الحمد لله الذي أمـر بالبر ونهى عن العقـوق وصلاته وسلامـه على سيدنا محمد الصادق المصدوق وأتباعـه يوم آستيفاء الحقوق
أما بعــد:
فلقد ظهر أنـاس من أهـل زمانــنا لايلتفتون إلى بـر الوالدين ولا يرونـه لازمـاً لزوم الدين ،يرفعون
اصواتهم على الآباء والأمهــات وكأنهم لا يعتقدون طاعتهم من الواجبـات ، ويقطعون الأرحـم التي
أمر - سبحانه - بوصلها في الذكر ،ونهى عن قطعـها بأبلغ الزجـر، وربـما قابلوها بالهجر والجهر .
فرأينــا أن نجمع في موضوعنـا هذا ما تيسر من الآيات الكريمة والأحاديث المأثورة عن أشرف الخلق
حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حول موضوع الوالدين وبرهما وعقوبة عقوقهما .
لتتنبه الغافلـة وتتذكـر الحازمــة.
عسى الله أن ينفعنا وإياكن بهذه التذكرة الطيبة ،والله نسأل أن يجعلنا من البارات بوالدينـاوأن يكون هذا
البر بابا لدخول أعـالي الجنــان.
الآثــار الواردة حول بر الوالديــن
قال الله تعالى " ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن آشكر لي ولوالديك وإلي المصير(14)وإن جاهداك على أن لا تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا(15)" (الآيتان 14 و15 من سورة لقمان.)
قال الله تعالى "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا" (النساء: الآية36)
وقال تعالى "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريماً (23)وآخفض لهما جناح الذل من الرحمـة وقل ربي آرحمهما كما ربياني صغيرا (24)" (الاسراء: الآية23 و 24)
الآثار الواردة في السنة المطهــرة
روى محمد بن آسماعيل البخاري ومسلم وأبو داوود -يزيد بعضعهم على بعض- قال: قال عبد الله بن مسعود:سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟
قال: " الصلاة في وقتها " قلتُ :ثم أيُ؟
قال : "ثم بر الوالدين " قلتُ: ثم أيُ؟ قال: " ثم الجهاد في سبيل الله "
أخرجــه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم.
روى أبو هريرة قال :جاء رجل فقال : يارسول الله : من احق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : "أمك" قال : ثم من ؟ قال : "أمك"، قال :ثم من؟ قال : " أمك" ،قال : ثم من ؟ ، قال : "ثمـ أبوك"
أخرجه البخاري ومسلم وآبن ماجة .
ومن صحيح مسلم أن رجلا أقبل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم،فقال : أبايعك على الهجرة والجهاد ، ابتغي الأجر من الله
قال : " فهل من والديك حي؟ " . قال : نعم، بل كلاهما .
قال : " فتبتغي الاجر من الله " . قال : نعم
قال : " فآرجع إلى والديك فأحسن صحبتهما "
أخرجه مسلم والبيهقي في الكبرى والشعب
ويُروى " ففيهما فجاهد "
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي وغيرهم