهذا اثرت الصمت 00واخذت استمع اليه فأخذ يقص على كيف بدأ البحث عن اميلى روبنز 00وكيف ان اختفاءها قد استرعى الانظار الى الحوادث السابقة 00اختفاء اشخاص كثيرين بقرب المستنقع 00ثم ابلغنى انه ستكون هناك قضية كبيرة وان النائب العام سيشرف على الاستجواب وانهم قد طلبوا احد الاطباء ليكشف على 00ولم اكد انتهى من الافطار 00حتى جاء الطبيب 00ورأه شارلى من النافذة فأخذه الى مركز الشرطة دون ان يسمح لاحد من الجماهير الغاضبة المتربصة فى الخارج من الدخول00
وكان الطبيب قصيرا 00له لحية صغيرة مضحكة فى اسفل ذقنه 00وكان اسمه الدكتور "سيلفر سيث"وجلس الطبيب امامى خارج الزنزانة00وحتى تلك اللحظة00كان كل شيء يبدو كأنه حلم 00حتى قتل الفتاة00القبض على 00وكلام الشريف شيلى وكلام شارلى بونز حتى الغوغاء الذين يريدون قتلى كل هذا كان يبدو كحلم رهيب 00ولكن عندما جلس الطبيب امامى عرفت فيه الطبيب الذى اراد ايداعى الملجأ وانا طفل بعد ان وجدوا امى 00قتيلة00
كان اول ما حدثنى به الطبيب00هو امى 00وكان يبدوان هذا الطبيب"سيلفر سميث"يعرف عنى اشياء كثيرة مما يسر لى الحديث معه00
واطمئنت نفسى اليه 00ووجدتنى افيض فى الحديث معه 00
حدثته عن حياتى مع امى فى الكوخ 00وكيف كانت تصنع التعاويذوتبيعها 00وحدثته عن القدر الكبير الذى كانت تجمع فيه بعض الاعشاب الغريبة كل ليلة وتشعل تحتها النار وتقوم ببعض الطقوس 00وحدثته عن الليالى التى كانت امى تتركنى فيها وحدى 00وتذهب00لاسمع فى غيابها اصواتا غريبة مخيفة من بعيد 00ولم اكن فى حاجة لاخبره بالمزيد00فقد كان يعلم ماذا اطلق الناس على امى 00لقد سموها الساحرة 00وكان يعلم ايضا كيف ماتت 00ذات ليلة عندما جاء"سانتو دينوريللى "الى الكوخ وخنقها لانها باعت لابنته تعويذة مسحورة جعلتها تهرب من بيت ابيها مع متشرد كانت تحبه 00كان الدكتور "سيلفر سميث"يعرف اشياء كثيرة حقا 00ولكنه لم يكن يعلم شيئا عن "اينوش" الرابط فوق جمجمتى 00النائم فى سكون غير شاعر بما يحدث لى 00
ووجدتنى احدثه عن اينوش واخبره كيف اننى لااقوم بالقتل حقا 00بل شيئا اخر هو الذى يقتل00واخبرته عن الصفقة التى عقدتها امى 00كنت وقتئذن فى العاشرة من عمرى 00وجاءت الى واحدثت قطعا فى يدى ثم اخذت بعضا من دمى فى زجاجة 00وذهبت وحدها الى الغابة ولم تسمح لى بالذهاب معها ولكنها عندما جاءت فيما بعد 00كان معها "اينوش" الشيطان 00الذى سرعان ما اختفى 00ثو احسست به على رأسى 00كما اعتاد ان يكون بعد ذلك واخبرتنى امى انه سيظل معى الى الابد ليعتنى بى ويحقق رغباتى 00وعندما ماتت امى 00اصبح اينوش هو الوصى على 00
وقد اوضحت للطبيب ذلك حتى يستطيع ان يفهم انى لايمكن ان اخالف طلبات اينوش 00
واخذ الطبيب يسألنى طائفة من الاسئلة المخيفة 00متظاهرا بانه يصدق قصة اينوش حقا 00فأخذ يسألنى كيف استطيع ان اسمعه وانا لا اراه 00؟؟وهل اسمع اصوات اخرى غير صوت اينوش 00؟؟وكيف قتلت اميلى روبنز ؟؟وهل اعتديت عليها قبل قتلها ؟؟وهل00؟؟وهل00؟؟
00ماذا يظن هذا الطبيب الاحمق00؟؟هل يحسب انى مجنون 00؟!؟!؟!ولكن عندما بدأ الدكتور يسألنى عن قتل الاخرين 00وماذا صنعت برؤوسهم ؟؟
"فقد وجدوا جميع الجثث بدون رؤوس "
طبعا – لزمت الصمت- واخيرا يئس منى الطبيب وذهب فلم يستطيع ان يعرف منى اسرار امى 00واسرار " اينوش" 00وقضيت معهم معظم فترة الظهر نائما 00وهندما استيقظت كان هناك رجل غريب واقفا امام زنزانتى 00وكان له وجه سمين ضاحك 00وقال الرجل "هالو سيت " هل اغفيت؟؟
فصحت فيه غاضبا " هل ارسلك ذلك الطبيب الاحمق " ؟؟
فضحك الرجل قائلا 00لا طبعا 00ان اسمى كاسيدى –ادرين كاسيدى 00وانا النائب العام 00هل استطيع ان ادخل عندك لاجلس معك 00؟؟!
واخرج المفاتيح من جيبه وفتح الزنزانه ثم تقدم مباشرة وجلس بجوارى وسألته "الست خائفا منى 00؟؟المفروض انى قاتل 00
فأجاب ضاحكا 00" ولماذا يا سيت 00انا اعرف انك لم تكن تنوى ان تقتل احد " ووضع يده السمينة على كتفى فى ود00ونظرت الى الخاتن الماسى الكبير الذى يتألق فى اصبعه 00واحسست نحوه بالصداقة 00وسألنى فجأة00
كيف حال اينوش ؟؟؟
وقفزت مذعوا 00
فقال الرجل مهدئا 00لا تخف 00لقد قابلت الطبيب واخبرنى عن اينوش ولكن يبدو انه لا يفهم 00ولكن انت تفهم وانا فاهم اليس كذلك يا سيت 00وقلت مترددا 00ان الطبيب يظن انى مجنون 00
-بينى وبينك يا سيت ان المسألة تبدو غير معقولة 00حتى انى لم اصدق قصة اينوش فى بادىء الامر ولكنى عائد لتوى من المستنقع ورأيت هناك الشريف شيلى ورجاله 00وقد اخرجوا جثة اميلى روبنز وجثة رجل سمين وجثة طفل صغير 00وبعض الجثث الاخرى 00وعندما شاهدت هذه الجثث بدأت اصدق قصة اينوش 00"فالرمال الناعمة "تحفظ الجثث كما تعلم00ونظرت فى عينيه محاولا ان استشف ما يدور بخلده 00وعندما رأيت نظرته الباسمة 00احسست انى استطيع ان اثق به00
واستطرد النائب العام حديثه 00واعتقد انهم سيجدون جثثا اخرى كثيرة يا سيت اليس كذلك ؟؟00فهززت رأسى موافقا 00
-ولكن لم امكث كثيرا هناك يل سيت 00فقد رأيت الكفاية من الجثث 00لابد ان اينوش هو الذى يدفعك الى هذا 00اليس كذلك00؟؟
فهززت رأسى موافقا مرة اخرى 00
-حسنا 00اننا نفهم بعضنا البعض يا سيت 00ولهذا انا لن الومك 00على اى شيء تخبرنى به 0
-وماذا تريد ان تعرف ؟؟
-امور كثيرة00فأنا مهتم جدا بأينوش 00مثلا 00كم شخصا طلب منك ان تقتلهم ؟؟
- تسعة 00
- وهل دفنتهم جميعا فى الرمال المتحركة ؟؟
- نعم
- وهل تعرف اسمائهم ؟؟
- بعض الاسماء فقط 00ففى بعض الاحيان يخبرنى اينوش بالاسماء واحيانا اخرى يكتفى بان يصف لى الضحايا 00واخبرته باسماء من اعرفهم 00
واخرج النائب العام سيجارا ليشعله 00فاجفلت00فنظر الى متسائلا 00
-الا تريدنى ان ادخن ؟؟
-لا 00ان امى كانت لا تحب ذلك 00وكانت تمنعنى من التدخين 00فضحك الرجل 00واعاد السيجارالى جيبه دون ان يشعله وقال :-
-انك تستطيع ان تعاوننى كثيرا يا سيت00اظنك تعرف ماذا يجب عاى النائب العام ان يفعل 0
-انه كالمحامى كما اظن 00ويحضر المحاكمات00
-نعم00بالضبط00وسأحضر فى محاكمتك يا سيت 00وطبعا انت لا ترغب فى ان تقف فى الحكمة وتقص على كل هؤلاء الناس ماحدث 00اليس كذلك00؟؟
-نعم يا سيدى كاسيدى 00لا ارغب فى ذلك00خصوصا وان سكان هذه المنطقة يكرهوننى 00
-اذا اليك ما يجب ان تفعله 00عليك ان تقص على كل شيء وانا اتولى الكلام نيابة عنك 00ايناسبك ذلك00؟؟
-طبعا00واخذت اقص عليه كل شيء من البداية 00وقد بدا الرجل مهتما حقا00ومندهشا00حتى انه ظل برهة لا يعرف ماذا يقول00
-واخيرا قال 00بقيت مسألة اخيرة يا سيت 00ان جميع الجثث التى وجدناها كانت بدون رؤوس 00فماذا فعلت برؤوس القتلى 00؟؟
-لا اعرف
-لا تعرف00؟؟00كيف00؟؟00
-لانى اترك الرؤوس الى اينوش 00انه لا يريد سوى رأس القتيل 00فبعد ان اقتل يأمرنى اينوش ان اقطع رأس الجثة 00واتركها له ثم ادفن الجسد 00الم تستطيع ان تخمن ذلك00؟؟ان كل ما يهم اينوش هو الرأس 00
وبدت الحيرة واضحة علية 00
-ولماذا لا يريد سوى رؤوس القتلى يا سيت ؟؟
-فأخبرته بالسبب واضغت ان الجثث تفيدهم فى التعرف على اصحابها 00
وجلس الرجل مذهولا وقال00لماذا تسمح لاينوش ان يجبرك على هذا العمل الشنيع؟؟
-يجب ان افعل هذا 00لانى ان لم اقتل فان اينوش سيفعل بى ما كان سيفعله برأس الجثة 00وبدا مستر كاسيدى عصبيا 00عصبيا لدرجة انى عندما لمست يده ابتعد عنى مسرعا 00
وقلت له 00انك ستقص هذه القصة بالمحكمة 00وستوضح للناس جميعا لماذا يجب ان اطيع اينوش00اليس كذلك00؟؟
فهز رأسه نفيا وقال 00انا لن اذكر اينوش فى المحكمة 00ولن تفعل انت هذا ايضا00فاهم00؟؟لن يعرف احدا ابدا ان اينوش موجود00
-ولماذا 000؟؟
-انك خائف من اينوش اليس كذلك 00؟؟ ولكن دعنى اقترح عليك شيئا 00هب انك اعطيتنى اينوش 00نعم الان 00فورا00دعنى ارعاه عنك حتى تتم محاكمتك 00وبهذا لن تكون مجبرا ان تتحدث عنه فلعله لا يريد ان يعرف الناس شيئا عنه 00
-هذا صحيح 00فان اينوش سيغضب جدا اذا عرف الناس بأمره 00انه سر ولكنى لا استطيع لن اعدك بذلك دون ان اسأله 00وهو نائم الان 00
-نائم00؟؟ 00
-نعم00فوق اعلى بقعة فى جمجمتى 00ولكنك لا تستطيع رؤيته طبعا 00وحملق مستر كاسيدى فى رأسى ثم قهقه ضاحكا وقال 00
-لا عليك منى 00انى استطيع ان اشرح له الامر عندما يستيقظ 00وعندما يكتشف اننا فعلنا ذلك لمصلحته فلن يغضب بل ان هذا سيسعده 00وتنهدت قائلا00حسنا ولكن يجب عليك ان تعدنى بأن ترعاه جيدا 00
-طبعا 000طبعا000
-وانك ستعطيه كل ما يطلبه منك 00
-بدون شك00
-وانك لن تخبراحدا اطلاقا بأمره 00
- ولا كلمة لاى مخلوق00
- انت طبعا تعرف ماذا سيحدث لك لو رفضت ان تعطى اينوش ما يريد انى احذرك 00فانه سيأخذ ما يريده منك بالقوة 00
- لا تقلق بالك من جهتى يا سيت 00
وتصلبت فى جلستى 00فقد شعرت فجأة بدبيب اقدام تسير على عنقى وتتجه نحو اذنى 00لقد استيقظ اينوش00وهمست له 00" اينوش 00هل تسمعنى 00؟؟"
وكان ليسمعنى 00فشرحت له الامر برمته فلم ينطق بحرف 00واخذت اهمس له 00اذهب له يا اينوش 00اذهب الى مستر كاسيدى 00
واخيرا اطاعنى اينوش 00واحسست به يغادرنى00ونظرت الى مستر كاسيدى 00فوجدته يقف مذعورا فسألته 00
-هل تشعر بأينوش الان 00؟؟00لقد ذهب اليك 00
-ايه000نعم000نعم000
-احرص عليه00
-بالتأكيد00
-ولا تلبس قبعتك ابدا ان اينوش يكره القبعات 00
-لا تخف يا سيت لقد عاونتنى كثيرا 00الى اللقاء الان ولاتنسى ما اتفقنا عليه 00لا تنطق بحرف عن اينوش فى المحكمة 00وصافحنى مستر كاسيدى 00ثم خرج 00
-وكان قد ذهب عندما اقبل شارلى بونز يدق على قضبان الزنزانة ليقدم لى العشاء 00وصاح فى عندما القيت عليه بتحية المساء 00
-ايها القاتل 00الاثيم 00لقد وجدوا تسع جثث ايها الوحش المجنون00
-لماذا يا شارلى 00لقد كنت اعدك صديقى دائما 00
-اخرس 00اننى ذاهب عنك الان 00وسأغلق عليك باب السجن من الخارج حتى لا يهاجمك الجمهور الغاضب ويقتلك 00وان كان الشريف لا يسمح بذلك 00
-وتركنى شارلى وحيدا 00فأطلقت اصابعى تجوس خلال شعرى 00وكان احساسى عجيبا بدون اينوش 00واخذت اتطلع من نافذة الزنزانة الى القمر المضىء فى السماء 00وانا اتذكر كيف كان اينوش يعشق القمر00وكان ضوء الشمس يشعرة دائما بالسعادة 00والجوع 00فأخذت افكر ماذا يا ترى يفعل اينوش الان مع مستر كاسيدى 00وظللت واقفا لمدة طويلة 00حتى ان قدماى تخدرتا 00عندما سمعت خربشة على باب السجن 00وعندما نظرت خلفى 00كان مستر كاسيدى يفتح باب زنزانتى ويندفع الى صارخا 00"خذه عنى 0000خذه عنى "
-ماذا حدث 00؟؟00
-اينوش00هذا المخلوق الذى يخصك 00لقد كنت احسبك مجنون 00ولكن يبدو انى انا المجنون 00بربك استعد مخلوقك مرة اخرى 00
-ولماذا يا مستر كاسيدى – لقد اخبرتك من قبل كيف سيكون الامر 00
-انه يتجول فى رأسى كيفما يشاء 00انى اشعر به 00بل انى اسمع همسه ايضا
-ولكنى شركت لك كل شيىء يا سيدى00الو تصدقنى 00؟؟ الم اخبرك ماذا يريد 00؟؟ انك تعرف طلبه ويجب ان تنفذه 00
-لا استطيع 00لا يمكن ان اقتل من اجله 00انه لن يستطيع ان يرغمنى على ذلك00
-انه يستطيع 00وسيرغمك00
واصاب كاسيدى ذعر شديد 00وتشبث نقضبان الزنزانة وهو يصيح فى.......
سيت 00انقذنى00ساعدنى بربك00استدعى اينوش00ناديه00اطلب منه ان يعود اليك مرة اخرى00
-حسنا يا سيدى 00وناديت على اينوش00ولم يجيبنى 00وناديت عليه مرة ثانية فلم يرد00صمت تام00واخذ مستر كاسيدى يصرخ 00واذهلنى صراخه اولا 00ولكنى بدأت اشعر بالرثاء له00وقلت له مواسيا 00من الافضل ان تطيعه 00هل اخبرك من يجب ان تقتله00؟؟ولكن مستر كاسيدى لم يكن مهتما بى اطلاقا 00ولا شاعرابوجودى بل اخذ يصرخ ويصرخ واخيرا اخذ مفاتيح الزنزانة وفتح الزنزانة المجاورة لى وحبس نفسه فيها 00واغلق الباب بالمفتاح وصياحه يزيد00
-لا لن اطيعهه 00لن اقتل من اجله00
-فقلت متسائلا 00لن تقتل من ؟؟
-لن اقتل الدكتور 00ان اينوش يريدنى ان اقتل الدكتور سيلفر سميث انه يريد رأس الطبيب ولكن لن اطيعه 00هذا الوحش 00هذا الشيطان00سأحبس نفسى هنا 00انى بمأمن من همسه فى هذه الزنزانة 00وتطلعت اليه من خلال القضبان التى تفصل زنزانتنا 00فوجدته جالسا فى ركن الحجرة00مكوما على نفسه ويديه الاثنين تفتشان فى رأسه عن شىء انا متأكد انه لن يستطيع لمسه ولا امساكه 00
احسست بالشفقة عليه فقلت اناشده 00بربك اسرع يا مستر كاسيدى لابد ان تطيع اينوش فبل فوات الاوان 00والا00سيفعلها معك00
ولكنه لم يرد 00وبدا انه قد اغمى عليه 00وعندما افاق بعد فترة 00وجدته يجلس صامتا تماما00وبدون حراك00فماذا عساى ان افعل 00لا املك الا ان اجلس حيث انا فى ركن زنزانتى المظلم 00انظر الى مستر كاسيدى فى ضوء القمر الساطع واراقبه 00واتخيل ما يفعله ضوء القمر فى اينوش وكيف يجعله متوحشا 00وفجأة بدامستر كاسيدى يصرخ ليس بصوت مرتفع 00انما يصرخ من حنجرته ولم يحرك ساكنا 00فقط00اخذ يطلق الصرخات المكتومة من حنجرته00وكنت اعلم ان اينوش هو سبب ذلك 00وانه يأخذ منه ما يريد 00واخذت اشاهد هذا المنظر المؤلم 00وانا لا اتمالك نفسى 00واخذت اسد اذناى حتى لا اسمع هذه الحشرجة 00التى تنبىء بعذاب هائل 00
ولكن لم استطع وسمعت صوت شبيه بصوت الفأر عندما يقرض شيئا 00فنظرت ثانية ناحية مستر كاسيدى 00وكان كما هو00جالس لا يتحرك فى مكانه 00جاحظ العينين فى ذعر 00ولولا هذه الحشرجة التى يطلقها 00لحسبته ميتا00ومن داخل رأسه 00كنت اسمع صوت اينوش وهو يأكل 00ان وليمة اينوش المفضلة هى مخ الانسان انه يظل يقرض عظام الجمجمة ثم يهشمه حتى يصل الى المخ سعيد بوليمته 00
وكنت انا ايضا سعيدا 00وناديت اينوش 00
ولعلها المرة الوحيدة التى استطعت ان اراه فيها 00فمن مؤخرة رأس كاسيدى من الجزء المهترىء الذى ينزف دماء حيث كان اينوش يتناول وجبته الشهية 00استطاعت عيناى ان تلمحا فى الظلام 00بقعة صغيرة من الضوء الاصفر الشفاف تطير لتستقر فوق رأسى 00
وعدت للشعور باينوش 00
فمددت يدى واخذت المفاتيح من جيب كاسيدى 00وفتحت الزنزانة 00وانطلقت الى الخارج حرا مرة اخرى 00
وعندما احتوانى الطريق00واحسست بمخالب اينوش الناعمة وهى تتشبث برأسى 00عرفت ان كل شيئا عاد كما كان 00
وسرنا 00اينوش وانا سعداء بضوء القمر 00وضحكاته المرحة ترن فى اذنى
تمت