في كل دولة شعب...و في كل شعب عائلات كثيرة...و في كل عائلة عدة أسر تتكون بطبيعة الحال من أب مخلص و أم حنون و أبناء متحابون سواء كانوا قلة أو كثر فلابد من أن تلتقي طرقهم في النهاية في خط واحد كونهم إخوة و كونهم يجمعهم أب واحد و أم واحدة
المهم... :
الأسرة هي بحر تصب فيه الأنهار لتلقتي و تمتزج لتصير جميعها بالنهاية ماء واحد مالح لا يختلف بعضه عن بعضه الآخر..لكن الآن انقلب الحال رأسا على عقب و تلخبطت الأمور،صار الأب مشغول بأعماله من جهة و الأم مشغولة بأعمالها المنزلية- إن لم يكن بالهاتف- من جهة و الأبناء مبعثرون كل في جحره من جهة أخرى ثالثة سوداء،و ربما يظل كل واحد فيهم ساعات عديدة بدون أن يرى وجها يبتسم له أو حتى غير الابتسامة من أمور ...
نعم قريبة ربما هي الأجساد لكن القلوب بعيدة تماما فمع مرورالوقت ستجد الشاب يضطر للجوء لما يلهي نفسه به هنا قد تجده اتجه إلى أمور ليس لها داع كارتباطه مع فتاة يبادلها الكلمات لاتي لم يلقاها من أسرته و تحديدا من أبويه،و تجد الفتاة تلجأ لما يلهيها هي أيضا فتلتقي بمن تدعي هي أنه الفارس المنتظر الذي كانت تترقب وصوله منذ زمن بعيد و هذا قد يوصل إلى ما لا يحمد عقباه غالبا...
أعتقد أن الوحدة لها دور كبير في انحراف الشاب أو الفتاة كذلك،فالأسرة جهزت بدون أن تدرك جميع السبل التي تؤدي إلى هذا الانحراف فالأب مشغول بالمال و الوظيفة و الأم مهووسة في الطبخ و الهاتف و الأبناء هم الضحية في النهاية،النت موجود و الهاتف النقال في الجيب و المصروف مكفي و زيادة و الخروج و الدخول من المنزل ما فيها أي مشاكل و كل هذا من غير ضوابط تحكمهم و بالنهاية الأبناء هم الضحية إما لدلع زائد أو حرية شخصية مقنعة (خليــه فري free ) ...
جملة كثير ما أسمعها بوجه يبدو كهذا تقريبا : (دعوه يستمتع فما زال شابا صغيرا...دعوها تستمتع فما زالت فتاة صغيرة) بدأت أشك أن عقولكم أنتم هي الصغيرة التي غير قادرة على استيعاب ما بدا على هؤلاء الزهور لكي تحفظوها كما هي زهرة تنمو على هيأة زهرة لا أن تنمو على هيأة شيء من الأشياء التي لا تستحق الذكر حتى...
بالنهاية أحب أن أوضح أن المسؤوولية و لو جزء منها هي على عاتقك أنت أيها الشاب لكي تكون علما في المستقبل يشار إليه بالبنان و عاتقك أنت أيتها الفتاة لكي تري نفسك فيما بعد مثالا يحتذى بك من قبل الآخرين...