نَسَبَهَا :
هِي الْصِّدِّيقَة بِنْت الْصِّدِّيق عَائِشَة بِنْت خَلِيْفَة رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم أَبِي بَكْر
عَبْد الْلَّه بْن أَبِي قُحَافَة عُثْمَان بْن عَامِر بْن عَمْرِو بْن
كَعْب بْن سَعْد بْن تَيْم بْن مُرَّة ، بْن كَعْب بْن لُؤَي ؛
الْقُرَشِيَّة الْتَّيْمِيَّة ، الْمَكِّيَّة ، الْنَّبَوِيَّة
أَم الْمُؤْمِنِيْن ، زَوْجَة الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ، أَفْقَه نِسَاء الْأُمّة عَلَى الْإِطْلَاق .
وَأُمَّهَا هِي أَم رُوْمَان بِنْت عَامِر بْن عُوَيْمِر ، بْن عَبْد شَمْس ، بْن عَتَاب بْن أُذَيْنَة الْكِنَانِيَّة
وَعَائِشَة مِمَّن وُلِد فِي الْإِسْلَام ، بَعْد الْبَعْثَة
الْنَّبَوِيَّة بِأَرْبَع أَو خَمْس سَنَوَات وَهِي أَصْغَر مِن فَاطِمَة
بِثَمَانِي سِنِيْن ، وَكَانَت تَقُوْل : لَم أَعْقِل أَبَوَي إِلَّا وَهُمَا يَدِيْنَان الْدِّيْن .
وَعِنْدَمَا هَاجَر وَالِدُهَا مَع رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم
- إِلَى الْمَدِيْنَة ، بَعَث إِلَيْهَا بِعَبْد الْلَّه بْن أُرَيْقِط
الْلَّيْثِي وَمَعَه بَعِيْرَان أَو ثَلَاثَة لِلَّحَاق بِه ، فَانْطَلَقْت
مُهَاجِرَة مَع أُخْتِهَا أَسْمَاء وَوَالِدَتُهَا وَأَخِيْهَا .
زَوَاجِهَا مِن الْرَّسُوْل :
وَقَد عَقَد عَلَيْهَا رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم
قَبْل الْهِجْرَة بِبَضْعَة عَشَر شَهْرَا وَهِي بِنْت سِت سَنَوَات ،
وَدَخَل بِهَا فِي شَوَّال مِن الْسَّنَة الْثَّانِيَة لِلْهِجْرَة وَهِي
بِنْت تِسْع سَنَوَات.
وَقَبْل الْزَّوَاج بِهَا رَآَهَا الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم - فِي الْمَنَام ، فَقَد جَاءَه جِبْرِيْل عَلَيْه الْسَّلَام وَهُو يَحْمِل صُوْرَتِهَا إِلَيْه وَيَقُوْل لَه : ( هَذِه زَوْجَتُك فِي الْدُّنْيَا وَالْآَخِرَة ) رَوَاه الْتِّرْمِذِي وَأَصْلُه فِي الْصَّحِيْحَيْن .
وَعَن عَائِشَة - رَضِي الْلَّه عَنْهَا - قَالَت : قَال رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم - :
( أُرِيْتُك فِي الْمَنَام ثَلَاث لَيَال ، جَاءَنِي
بِك الْمَلَك فِي سَّرْقة مَن حَرِيْر ، يَقُوْل هَذِه امْرَأَتُك ،
فَأَكْشِف عَن وَجْهِك فَإِذَا أَنْت هِي . فَأَقُوْل إِن يَك هَذَا مِن
عِنْد الْلَّه يُمْضِه )
صَحِيْح . انْظُر : [ مُخْتَصِر مُسْلِم 440 ] .
عَن عَبْد الْلَّه بْن عُرْوَة ، عَن أَبِيْه ، عَن عَائِشَة ، قَالَت :
تَزَوَّجَنِي رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم فِي شَوَّال
، وَأَعْرَس بِي فِي شَوَّال ، فَأَي نِسَائِه كَان أَحْظَى عِنْدَه
مِنِّي .
وَكَانَت الْعَرَب تُسْتَحَب لِنِسَائِهَا أَن يُدْخِلْن عَلَى أَزْوَاجِهِن فِي شَوَّال
لَم يَتَزَوَّج الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم بَكْرا غَيْرَهَا ، وَلَا أَحَب امْرَأَة حُبَّهَا ، وَلَا أَعْلَم فِي أُمَّة مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ، بَل وَلَا فِي الْنِّسَاء مُطْلَقَا ، امْرَأَة أَعْلَم مِنْهَا ( سِيْرَة الْنُّبَلَاء ).
....