فودافون
لم تكن شركة فودافون تتخيل أن يكون رد الفعل على حملتها الدعائية الجديدة هو الهجوم عليها وعلى غيرها من شركات الاتصالات الآخرى موبينيل واتصالات، بسبب قطعهم للاتصالات أثناء الثورة يوم جمعة الغضب الأولى 28 يناير.
فبعد إطلاقها لحملة" شكرا" التى جاءت لتشكر كل فرد يقوم بعمل جيد وتشجيع عملائها على إبداء التقدير والشكر للآخرين قوبلت الشركة بهجوم المصريين على تويتر الذين أثار حفيظتهم شعار الحملة "شكرا" فقرروا شن حملة مضادة حملت نفس الاسم "شكرا فودافون" انتقدوا من خلالها موقف الشركة من قطع الإتصالات أثناء الثورة والتسبب فى وفاة بعض الشهداء وانعدام القدرة على التواصل بين المصريين وذويهم للاطمئنان عليهم.
وسرعان ما طالت دائرة الهجوم الشركات الأخرى موبينيل واتصالات، حيث قوبلت الشركات الآخرى أيضا بموجة من الانتقادات ولم يتوقف، الأمر عند حد الهجوم على الشركات الثلاث بسبب قطعها للاتصال بل امتد أيضا لانتقاد خدماتها المقدمة لعملاءها .
كما دشن أحد النشطاء دعوة على موقع الفيسبوك للتواصل الاجتماعى لغلق الهواتف المحمولة لمدة ساعة يوميا من السادسة وحتى السابعة مساء طوال شهر رمضان بعنوان "شكرا لكل شبكات الاتصالات في مصر على قطع الاتصالات في جمعة الغضب" وكتب فيها عرض المصريين لكل شركة المحمول لآخر رمضان، حنقفل التليفونات ساعة كل يوم عشان نقولكم شكرا على مساعدتكم على قتل الثوار يوم 28 يناير ، وشكرا على تسجيل المكالمات ومساعدة أمن الدولة.. شكرا على التسبب في موت أهالي كانت بتدور على ثانية واحدة تكلم فيها ابنها.. شكرا على حرمانكم لشهيد أنه يكلم أهله قبل مقتله ..شكرا على الخيانة والتواطؤ.. شكرا لكل شركات الاتصالات مش فودافون لوحدها".
وقد تجاوب رسام الكاريكاتير العالمى كارلوس لاطوف مع الحملة التى شنها المصريون على تويتر فقام بإهداءهم رسومات تعبر عن التأثير السلبي لقطع الاتصالات قاموا بجعل أحدها شعارا للحملة .
وعلى تويتر توالت تعليقات المصريين التى تشكر أو بالأحرى تهاجم الشركات الثلاثة ومن بين تلك التعليقات :
- أنا مش عارف الواحد يشكركم على إيه، على السرقة كل شهر، ولا خدمة العملاء الزفت، بجد شكرا.
- هو الناس اللي بتقول مالهمش ذنب فقطع الاتصالات عشان أوامر شايفين الظابط اللي شد الزناد مالوش ذنب في قتل الناس عشان أوامر؟
- أول شــريحــة فودافون تتــكســر .. شكرا على دماء 800 شهيد كان نفسهم يتصلوا بالإسعاف
- شكرا.. لما توفي اخويا الشهيد ثروت سيد جلال معرفناش غير تاني يوم منكم لله وحسبي الله ونعم الوكيل.
- شكرا لأني مشيت من قصر النيل لحد المهندسين أقرب مستشفي وأنا بنزف عشان معرفتش اتصل بحد أثق فيه أركب معاه.
- إن شاء الله ح يكون فيه شركة رابعة وح نقولكم شكرا كبيرة قوى.
- شكرا انكم اديتوني جايزة ولما رحت استلمها لقيت كل كلامكم كدب وبتلبسوني في الحيط واللي مكتوب عن الجايزة مش هو الحقيقة
- شكرا على كل الشهداء اللي عضمهم اتكسر ودمهم ساح وما معرفوش يطلبوا الإسعاف
- شكرا علشان كل واحد كان بيموت ونفسة يتصل يودع أمه ويقولها تسامحه"
- شكرا لأني وقت الثورة كنت في السعودية ومش عارف اوصل لأمي أو أخواتي في مصر و كان أطول يوم عدى عليا في حياتي
- أحب أشكر فودافون على إني يوم جمعة الغضب ما قدرتش أعرف أخويا عايش ولا ميت بعد موقعة قصر النيل وعشت أصعب ساعات في عمري
-شكرا لحرمان 800 أسرة من الفطار مع أولادهم فى رمضان ,, مكالمة للإسعاف كانت تنقذ حياتهم ,,, لكن أسيادكم أمن الدولة ما وافقوش
- أشكر فودافون انها في سنة 2008 سربت ارقام نشطاء من المحلة لامن الدولة علشان يتم رصدهم ويتقبض عليهم
وربما كان أصعب التعليقات التى تداولها المصريون عبر تلك الحملة هو مشاركة هبة المهدى التى توفى والدها الذى كان وحده وقتها إثر أزمة قلبية ولم يتمكن من طلب المساعدة من أى شخص " شكرا فودافون وموبينيل اللى قطعوا الاتصالات وساعدوا ان والدى جاتله أزمه قلبيه وهو لوحده ومعرفش يستنجد بحد وتوفى" وتلفت هبة تعازى ومواساة من عدد كبير من المشاركين فى الحملة، وتم إعادة تبادل مشاركتها من قبل أكثر من مائة مستخدم على تويتر حتى نصحها بعضهم بمقاضاة الشركة .
ورأى البعض تلك الحملة دون جدوى الآن معتبرين أن الأهم هو تفعيل حملة أخرى للمطالبة بتعديل قانون الاتصالات لافتين انتباه المستخدمين إلى ما اعتبروه ثغرات فى عقودهم المبرمة مع تلك الشركات .
من جانبها لم تقم فودافون مصر بالتعليق على تلك الحملة عبر حسابها على تويتر بل استمرت فى إعادة بث رسائل ومشاركات من عملائها ممن يتابعونها على تويتر تدخل فى إطار حملتها الدعائية الأساسية، حيث كان بعض العملاء يوجهون رسائل شكر وتقدير لأصحاب الفضل عليهم.