يقصد بالإنضاج الصناعي:
تنشيط العمليات الفسيولوجية والحيوية المختلفة التي تؤدى إلى نضج الثمار
عند بلوغها مرحلة اكتمال النمو ، وتحدث في الثمار التي تنضج صناعيا تغيرات
مشابهة للتغيرات الطبيعية التي تؤدى إلى نضج الثمار فسيولوجيا إذا ما تركت
على الأشجار
والإنضاج الصناعي يعمل على تنشيط الإنزيمات المتعلقة بنضج الثمار مثل
أنزيمات الأميليز والستارش فوسفورليز التي تعمل على تحويل النشا إلى سكر
واكتساب حلاوة الطعم وكذلك الأنزيمات التي تحول البروتوبكتن غير الذائب
إلى بكتين ذائب مما يؤدى إلى لين الثمار وكذلك أنزيم التانيز الذي يحلل
التانينات فيختفي الطعم القابض، كما يعمل إنضاج الثمار على تنشيط أنزيمات
الأكسدة والتنفس وغيرها من الأنزيمات التي تؤدى إلى حدوث تفاعلات
فسيولوجية تجعل الثمار صالحة للأكل.
أغراض الإنضاج الصناعي:
1. التسويق المبكر للحصول على أثمان مرتفعة حيث يؤدى الإنضاج الصناعى إلى التبكير فى تسويق المحصول بنحو من 10الى 15 يوماً.
2. إمكان شحن الثمار بعد اكتمال نموها مباشرة حيث تكون أكثر تحملا لعمليات
التجهيز والشحن، وفى محطات الوصول يمكن إنضاجها صناعيا مثل ثمار المانجو،
الأفوكادو، الطماطم.
3. تنظيم عمليات العرض والطلب حسب حاجة السوق والمحافظة على مستوى الأسعار
مناسبا. حيث تجرى عملية الإنضاج الصناعي على الثمار بعد إخراجها من
المخازن وقبل التسويق
4. عندما يتعذر جمع الثمار في وقت واحد نظرا لعدم نضجها كما يحدث في ثمار البلح يمكن بالإنضاج الصناعي التغلب على هذه المشكلة
5. بالإنضاج الصناعي يمكن تحسين الخصائص الأكلية لبعض الثمار التي لا تنضج على الأشجار بحالة مرضية كالموز والكاكى والكمثرى.
6. بالإنضاج الصناعي يحدث تجانس نضج الثمار كما أن استخدام الحرارة المرتفعة نسبيا في الإنضاج تقلل من إصابة الثمار بالعفن.
7. المساعدة على فصل اللب عن القشور في ثمار النقل كما في عين الجمل
طرق الإنضاج الصناعي:
أولا- الطريقة الميكانيكية:
وهى من أقدم الطرق المتبعة وتنحصر في إحداث شقوق أو جروح دقيقة بقشور
الثمار فيتعرض لبها للهواء الجوى فتنشط الأنزيمات المتعلقة بالتنفس والنضج
ومثال ذلك: ضرب ثمار البلح بفروع شائكة أو عمل قطوع جزئية في الشماريخ أو
إحداث جروح بأي طريقة أخرى.
ثانياً- الطريقة الكيميائية:
كما يحدث عند معاملة الكاكى بالكحول أو الخل أو بمحلول الجير وكذلك معاملة
البلح بالخل والمحاليل الملحية الباردة أو الساخنة و باستخدام حامض
البنزويك وحامض السليسليك وبنزوات الصوديوم وخلات الصوديوم وخلات
البوتاسيوم وثانى أكسيد الكربون فى إنضاج البلح.
ثالثا- طريقة الحرارة:
وهى من أكثر الطرق شيوعاً وتستخدم فيها الحرارة المرتفعة فى إنضاج الثمار
ويصاحبها رفع الرطوبة النسبية حول الثمار لمنع جفافها وتكرمشها وتجرى بعدة
طرق منها:
طريقة الكمر:
تكمر الثمار فى نخالة أو قش أو تبن أو حشائش جافة فى صناديق أو تغطى
الثمار بورق جرائد أو بقش الأرز لعدة أيام وذلك للاحتفاظ بالحرارة الناتجة
عن تنفس الثمار وكذلك الغازات المتطايرة الناتجة من التنفس وخاصة الإيثلين
مما يؤدى إلى نضجها مثل إنضاج المانجو والقشطة والموز والكمثرى خاصة
بالمنازل.
طريقة المواقد:
تستخدم المواقد الفحمية ومواقد الكيروسين داخل غرف الإنضاج أو تسحب
الغازات الناتجة إلى داخل الغرف ويرجع نضج الثمار إلى الحرارة المرتفعة
وغاز الإيثلين الذى ينتج عن احتراق مواد الوقود المختلفة, وتكون الحرارة
المناسبة فى هذه الحالة من 70- 80ف والرطوبة 85% والمدة اللازمة للإنضاج
من 3- 6 أيام.
طريقة الكهرباء:
تستخدم الكهرباء لرفع درجة حرارة الإنضاج مع التحكم فى درجة الحرارة ونسبة
الرطوبة الملائمة حيث تكون الحرارة من 16-20°م والرطوبة من 90-95% وهى
مستخدمة الآن فى كثير من الدول.
رابعا- طريقة الغازات:
وفيها تستخدم الغازات الهيدروكربونية غير المشبعة بنسب خاصة فى إنضاج
الثمار كالإيثلين والإيستيلين وذلك بإضافتها إلى جو غرف الإنضاج والتلوين
حيث ترص فيها الثمار قبل معاملتها بالغاز وتنظم فيها درجة الحرارة
والرطوبة النسبية حسب نوع الثمار وتعمل هذه الغازات على اختزال اللون
الأخضر وتنشيط الإنزيمات المتعلقة بعمليات النضج والتنفس.
الإنضاج باستخدام غاز الايثلين: وهناك طريقتان هما
الأولى : تسمى بالنظام المتقطع السريع
الثانية: وتسمى بالنظام المستمر أو البطئ
الإنضاج باستخدام غاز الاستيلين:
وهو غاز هيدروكربونى غير مشبع
و يؤدى إلى نضج الثمار كالإيثلين ويستعمل بتركيز 1: 1000 وتكون الحرارة 65
– 73 ف والرطوبة النسبية 80-95% وتستخدم هذه الطريقة فى إنضاج الموز
والكاكى وتلوين الموالح مع مراعاة تجديد الغاز كل 12 أو 24 ساعة وتهوية
غرف الإنضاج لمدة ساعة، وتتراوح المدة اللازمة للإنضاج بالإيثلين 2-5
أيام، وقد يكتفى أحياناً بتنشيط الإنزيمات بتعريض الثمار للغاز لمدة 12
ساعة ثم نقلها للهواء الجوى وتركها فيه حتى يتم النضج.
خامسا- الإنضاج بالهرمونات:
وهى من الطرق الحديثة, وفيها تعامل الثمار قبل قطفها أو بعد القطف ببعض
منظمات النمو بتركيزات قليلة معينة حيث تعمل هذه المادة على تنشيط إنزيمات
النضج وإسراع التحولات المختلفة التى تؤدى إلى صلاحية الثمار للأكل.
ومن أمثلتها
- استعمال مادة النفثالين استيك أسد (naa) : وقد وجد أنه لا يؤثر على ثمار
الموالح ولكنه يؤثر على ثمار الحلويات كالتفاح ويستخدم بتركيزات مخففة
جداً حيث يعمل على زيادة سرعة التنفس مما يؤدى إلى تبكير النضج كما يقلل
من تشق الجلد أثناء التخزين.
تأثير الغازات على الثمار:
1- تحول الثمرة من الصلابة إلى الليونة المطلوبة للاستهلاك ويحدث ذلك
نتيجة تحول البروتوبكتين المسبب للصلابة إلى البكتينات الذاتية التى
تعطيها مظهر الليونة المطلوبة ويرجع ذلك إلى تنشيط هذه الغازات لإنزيمات
البروتوبكتيز والبكتيز.
2- تحول الثمرة من قليلة الحلاوة إلى ثمرة حلوة ويحدث ذلك نتيجة تحول
السكريات الثنائية أو العديدة إلى سكريات أحادية بسيطة التركيب وهى
المسببة للطعم الحلو بالثمار.
3- تتحول الثمار النشوية الطعم إلى ثمار حلوة المذاق وذلك لتحول النشا إلى
سكريات أحادية فيختفى الطعم النشوى ويظهر الطعم الحلو كما فى الموز
والتفاح والكمثرى وذلك نتيجة لتنشيط أنزيمات الأميليز والاستارش
فوسفوريليز المسئولة عن هذه التحولات.
4- اختفاء الطعم القابض فى الثمار كما فى الكاكى وبعض أنواع البلح وذلك لتحول التانيتات المسببة لطعم القابض إلى سكر جلوكوز
5- اختفاء اللون الأخضر بالثمار وتحوله إلى اللون الأصفر أو الأحمر كما فى
الكمثرى والموز والمانجو وذلك لتنشيط أنزيم الكلوروفيليز المسئول عن تحلل
الكلوروفيل واختفاء اللون الأخضر فتظهر الصبغات الأخرى الملونة.
التلوين الصناعى
ويقصد به إزالة اللون الأخضر وإظهار الألوان الأخرى المميزة للثمار والتى
تكون مختفية نتيجة لوجود مادة الكلوروفيل. وتتلون الثمار التى يتم إنضاجها
صناعيا, أما الثمار التى لا تحتاج إلى إنضاج صناعى فقد تجرى عليها عملية
التلوين الصناعى لتحسين لونها حيث تكون الثمار فى هذه الحالة ناضجة
فسيولوجيا وصالحة للأكل إلا أنها تظل خضراء اللون ولا يكتمل تلوينها لظروف
بيئية مما يعيبها تجاريا أو قد يرتد إليها اللون الأخضر مرة أخرى.
تلوين ثمار الموالح
وجد أن ثمار الموالح المبكرة النضج تصل إلى مرحلة الصلاحية للأكل قبل أن
يكتمل اختفاء اللون الأخضر حيث يظل الكلوروفيل بالقشرة الخارجية للثمار.
أو قد يرتد اللون الأخضر ويعود للظهور مرة ثانية فى بعض أجزاء الثمرة خاصة
فى ثمار البرتقال الفالنشيا والتى تخزن على الأشجار لعدة أشهر وتسمى تلك
الظاهرة بالارتداد ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الجو المحيط أو عدم
وجود اختلاف واضح بين درجة حرارة الليل والنهار وقد تم معالجة الثمار المخضرة باستخدام غاز الإيثلين بالطريقة المنقطعة أو المستمرة.
يتبع