المقدمة
مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الدول العربية بمشرقها ومغربها، فإن اللحم الأبيض الأقل ثمنا يحتل مكانة مهمة في الأسواق خاصة بالنسبة لقطاعات كبيرة من المستهلكين، ومن هنا انتشرت المشاريع المنتجة للدواجن، لا سيما أن الطلب لا يتوقف، ويتزايد سنويا مع النمو السكاني في المنطقة.
وحتى تستطيع أن تقيم مشروعا لإنتاج الدجاج لا بد أن يسبق ذلك دراسة استكشافية لعدة أمور جوهرية، منها: احتياجات السوق وأماكن الكثافة السكانية، والظروف البيئية المحيطة، ونمط المستهلكين، وطرق المواصلات المتاحة، ومواسم الإنتاج وطاقة الاستهلاك ومدى إمكانية الحفظ في ثلاجات. أيضا من المهم معرفة مدى توافر مستلزمات الإنتاج، فضلا عن مدى توقع احتياج السكان وكذلك معدل العائد المتوقع.
وبعد التأكد من هذه العناصر، تستطيع أن تتخذ قرارا بالبدء في مشروع إنتاج الدجاج، وحتى يمكننا مساعدتك
في ذلك، نقدم لك رؤية عامة وأدوات مفتاحية لهذا المشروع، تستطيع أن تأخذها وتطورها لتناسب الواقع الذي تعيش فيه بأسعاره وتكلفته وعوامل إنتاجه ومدى إقبال الناس على المنتج.
الاعداد للمشروع وادواتة
وهي من أبرز مراحل إنشاء المشروع، حيث تقوم من خلالها بتحضير الأدوات اللازمة لبدء عملية الإنتاج، منها: المزرعة والعنبر، والفرشة، والمساقي، والمعالف، والدفايات. ويمكن تعريف كل أداة بتفصيل كما يلي:
أـ المزرعة والعنبر:
من المبادئ الأساسية التي يجب أخذها في الاعتبار عند الإعداد لمشروع إنتاج اللحم من الدجاج.. موقع المزرعة والعنبر الذي سوف يتم تربية الكتاكيت به، وفي هذا السياق هناك عدة مواصفات يجب مراعاتها، وهي:
* يفضل بناء المزرعة في منطقة معزولة، وأن تبعد على الأقل من 1 إلى 2 كيلومتر عن أقرب مزرعة دواجن أو أي منشأة أخرى تمثل عدوى للمزرعة.
* يراعى أن تكون المنطقة جافة، وجوها معتدلا.
* أن يكون في منطقة آمنة مع مراعاة أن تغطي فتحات التهوية بسلك شبكي يمنع دخول الحشرات والطيور البرية.
* قريب من مصادر توريد العلف والكتاكيت.
* توفير وسيلة للصرف.
* يراعى ألا يزيد عرض العنبر عن 12 مترا حتى لا تزداد مشاكل التهوية، وأن تكون هناك مسافة بين العنابر لا تقل عن 15 مترا، بما يسمح بالتهوية الجيدة.
* يراعى أن تمثل فتحات الشبابيك في العنابر المفتوحة ما بين 20 إلى 25% من مساحة الأرضية، وأن تكون الجدران خالية من الشقوق، حتى لا تعطي فرصة لنمو وتكاثر الحشرات.
ب ـ الفرشة:
الفرشة الجافة ضرورة لنمو الكتكوت
بعد الانتهاء من إعداد وتجهيز العنبر بحيث تتوافر فيه المواصفات السابقة يبدأ المربي في إعداد "الفرشة"، وهي الوسط العازل بين جسم الكائن وأرضية العنبر، وتشتمل على ثلاثة أنواع، وهي:
* التبن + نشارة الخشب + قش الأرز.
ويراعي في الفرشة الآتي:
ـ أن تكون نظيفة وليس بها قطع خشب أو مسامير.
ـ أن تكون مستوية.
ـ توفر أرضية (فرشة) من نشارة الخشب بسمك 5 سم صيفا، ومن 7 إلى 10 سم شتاء للكتاكيت والبداري.
ـ عدم زيادة نسبة الرطوبة عن 20 - 30% في الفرشة، حتى لا يزداد احتمال نمو الفطريات مثل الكوكسيديا.
ـ مراعاة إضافة الجير المطفي على الأرضية وتقليبها لتقليل رطوبة الفرشة.
ـ تفضل فرشة النشارة لقدرتها على امتصاص الماء.
ج ـ المساقي :
وهي مصدر الحصول على الماء، حيث يخصص من 10 إلى 12 مسقى لكل ألف طائر، ويراعى أن يتم غسيل المساقي جيدا يوميا قبل ملئها بالماء، وتطهيرها مرة كل أسبوع، وأن يضبط ارتفاعها بحيث توازي ارتفاع ظهر الطائر.
وللمساقي ثلاثة أنواع، وهي:
ـ المساقي المقلوبة:
وهي عبارة عن خزان يملأ بالماء، ثم يوضع على طبق يتدفق إليه الماء من ثقب على ارتفاع 3 سم، ويراعى أن يكون ارتفاع حافة الطبق 5 سم . وهذا المسقى يمكن أن تلبي احتياجات الكتاكيت كالآتي:
ـ مسقى 5 لترات تكفي 100 كتكوت حتى عمر 3 أسابيع.
ـ مسقى 5 لترات تكفي 50 كتكوتا حتى عمر 6 أسابيع.
ـ المساقي المعلقة:
مساقي معلقة في سقف العنبر
وهي عبارة عن ماسورة من البلاستيك يتدلى منها طبق يرتفع إلى 5 سم عن الأرضية يتجمع فيها الماء عن طريق خرطوم متصل بالماسورة، ومركب في نهايتها صمام أوتوماتيكي ينظم مرور الماء، وهذا المسقى يعلق بأحبال في سقف العنبر، وترتفع وتنخفض حسب عمر الطائر، وهي تكفي من 80 إلى 100 دجاجة.
ـ المساقي الأوتوماتيكية الأرضية:
وهي عبارة عن حوض طولي من الصاج المجلفن حتى يتحمل الأدوية والكيماويات والتطهير، ويكون للمسقى صمام أوتوماتيكي يتحكم في ارتفاع الماء ويمكن تغيير الارتفاع تبعا لعمر الطائر.
د ـ المعالف:
وهي أماكن وضع العلف للطيور، وتتكون من نوعين، وهما معالف عادية وأخرى أوتوماتيكية.
- بالنسبة للمعالف العادية فهي نوعان:
- معالف مستطيلة، وتصنع من الصاج بطول من 50 إلى 100 سم واتساع من 7 إلى 20 سم، ولها غطاء أو حاجز معدني يسمح بمرور رأس الدجاجة ولا يسمح بدخول جسمها.
- معالف مستديرة ذات خزان، وهي عبارة عن خزان أسطواني يصنع من البلاستيك، وتتسرب العليقة إلى معلفة على شكل طبق مثبت في قاعدة الخزان وتعلق المعلفة في السقف أو توضع على الأرض، وتكفي المعلفة ذات قطر 40 سم من 35 إلى 40 دجاجة.
- أما المعالف الأوتوماتيكية: فيوجد منها نوعان أيضا، هما:
- معالف ذات سلسلة، وتتكون هذه المعالف من جزأين أحدهما يسمى خزان العليقة: وتكون سعته من 250 إلى 300 كجم عليقة ويكون متصلا بموتور يحرك سلسلة، ويتم التشغيل عن طريق تايمر "timer". أما الجزء الآخر فهو معالف طويلة من الصاج المجلفن عرضها 7سم وعمقها 5سم، ترتفع وتنخفض طبقا للعمر وتجري بداخلها السلسلة المعدنية التي تحمل العليقة بها لا يزيد عن 2سم.
- معالف أنبوبية، وتتكون هي الأخرى من جزأين أحدهما هو خزان العليقة، وهو عبارة عن خزان شبيه بالمعالف الأرضية.
- أنابيب التغذية، وهي عبارة عن أنابيب من الصاج أو البلاستيك يجري بداخلها السلسلة المتصلة بخزان العليقة، ويخرج منها أنابيب فرعية كل 2 سم تفرغ حمولتها في معلفة مستديرة من البلاستيك أو الصاج مثبتة بواسطة حبل في سقف العنبر ويمكن رفعها أو خفضها حسب عمر الطائر.
هـ ـ الدفايات:
لا بد من توفير نظام تدفئة مناسب؛ وذلك لتحضين الكتاكيت، حيث يجب أن تكون درجة حرارة منطقة التحضين من 32 إلى 35 درجة مئوية، ويكون ذلك عن طريق استخدام أحد أنواع الدفايات المناسبة، فمنها ما يعمل بالغاز، ومنها ما يعمل بالكهرباء.
خطوات تنفيذ المشروع
بعد تجهيز العنبر بالضوابط والشروط اللازمة وتوفير الفرشة واختيار نوع المساقي والمعالف ونظام التدفئة، يبدأ المربي في اتخاذ اللازم نحو تنفيذ وتشغيل المشروع، حيث توجد خطوات قبل تنفيذ المشروع وعند بدئه.
أـ خطوات قبل تنفيذ المشروع:
- خطة التربية: يجب أن يضع المربي خطة للتربية، وأن يؤخذ في الاعتبار نوع العنبر وطريقة تهويته وإضاءته ومساحة العنبر كي يعرف عدد الكتاكيت التي يمكن تربيتها، وبالتالي عدد البداري التي يمكن تسويقها، كما يجب معرفة متوسط وزن التسويق للنوع المربَّى لكي يتوافق مع رغبة المستهلك، وأخيرا يجب تحديد مواعيد استلام الكتاكيت.
- اختيار كتكوت التسمين ومواصفاته: يجب أن نبدأ التربية بكتاكيت سليمة صحيا وبمواصفات جيدة وأن يتم اختيار أفضل الأنواع الموجودة للتربية، وإذا تعددت الأنواع الموجودة يجب اختيار أفضلها، وفق مجموعة من الشروط يتعلق بعضها بالحالة الصحية لقطعان أمهات التسمين المنتجة للكتاكيت، ويتعلق البعض الآخر بشروط تتوفر في كتاكيت التسمين نفسها.
* الشروط المتعلقة بقطعان الأمهات:
- يجب أن تكون الكتاكيت الناتجة منها خالية من الإصابة الإسهال الأبيض والتيفود والميكوبلازما.
- أن يكون مستوى المناعة للكتاكيت عاليا ضد الأمراض الفيروسية المنتشرة كالجمبور والنيوكاسل.
- يفضل أن تكون فاقسه من البيض لا يقل وزنه عن 50ـ 52 جم، فهناك علاقة مباشرة بين حجم البيضة وحجم الكتكوت، حيث إن تغير قدره 1 جم في وزن البيضة المعدة للتفريغ، يتبعه تغيير في نفس الاتجاه قدره من 5 ـ 13 جم في وزن الكتاكيت الناتجة عن هذا البيض عند عمر من 6 إلى 8 أسابيع.
* الشروط المتعلقة بكتاكيت التسمين:
كتاكيت تسمين حول أحد المعالف
بعد التأكد من قطيع الأمهات يجب أن تتوفر في كتاكيت التسمين الاعتبارات الآتية:
- متجانسة في الوزن.
- نشيطة منتبهة، لامعة العينين، عالية الحيوية، جلد الساق لامع براق غير جاف.
- غير مشوهة، مع عدم وجود التهاب في منطقة السرة وفتحة المجمع نظيفة غير ملتصقة.
- يفضل أن يكون القطيع ذا تاريخ فقس واحد؛ حيث إن تعدد الأعمار داخل المزرعة يسهل انتقال المرض.
- يحذر تربية قطعان لإنتاج البيض أو تربية أنواع أخرى مثل البط والإوز أو الرومي في نفس المزرعة التي يربى فيها كتاكيت التسمين خوفا من انتقال المرض.
- يجب أن يعتمد المربي على مصدر ثابت وموثوق به للعليقة اللازمة لقطيع التسمين، مع ملاحظة توريد العليقة طازجة باستمرار، كما يلاحظ وصول العليقة قبل وصول الكتاكيت للمزرعة بأسبوع على الأقل، ويمكن في بعض الحالات توفير بعض مكونات العليقة كاحتياط لتأخر وصول العليقة لأي سبب مثل الذرة.
- يجب توفير الأدوية واللقاحات اللازمة لبداري التسمين تبعا للعمر والأمراض المتوقع إصابة الكتاكيت بها.
- يفضل أن توجد سجلات لكل دفعة يبين فيها كل ملاحظات الدفعة من تاريخ الاستلام وحالة الكتاكيت وسجلات للمصروفات والإيرادات.
ب- خطوات عند تنفيذ المشروع:
- تطهير وتجهيز العنبر:
تطهير عنابر التسمين
بعد بيع القطيع يتم تجهيز العنبر لاستقبال الدفعة الجديدة من الكتاكيت؛ لذا يجب مراعاة الآتي:
- رفع المعالف والمساقي وباقي أدوات التربية بعد التخلص من القطيع وبيعه.
- تزال الفرشة الموجودة بالعنبر، ويفضل أن يقوم أحد المشترين باستلامها من العنبر مباشرة ولا ينصح بتخزينها بجانب العنبر لحين بيعها، حتى لا تكون مصدرا لعدوى الدفعة التالية، كما يحذر من تناثر الفرشة أو الريش في طرقات المزرعة أو حول العنابر.
- بعد الإنهاء من إزالة الفرشة يغسل العنبر جيدا بالماء، وتستعمل خراطيم المياه القوية أو موتور رش ذو ضغط عال أو موتور تنظيف بالبخار تحت ضغط عال، ويفضل وضع أحد المنظفات مع الماء "صابون سائل أو مساحيق من المساحيق المعروفة" للمساعدة في إزالة القاذورات التي يصعب إزالتها بالماء.
- بعد جفاف العنبر من عملية الغسيل تبدأ عملية التطهير باستخدام الفورمالين بتركيز 10%.
- إذا كان القطيع السابق قد أصيب بالكوكسيديا فينصح باستعمال أحد المطهرات المبيدة لبويضات الكوكسيديا، حيث يتم رش الأرضية بالملاثيون 1% أو رش 50كجم جير حي + 100جم سلفات الأمنيوم على أرضية العنبر، ثم يرش عليها 500 لتر ماء أو استخدام الصودا الكاوية بمعدل من 1 إلى 2% تذاب في الماء الساخن.
- يفضل إعادة رش العنبر في شهور الصيف بمحلول مبيد للطفيليات الخارجية مثل الملاثيون أو النيجافون بنسبة 0.5%.
- يحذر من خلط مطهرين أو أكثر في نفس الوقت في موتور الرش حيث يمكن أن يحدث بين المطهرات تفاعلات؛ فينتج عن ذلك محلول ليس له تأثير تطهيري، ويجب أن تكون هناك فترة كافية لا تقل عن 24 ساعة بين استخدام أحد المطهرات والمطهر الآخر.
- يجرى تنظيف المساقي والمعالف جيدا بفرشاة خشنة تم تطهيرها بغمرها في حوض به أحد المطهرات المحتوية على كلور أو أمونيوم مثل هيبوكلوريت أو الأيودوفور.
- بعد التطهير يترك العنبر خاليا لمدة من 3 إلى 7 أيام
(للامانة منقول من المشروعات الصغيرة)