الاحتفالات بدأت في جنوب السودان، والشمال يعترف رسمياأصبحت "جمهورية جنوب السودان" احدث دولة في العالم بعد ستة أشهر من استفتاء على ذلك بموجب اتفاق سلام ابرم عام 2005 وأنهى عقودا من حرب اهلية.
وقد وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى مطار العاصمة جوبا ليكون من بين العديد من قادة العالم الذين وفدوا على المدينة لحضور احتفالات الاعلان الرسمي عن قيام الدولة.
ومن بينهم أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي رحب باستقلال الدولة العضو 193 في المنظمة، وقال لدى وصوله الى مطار جوبا "شعب جنوب السودان حقق حلمه. الأمم المتحدة والمجتمع الدولي سيبقيان الى جانب جنوب السودان".
كما يحضر ثلاثون زعيما افريقيا الاحتفال بميلاد الدولة المستقلة الرابعة والخمسين في قارتهم. وكذلك ايضا وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولين باول والمندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة سوزانا رايس وقائد القيادة الإفريقية في الجيش الأمريكي الجنرال كارتر هام.
ويقول ويل روس مراسل بي بي سي في جوبا إنه تم تنحية مشاكل البلاد جانبا للاحتفال بإعلان الاستقلال.
ونزلت حشود غفيرة الى شوارع جوبا عاصمة الدولة الجديدة. وهتفت الجموع "نحن احرار". "وداعا ايها الشمال".
واضاءت العاب نارية سماء المكان في وقت جاب السائقون شوارع المدينة رافعين اعلام السودان الجنوبي ومطلقين العنان لابواق سياراتهم.
ويشمل برنامج الاحتفالات عروضا عسكرية وصلوات وحفلات ورفع علم جنوب السودان كما سيوقع اول رئيس للبلاد سلفا كير بالاحرف الاولى على الدستور الموقت.
وتم الاعلان عن قيام الدولة بمراسم احتفالية هادئة وذلك في موقع ضريح جون غرنغ، الزعيم السوداني الجنوبي الذي قتل في سقوط طائرة هليوكوبتر في عام 2005، بعد اشهر فقط من انتهاء التفاوض على اتفاقية السلام التي مهدت السبيل لقيام الدولة الجديدة.
ويتلو جيمس واني إيغا رئيس برلمان الدولة الجديدة إعلان الاستقلال صباح السبت، يتم بعدها إنزال علم السودان ليرفع علم السودان الجنوبي.
وقد اصبح السودان الجنوبي دولة مستقلة رسميا ابتداء من اول دقيقة من التاسع من يوليو/تموز، دولة ولدت نتيجة صراع طويل افضى الى اتفاقية سلام انهت عقودا من الحرب الاهلية ازهقت ارواح نحو مليوني انسان.
وقد اعلنت حكومة السودان الجمعة اعترافها رسميا بدولة جنوب السودان.
وصوت مجلس الامن على قرار يقضي بتشكيل قوة جديدة في جنوب السودان قوامها 7 آلاف فرد من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بالاضافة الى شرطة مدنية قوامها 900 فرد.
وكانت الخرطوم قد أعلنت أنها لن تجدد تفويضها ببقاء القوات مما دفع الولايات المتحدة إلى المجادلة بوجوب السماح ببقاء ألف من القوات الدولية في جنوب كردفان.
أما القوة الأخرى المختلف عليها في منطقة آبيي فسيتم استبداله بقوات إثيوبية ( 4200 جنديا).
ويقول مراسلنا إن الحفاظ على استقرار الشمال والجنوب مستقرين بعد انتهاء الاحتفالات يشكل تحديا كبيرا.
ويقول محللون إن الأولوية أمام الخرطوم هي التوصل إلى اتفاق يرضيها حول عائدات النفط، حيث أن معظم آبار النفط موجودة في الجنوب. ويتم حاليا اقتسام العائدات بالتسوي.
وتحتفظ الخرطوم ببعض النفوذ حيث أن معظم أنابيب النفط تمر عبر الشمال إلى مرفأ بور سودان على البحر الأحمر.
كما أن مسألة الجنسية لم تحسم بعد وهي من المسائل الشائكة.
وكان البرلمان السوداني قد أصدر مرسوما بسحب الجنسية من جميع الجنوبيين.
وحثت المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين الحكومتين المعنيتين على الحيلولة دون بقاء أي شخص بدون جنسية.